||*|| سلسلة الآداب الشرعية ~ آداب النيـــــة ~ ||*||

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1

    الصورة الرمزية معتزة بديني

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    5,036
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي ||*|| سلسلة الآداب الشرعية ~ آداب النيـــــة ~ ||*||






    الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد، بفضل الله نواصل
    طرح هذه السلسلة من جديد، سائلين الله العون والإخلاص في القول والعمل.
    سبق وتحدثت عن أول هذه الآداب وأوجبها على الإطلاق ألا وهو:
    {
    الأدب مع الله -عز وجل-}

    ثم الأدب مع {
    رسول الله صلى الله عليه وسلم }
    ثم { الأدب مع كلام الله "القرءان الكريم "}
    هذا لمن يريد الرجوع إليها، وموضوع اليوم نتناول الحديث فيه عن :


    النية التي يؤمن المسلم بخطر شأنهاوأهميتها لسائر أعماله الدينية والدنيوية اذ جميع الاعمال تتكيف بها وتكون بحسبها فتقوى وتضعف وتصح وتفسد تبعا لها وإيمان المسلم بضرورة النية لكل الأعمال ووجوب اصلاحها مستمد أولا من قول الله تعالى:
    {
    وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ...}( البينة5)
    وقوله سبحانه : {
    قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ } (الزمر11)
    فما هي النية ؟
    النية لغة: القصد والإرادة، وقد جاء في كتاب الله بلفظ الإرادة والابتغاء قال تعالى:
    {
    ..وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ..}،
    وقال تعالى: {.
    .الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ..}
    ولحديث النية: {
    إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى}(متفق عليه)
    أصل عظيم في إسلامنا، صدر له البخاري كتابه (الجامع الصحيح)، إشارة إلى أن
    كل عمل لا يراد به وجه الله فهو مردود على صاحبه.
    وحديث النية ثلث العلم ويدخل سبعين بابا من أبواب الفقه كما يقول الإمام الشافعي رحمه الله. وبالنية تتميز العبادات عن العادات، وتتميز العبادات عن بعضها،
    فالصيام لابد له من نية تميزه عن الانقطاع عن الطعام لأي سبب آخر من مرض أو غيره،
    والصلاة لابد من نية تتميز بها الفرائض عن النوافل،وفي الصدقة لابد من النية لتتميز الزكاة عن النذر عن الكفارة وهكذا.



    التعديل الأخير تم بواسطة معتزة بديني ; 15-3-2013 الساعة 09:32 AM

  2. #2

    الصورة الرمزية معتزة بديني

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    5,036
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||*|| سلسلة الآداب الشرعية ~ آداب النيـــــة ~ ||*||

    كلنا يعلم أن الأعمال تنقسم لثلاث أقسام
    {
    المعاصي والطاعات والمباحات}
    القسم الأول
    المعاصي :
    لا تتغير عن موضعها بالنية ، أعني أن المعصية لا تنقلب طاعة بالنية ، كالذي يغتاب إنسانا مراعاة لقلب غيره ، أو يطعم فقيرا من مال غيره ، أو يبني مدرسة أو مسجدا بمال حرام وقصده الخير ، فهذا كله جهل والنية لا تؤثر في إخراجه عن كونه ظلما وعدوانا ومعصية ، بل قصده الخير بالشر على خلاف مقتضى الشرع شر آخر ، فإن عرفه فهو معاند للشرع ، وإن جهله فهو عاص بجهله ؛ إذ طلب العلم فريضة على كل مسلم ، والخيرات إنما يعرف كونها خيرات بالشرع ، فكيف يمكن أن يكون الشر خيرا ؟!!
    ولذلك قال " سهل " رحمه الله - تعالى - : "ما عصي الله بمعصية أعظم من الجهل " قيل : يا أبا محمد هل تعرفشيئا أشد من الجهل " ؟ قال : "نعم ، الجهل بالجهل "وهو كما قال ؛ لأن الجهل بالجهل يسد بالكلية باب التعلم ، فمن يظن بنفسه أنه عالم فكيف يتعلم ؟ وكذلك أفضل ما أطيع الله - تعالى - به العلم ، ورأس العلم "العلم بالعلم" .
    كما أن رأس الجهل "الجهل بالجهل" ، وقد قال تعالى :
    {
    .. فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } النحل
    من هذا نجد أن للنية دخل في المعاصي وهو أنه إذا وجدت مقاصد خبيثة تضاعف وزرها وعظم وبائها .





    القسم الثاني
    الطاعات :
    وهي مرتبطة بالنيات في أصل صحتها وفي تضاعف فضلها .

    أما الأصل فهو أن ينوي بها عبادة الله - تعالى - لا غير ، فإن نوى الرياء صارت معصية . وأما تضاعف الفضل فبكثرة النيات الحسنة ، فإن الطاعة الواحدة يمكن أن ينوي بها خيرات كثيرة فيكون له بكل نية ثواب ؛ إذ كل واحدة حسنة ، ثم تضاعف كل حسنة بعشرة أمثالها كما ورد ، ومثاله القعود في المسجد فإنه طاعة ، ويمكن أن ينوي فيه نيات كثيرة حتى يصير من فضائل أعمال المتقين:
    أولها : أن يعتقد أنه بيت الله وأن داخله زائر الله .
    ثانيها : أن ينتظر الصلاة بعد الصلاة فيكون في صلاة .
    ثالثها : الترهب بكف السمع والبصر والأعضاء عن الحركات والترددات .
    رابعها : عكوف الهم على الله ولزوم السر للفكر في الآخرة ، ودفع الشواغل الصارفة عنه بالاعتزال إلى المسجد .
    خامسها : التجرد لذكر الله أو لاستماع ذكره وللتذكر به .
    سادسها : أن يقصد إفادة العلم بأمر بمعروف ونهي عن منكر ؛ إذ المسجد لا يخلو عمن يسيء في صلاته أو يتعاطى ما لا يحل له ، فيأمره بالمعروف ويرشده إلى الدين فيكون شريكا معه في خيره الذي يعلم منه فتتضاعف خيراته .
    سابعها : أن يستفيد أخا في الله فإن ذلك غنيمة وذخيرة للدار الآخرة ، والمسجد به أهل الدين المحبين لله وفي الله .
    ثامنها : أن يترك الذنوب حياء من الله - تعالى - وحياء من أن يتعاطى في بيت الله ما يقتضي هتك الحرمة .
    فهذا طريق تكثير النيات ، وقس به سائر الطاعات ، إذ ما من طاعة إلا وتحتمل نيات كثيرة وإنما تحضر في قلب العبد المؤمن بقدر جده في طلب الخير وتشمره له ، فبهذا تزكو الأعمال وتتضاعف الحسنات .





    القسم الثالث
    المباحات :
    وما من شيء من المباحات إلا ويحتمل نية أو نيات يصير بها من محاسن القربات ، كالتطيب مثلا فإنه بقصد التلذذ والتنعم مباح ، وأما إذا نوى به اتباع سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وترويح جيرانه ليستريحوا بروائحه ، ودفع الرائحة الكريهة عن نفسه التي تؤدي إلى إيذاء مخالطيه ، وزيادة فطنته وذكائه ليسهل عليه درك مهمات دينه بالفكر ، فهذا وأمثاله من النيات الحسنة التي لا يعجز عنها من غلب طلب الخير على قلبه مما ينال بها معالي الدرجات .

    وأما من قصد بالتطيب إظهار التفاخر بكثرة المال أو رياء الخلق ليذكر بذلك أو ليتودد إلى قلوب النساء الأجنبيات أو لغير ذلك ، فهذا يجعل الطيب معصية ويكون في القيامة أنتن من الجيفة .
    و
    المباحات كثيرة لا يمكن إحصاء النيات فيها فقس بهذا الواحد ما عداه ، ولهذا قال بعض السلف : "إني لأستحب أن يكون لي في كل شيء نية حتى في أكلي وشربي ونومي ودخولي للخلاء " وكل ذلك مما يمكن أن يقصد به التقرب إلى الله تعالى ؛ لأن كل ما هو سبب لبقاء البدن وفراغ القلب من مهمات البدن فهو معين على الدين ، فمن قصد من الأكل التقوي على العبادة ، ومن الوقاع تحصين دينه وتطييب قلب أهله والتوصل به إلى ولد صالح يعبد الله - تعالى - بعده كان مطيعا بأكله ونكاحه .
    وبالجملة فإياك ثم
    إياك أن تستحقر شيئا من حركاتك فلا تحترز من غرورها وشرورها ولا تعد جوابها يوم السؤال والحساب ؛ فإن الله مطلع عليك وشهيد :
    (
    مَايَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد)[ ق : 18 ]
    وقد قال " الحسن " :
    "
    إن الرجل ليتعلق بالرجل يوم القيامة فيقول : بيني وبينك الله ، فيقول والله : ما أعرفك ، فيقول : بلى أنت أخذت لبنة من حائطي وأخذت خيطا من ثوبي" فهذا وأمثاله من الأخبار قطع قلوب الخائفين .
    فإن كنت من أولي العزم والنهى ولم تكن من المغترين فانظر لنفسك الآن ودقق الحساب على نفسك قبل أن يدقق عليك .


  3. #3

    الصورة الرمزية معتزة بديني

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    5,036
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||*|| سلسلة الآداب الشرعية ~ آداب النيـــــة ~ ||*||



    وضح لنا الأن أن كل هذا يؤكد ما يعتقده المسلم فى خطر شأن النية وكبر أهميتها لذا فهو يبنى سائر أعماله على صالح النية إذ النية روح العمل وقوامة صحته من صحتها وفساده من فسادها والعمل بدون نية صاحبه مراء متكلف ممقوت .
    وكما يعتقد المسلم أن النية ركن الأعمال وشرطها فإنه يرى أن النية ليست مجرد لفظ باللسان ( اللهم نويت كذا ) ولا هى حديث نفس فحسب بل هي:
    "
    إنبعاث القلب نحو العمل الموافق لغرض صحيح من جلب نفع أو دفع ضر أو مالا كما هى الإرادة المتوهجة تجاه الفعل لأبتغاء رضا الله أو امتثالا لأمره ".
    اضافة قيمة من الأخ الليث:
    <font color="#cc9966"><strong><font size="5"><span style="font-family: traditional arabic"><font size="5">
    وجزاكم الله خيراً ، ورزقني الله وإياكم الاخلاص وصدق النية في سائر أعمالنا،
    واترككم على أمل أن القاكم
    والأدب مـــــــــــع الخــَلْــــــــقّ
    سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك
    التعديل الأخير تم بواسطة معتزة بديني ; 12-4-2013 الساعة 01:41 PM

  4. #4

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||*|| سلسلة الآداب الشرعية ~ آداب النيـــــة ~ ||*||



    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    جزاكِ الله خيراً وتقبل الله عملكم
    إنما يرضي الله العمل الصالح في ذاته إذا تحقق فيه الإخلاص
    وانتفى منه الشرك أكبره وأصغره ، جليه وخفيه ..
    " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا".


    ولا يتم الإخلاص إلا بتوافر النية الصادقة ، وتجريدها لله
    وتخليصها من الشوائب والرغبات الذاتية والدنيوية
    ومعنى هذا أن يفني الإنسان عن حظوظ نفسه ويتعلق بربه
    فيمنحه القوة من الضعف والأمن من الخوف والغنى من الفقر .



  5. #5

    الصورة الرمزية أنس أسامة

    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المـشـــاركــات
    3,148
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ||*|| سلسلة الآداب الشرعية ~ آداب النيـــــة ~ ||*||

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    جزاك الله كل خير أختي الكريمة

    فعلا النية الإنسان لا تبرر له عمل معصية معينة

    جعله الله في ميزان حسناتك

    و أشكرك على الموضوع المميز و الرائع

    التنسيق في غالية الروعة و الجمال

    سعدت جدا في قرائة الموضوع

    و أتمنى التوفيق للجميع

    تحياتي لك

    في حفظ الرحمن و رعايته

  6. #6

    الصورة الرمزية معتزة بديني

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    5,036
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ||*|| سلسلة الآداب الشرعية ~ آداب النيـــــة ~ ||*||

    الليث
    جزاكم الله خيرًا على مروركم واضافتكم القيمة
    أنس أسامة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيرًا على مرورك الطيب وبارك فيك

    وجزى الله كل من مر على الموضوع وأسأل الله أن يكون فيه النفع لكم
    في حفظ الله


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...