الأسماء الموصولة الجزء الثاني.

[ منتدى اللغة العربية ]


النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    الصورة الرمزية AmerBadawy

    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المـشـــاركــات
    8
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    icon19 الأسماء الموصولة الجزء الثاني.



    إن الحمد لله نحمده تعالى ونستينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومنسيئات أعمالنا
    من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد
    أن محمدًا عبده ورسوله ، وصفيه من خلقه وخليله ، أجى الأمانة وبلغ الرسالة ، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين
    فاللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وبارك اللهم على محمد
    وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين ، إنَّك حميد مجيد.
    وبعد فإن أصدق الله كتاب الله تعالى ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وكل محدثه بدعة
    وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، أما بعد


    فقد تكلمنا في الموضوع السابق عن الأسماء الموصولة ، والآن نحن نتكلم عن صلة الموصول
    ومن لم يقرإ الجزء الأول فيمكنه قراءته من هنا :


    الأسماء الموصولة.

    الأسماء الموصولة أسماء مبهمة يجب أن يكون لها جملة تتمم معناها وتوضحها ، وتسمى هذه الجملة بصلة الموصول
    وصلة الموصول إما أن تكون جملة أو شبه جملة ، والجملة على ضربين : اسمية ، وفعلية.


    فإن كانت الصلة جملة فيشترط فيها
    أربعة شروط :

    أحدهما أن تكون خبرية ، ومعنى كونها خبرية أي محتملة للصدق أو الكذب ، ومتى امتنع الحكم
    بصدقها أو كذبها فلا يجوز أن تكون صلة.

    والثاني : أن تكون الصلة مشتملة على ضمير مطابق للموصول في إفراده ، وتثنيته ، وجمعه ، وتذكيره ، وتأنيثه ، نحو قولك :
    "جاء الذي أكرمته" فإن الهاء في الفعل عائدة على الاسم الموصول وهو "الذي".

    ويجوز حذف هذا العائد ، سواء أكان مرفوعًا كقوله - جل وعلا - : (ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد)
    أي الذي هو أشد ، أو منصوبًا نحو : (وما عملت أيديهم) أي عملته ، أو مجرورًا بالإضافة نحو : (فاق ما أنت قاض) أي قاضيه.
    ويستشهد في هذا الشأن ببيت طرفة بن العبد من معلقته الشهيرة :


    سَتُبْدِي لَكَ الأَيَّامُ مَاْ كُنْتَ جَاهِلًا .... وَيَأْتِيْكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ

    أي ما كنت جاهله ، ومن لم تزوده.

    والثالث : أن تكون معهودة ، وذلك لأن تعريف الموصول بها ،ويجوز إبهامها للتهويل نحو قول الله : (فغشيهم من اليم غشيهم).

    والأخير : أن لا تكون مستدعية لكلام يقع قبلها ، فلا يجوز أن تقول : جاء الذي لكنه بخيل ، لأن وضع "لكن" لاستدراك كلام سابق.

    ويجوز حذف العائد أيضًا إن كان مجرورًا بالحرف ، نحو قوله تعالى : (يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون)
    أي منه ، ونحو قول من قال :


    نُصَلِّي لِلَّذِي صَلَّتْ قُرَيْشٌ .... وَنَعْبُدُهُ وَإِنْ جَحَدَ الْعُمُومُ

    أي نصلي للذي صلت له قريش

    ولكن إذا كان العائد مجرورًا بالحرف فلا يجوز حذفه إلا بثلاثة شروط

    الأول : أن يكون الاسم الموصول ، أو الاسم الموصوف بالاسم الموصول مجرور بحرف جر أيضًا.
    فأما الاسم الموصول فنحو قولك : "أخذت في الذي أخذت فيه"
    وأما الاسم الموصوف بالاسم الموصول فنحو قولك : "سرت في الطريق التي سرت فيها".


    الثاني : أن يكون الحرف الجار للعائد مماثلًا للذي يجر الموصول أو الموصوف لفظًا ومعنى.

    الأخير : أن يكوت متعلق الحرفين واحدًا في المادة والمعنى.

    وأما إن كانت الصلة شبه جملة ، وشبه الجملة ثلاثة أشياء : الظرف ، نحو "الذي عندك" والجار والمجرور ، نحو "الذي في الدار"
    والصفة الصريحة وذلك في صلة كما تقدم في الجزء الأول لهذا الشرح.


    ويشترط في الظرف والجار والمجرور أن يكونا تامين ، فلا يجوز أن تقول : "جاء الذي بك" ولا "جاء الذي أمس" لنقصانه.

    ومعنى كون الظرف تامًّا أي أن يكون تعلقه بالكون العام مؤديًا لمعنى تام ، والظرف الناقص هو الذي يكون تعلقه بالكون العام
    غير مؤد لمعنى ذي فائدة.


    والكون هو الحدث ، فالأكل كون ، والشرب كون ، والنوم كون ، والكون قسمان :
    عام ، ومعنى عمومه أنه لا يخلو عنه في وقت من الأوقات شيء ما.
    وخاص وهو ما يكون صفة لبعض الأشياء في بعض الأوقات مثل الشرب والنوم والكتابة.

    فإن أردت أن تعرف هل الظرف تام أم ناقص فهاته مع الكون العام فإن وجدت أنه يفيد فائدة تامة فهو تام
    نحو قولك : "جاء الذي عندك" فلو قدرت وقلت "جاء الذي وجد عندك" لأفاد إفادة تامة ، إذن فهو ظرف تام.
    ولو قلت "جاء الذي أمس" لم يفد غفادة تامة ، وذلك لو أنك قدرت الكلام فقلت "جاء الذي وجد أمس" لم يفد فائدة
    يصح أن تقصد من الكلام ،لأنك تعلم أن كل شيء فهو موجود أمس.

    وإذا وقع الظرف والجار والمجرور صلة كانا متعلقين بفعل محذوف وجوبًا ،تقديره استقر ، والضمير الذي كان مستترًا في الفعل
    انتقل منه إليهما.




    كل هذا قد نقل عن شرح قطر الندى وبل الصدى لابن هشام ، وأيضًا عن تحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد.
    من أراد نقل الموضوع فله ذلك ، ولا يلزمه ذكر المصدر.
    هذا والله أعلم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  2. #2

    الصورة الرمزية الطباخ العاشق

    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المـشـــاركــات
    58
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الأسماء الموصولة الجزء الثاني.

    شكراً جزيلاً لجهدك ~

  3. #3

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الأسماء الموصولة الجزء الثاني.

    جزاك الله خيرا على هذا الدرس
    النحو ممتع للغاية . طرح جميل يعطيك العافية

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...