[ لا نُرِيد إِسْلاما بِالاسْمِ فقَط َّّ!]


[ بَديهِيَّات ]

إن من المسلَّمات محسومةَ الأمر, أن هناك حالق لهذا الكون .. و الخالق -سبحانه و تعالى- وضع في الناس غريزة العبودية, و لا تتم العبودية إلا له وحده,
و لايستقيم أمر العبد ويستنير فكره إلا بعبادة الله -سبحانه و تعالى-.
و لمَّا حصل من الناس ميل عن التوحيد - الذي هو إفراد الله بالعبادة-, أرسل الله الرسل و بعثهم ليعيدوا الناس لجادة الحق و مسلك الصواب.
كل نبي كان يبعث لقومه, ليخرجهم من ظلمات الشرك و الوثنية إلى التوحيد. و كان من ميزات النبي محمدٍ -صلى الله عليه و سلم- أن بعث للخلق أجمعين!
و هنا, بدأت ذرات التكبر في نفوس أصحاب الأديان السابقة المحرفة بمحالوة زحزحة الإسلام من قلوب أبنائه العرب, قبل أبنائهم؛ لأنهم المصدر!


[ اسْتِقْرَار ]
عاش الناس أزمنة و قرونا سالكين منهج الإسلام الصحيح, و بانين حضارته على أكتافهم, و على عصارة نبات أفكارهم المروية بمعين شرع الله الذي لا ينضب أبداً ..
و بلغت الحضارة الإسلامية شأوا لا يضاهى, و غطى نورها بقاع الأرض, و كشف النور عن ظلمة سوداء مبنية من الجهل و الضلال, و الشرك , في قارات العالم جمعاء !
فمحى النور الجهل, و أضاء لهم الطريق, و هيئوا لهم الأخذ من قبس الحضارة, و بناء حضارتهم الحالية الجامعة بين الخراب و الصلاح, الضالة بمعنى أصح على ركام حضارتنا حاضرة الإسلام الزاخرة الغنية ..




[ المَدُّ العَاتِي ]
بعد عدة قرون من زمن وفاة النبي -صلى الله عليه و سلم-, حاد بعض الناس عن اتباع منهج الدين الإسلامي الصحيح, و استقاء تعاليمه من منابعه الصافية ..
و بدأوا بتلقف الأفكار الواردة من خرابات الكفر و الشرك, و هالهم تقدم الغرب الكافر, و الشرق الوثني المشرك .
و كالمد و الزلزال اللذان يأتيان على القرى و المدن و يطمرانها, و ينشأ جزر من جرائهما لم تكن موجودة أصلا , تغلغلت الأفكار الفاسدة النتنة بين أبناء الإسلام.
لم تقف تلك الأفكار القادمة من علوج الكفر عند أي حد, فهي من ناحية الشهوات تريد الحيوانية, فلا حدود أبدا للشهوات عندهم, و إنما تقوم حكوماتهم بتهيئة أسباب
الفساد لهم, و العياذ بالله !!
أين وصلت عقول المسلمين لتأخذ ممن يجيز و يبيح و يحرض هذه الأشياء الغير مقبولة فطرةً؟
هذا من ناحية الشهوات فقط, فقد وصلوا لنهاية المنحدر فقط بشهواتهم .. لنأتِ إلى الشبهات و الأفكار المقرفة .
أتعلمون يا أبناء الإسلام, يا أمله و رجاءه, أن من تأخذون عنهم مناهج الحياة المدنية التي غزتنا,و تزعمون تقدمهم, و مثاليتهم, و ما إلى ذلك من الترهات التي
ملئوا عقولكم بها عن طريق إعلامنا الموجه, يقومون بمحاولة استعباد العالم ..؟ يقومون بدور المسيطر المتحكم بالعالم؟
قد لا يحرك ذلك فيكم شيئا, فأنتم لا تهمكم السياسة,أن السيطرة على العالم, يعني نسف معاقل الإسلام, عن طريق تشكيكهم بمبادئ دينهم, و إضلالهم بعلماء غاوين,
يكذبون و العياذ بالله بالدين, و يقومون بطمس بعض جوانب الإسلام , و يمتنعون عن تطبيقها أو يسكتون عن تطبيقها كمن هو راضٍ بها..؟
و أن نيتهم أن يهجر المسلمون أخلاق دينهم الذي منحهم الله بموجبه العزة, و هم كانوا قوما عُربا متشتتين, مشركين وثنيين ضالين ؟؟


قولوا لي بالله عليكم, أهـــذه سياسة؟
تباً لمن جعل السياسة تطبيقَ القوانين المدنيةة الوضعية المردية المؤدية لغضب الله؛ لأن ذلك تحكيم لشرع غير شرع الله الذي ارتضاه لعباده ..


أَبــعد كل هذا تقول أنك مســلم..؟ إن كنت ترضى بل و تأمر بالحيوانية, و ترجو تطبيق القوانين المدنية الوضعية الضالة, و تدَّعي العزة بها, مع أن الله قال -سبحانه- أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ العِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّة لِلَّهِ جَمِيعًا )النساء, الآية: 139
تُرِيد أن تصلي و تصوم و تزكي فقط؟
أم تُرَاكُم ممن قال الله فيهم : ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ) فإذن لا نقاش معكم و لاتفاوض ..
إن الإسلام ليس قشورا و ألبابا, و إنما هو كلٌّ مترابط لا يؤدي جزء منه عمل الآخر و لا يُجْزِءه بتاتا .


يا من تنسبون أنفسكم للإسلام و هو منكم براء , كفاكم كذبا و بهتانا !!
من قال لكم أن إحساسكم بالمسلمين من حولكم, و بما يدور حولكم من مؤامرات تحاك أناء الليل و أطراف النهار, يعد ضربا من السياسة؟
أين الأحاديث و الآيات التي أخذتموها من دراستكم ؟ أتريدون تقطيع الأواصر بين من ينتسب لعقيدة واحدة؟ خبتم و خاب مسعاكم !
قالوا بإن الحياة المدنية تحل المشاكل بين أصحاب الأديان المتعددة في الوطن الواحد, من قال لكم أن الوطن يعني الأرض؟ بل لم لا ترجعوا للإسلام لتروا أنه
وضَّح كيفية التعامل مع غير المسلمين , لا تتستروا خلف كلماتكم المنمقة,التي قد يتغرر بسببها الضعاف الجهلة,أعلنوها صراحة, هاجروا للأرض التي تريحكم
مدنيتها , و لكن لا تجففوا منابع الإسلام في عروق أبنائه !
كفانا الله شركم و بلاءكم, و رد كيدكم في نحوركم , و أرانا بكم عظيم قوته سبحانه و لتكونوا رادعا لمن هو مفكر بالسعي نحو تحقيق مطالبكم النتنة !