زيتونة... شخص برتقالي اللون في داخلنا‼
صباحكم حلو قد أشرقت عليه أبهى شمسـ
و مساءكم زكي عبق بأجـود العـــطور
حياتكم أجمل حلم بين الغد و الأمــسـ
فكانت أرواحكم ملوكًا فـي أرقى القصور
أنار الرحمن دروبكمـ ‼
زيتونة .. برتقالي .. و في داخلنا ‼
ما هته الكلمات المجنونة و الغريبة
قد تعني أي شيء أو كل شيء
فخمنوا‼
ماذا؟‼.. لالالا لن أسمح لكم أبدا, ليست زيتونة باباي
لكن لا تبكوا يا صغاري سأشرح لكم كل شيء
زيتونة: من نراه فوق القانون , أجمل حلم, المستقبل المنشود, أرض قصية طاهرة, أمنية القلب, دميتي الصغيرة
شخص برتقالي اللون: قطعة سكاكر حلوة, شمس تُمَشّط شعرها عند المغيب, برتقالة عذبة الطعم,طفل بريء أصهب لون, دميتي الصغيرة
في داخلنا: روح نبيلة,عذراءَ نقية, الحنايا الدافئة الطاهرة, أحلام طفولية سعيدة,أمانٍ صغيرة منتشرة كالنجوم في السماء, بيت زيتونة, دميتي البرتقالية الصغيرة.
أجل أنا كبيرة على هذا و لكني متعلقة بها جدًا , لازالت في قلبي رغم أنها من الراحلين عنَّا , فالسادس عشرة من جوان ( حزيران , يونيو ) الذكرى السنوية لوفاة الغالية زيتونة , في مثل هذا اليوم من كل عام , أتحصر و أتوه في أحزاني و أشجاني ,لذا قررت أن أخلدها في عمل ما كي تعود لحياة رغم أن الزمان قد مزقها و أكلها التراب حتى صارت هيكلا عظميًا , و لكن أتعلمون؟
الأعزاء لا يموتون أبدًا , فالحب خالد
لم تفهموا بعد؟, حتى أنا لم أفهم شيئًا
أليس عليَّ أن أتوقف عن اللعب و اللهو كالأطفال
حسنًا,حسنًا ... وقت الجد
لم يولد الواحد منا و هو ابن العشرين , كلنا خرجنا إلى النور صغارًا, صغارًا جدا, صارخين ملأ حناجرنا خائفين من الدنيا , ثم لا نلبث أن نصمت بمجرد أن نبصر أمنا و أبانا , أشقاءنا و عائلتنا , الأفراح و الأحزان, تمر الأيام و نمر نحن معها على مرحلة لابد منها , الطفولة, منا من مازال فيها, و منا من غادرها لتوه , و منا من يشتاق إليها شوقا عظيما حيث يتمنى لو يعود و لو ليوم واحد إليها, فيتذكر كف كان خاليًا من الهموم, عاشقا يرى بالعيون البريئة كل شيء بريء, مبتسما في وجه الأوجاع, فتسقط منه في لحظة ضعف عَبَرَاتٌ طاهرة قادمة من الطفل الذي بداخل كل واحد منَّا.
زيتونة , دميتي البرتقالية شاركتني أفراح الصباح و أحزان و مخاوف الليل, صديقتي المفضلة, حبي الأول,كلما مرت ذكراها, أشم عبق الماضي, رائحة الطفولة الزكية,يغمرني شعور غريب , أحس بحركة عجيبة بداخلي, إنها الطفلة الحلوة التي بين الثنايا ترقص و تضحك, لأني لم انسها بعد.
لكل واحد منَّا زيتونة من ماضيه, و إن لم تكن دمية برتقالية اللون , فهي حتما شيء مميز و قيمته المعنوية غالية جدًا , بحيث لا يقدر بأي ثمن كان, تلك الأيام لا يسعنا إلا أن نكتب أيها سطورًا قليلة نخبرها بحنيننا , نبوح و إن لم نرغب ظاهرًا ففي أعماقنا نزعة جامحة في أن نعلن و نكشف عن آمال و أحلام الصبا و قصصه.
و الآن عزيزي القارئ, إن علمت أن كل ما مرَّ أعلاه مجرد مقدمة أو كلام عابر و أن الآتي صلب الموضوع و الأهم , فهل تغضب؟
إن غضبت فسوف ترحل , و إن رحلت فلن تعرف الحقيقة أبدًا, و لن تعلم أمرًا مهما جدا, فإن اخترت البقاء أكمل إذا و انزل قليلا ...
أجل , أعلم مسبقًا أنه إن أكملتَ فسوف تتوقف في المنتصف لتستغرب من أن العنوان في عالم و الموضوع في عالم آخر , ولكن دع لي فرصة لكي أشرح و أفسر .
نحن السعداء نمر أو مرينا على مرحلة الولودية أو الطفولة, ليملك كل واحدٍ من زيتونته الخاصة, حقيبة لأجمل الذكريات و أعظم الفرص, ثم مستقبل مشرق, عمل , عائلة , نجاح و تفوق و أخيرًا نهاية سعيدة, أليس هذا رائعا و جميلا في هذا الجانب, الجانب الأبيض؟! , و لكن هل سمعت يومًا بالجانب الأسود, على ضفة الشاطئ الآخر, هم أمامنا مباشرة لكنا لم نبصرهم يومًا, أولئك البؤساء , أصحاب الطفولة المغتصبة, الراقدون تحت التراب, الذين مروا أو يمرون أو غادروا الحياة و هم في صدد المرور فلم يحصلوا لا على زيتونتهم و لا هم يحزنون, لهم مستقبل مظلم, بطالة, وحدة, فشل و إخفاق, ثم أخيرًا نهاية حزينة, بالرغم من المنظمات الدولية الحامية لحقوق الطفل إلا أننا نرى ظواهر غريبة عجيبة ما انبغى لها أن تكون بيننا نحن خاصة , و في العالم بأسره عامة .
- اختطاف الأطفال أو "اختطاف الأحلام" : طفلة بريئة تلعب و في قلبها أمان و كلمات جميلة , يأتي من الجحيم شخص مشبوه غريب يجرها و هي صغيرة لا تدري من الدنيا شيئًا بقطعة حلوى, لينتزعها من الدنيا و من أهلها, فإما أن يقطعها إربًا إربًا ليتاجر بأعضائها, أو يغتصب منها الروح و الشرف , لتبقى تائهة لا تدري أين تمضي.
- العنف ضد الأطفال أو " قلوب لا تعرف الرحمة " : دون أي سبب ,و إن كان هنالك واحد فليس للذئب البشري أي حق , يُبَرَح الصبي ضربًا لتبقى أثار الضربات على الجسد و القلب , و وجع أبدي لا يزول , طعنات غدارة كانت من المجتمع ثم ليسوء الأمر و تصبح من أقرب الناس , من الأسرة , الأهل.
- الحروب أو " جحيم الدنيا ": نيران الحروب تلتهم أجساد الأطفال في كل مكان , تقطع رؤوسهم و تمزق أجسادهم , يشردون و يدفنون أحياءًا تحت أنقاض بيوتهم , فبأي ذنب قتلت هته الأرواح الشريفة .
يدق ناقوس الخطر فيزعج رنينه أذاننا, و يتوهج الضوء الأحمر فتتعب و تتألم أعيننا, و لكنه تحذير و تنبيه للغافلين.
علينا أن ندرك أن أحدهم ليس له زيتونته بسببنا , إما المجانين منا أو العمي, لذا علينا أن نجتهد كي نحسن أحاولنا و أحوال غيرنا, فشيء بسيط جدا كالدمية البرتقالية زيتونة يمكن أن يغير مستقبلا كاملا, و أن ينقذ حياة شخص ما.
في النهاية أقول:
أعتذر عن كان كلامي أشبه بكلام المختلين عقليًا , و لكن أردت أن أشرح بطريقة ما انه لا بد أن ينشأ الطفل في جو مريح, آمن و مثالي, بتوفير كل متطلباته من حب و حنان و عطف و أمور مادية بسيطة , كي يكون الغد أفضل , فلا نتذمر على المشاكل و الهموم, و لن يمسنا الحزن و الألم , أدعُ ربي أن تصل الفكرة.
الموضوع عبارة عن وقفة لدقيقة فقط, لتَأَمُل ما يجري, كلما كان لأحدٍ وقت , فليخصصه لمرور من هنا , إما لتذكر طفولته السعيدة بعبارة أو بصورة معبرة محترمة , أو ليعلمهم , سكان الجانب الأسود , أنهم في قلبه بكلمة مواساة أو تنديد للظالمين , أو حتى تذكيرنا نحن , فالذكرى تنفع المؤمنين.
دموعٌ ساخنة ودعوات خالصة من القلب لكل من ياسر , شيماء , سندس , إبراهيم و محمد ,
ضحايا الوحوش" .
(( أعود مرة أخرى لخربشتيXD‼ ))
زيتونة ... شخـص برتقــالي اللون في داخلنـا ‼
الطفل البريء الصغير الذي يسكن حنايا كل واحدٍ منَّـا ‼
ذاكـ الذي نسمـع صـوته الهـادي كـلما تـهنـا أو ضـعنـا ‼
ســلام عليه أينمــا كـان , ســلام على مـنقذ أرواحنـــا ‼
♥
أرَْجُ تَفَآآعُلَكُم وَ رِضٍٍَآآكُم عَلَى قَََــلَـَمِي آلـطَـمـُوحـ
فــَلآآ تَـكـْسـِرُوهُـ بـِقـِلَـة آلـحُـضُـورٍ ...
المفضلات