قــضايا الأمــــــــة‎‎ ~ الشيشان

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 1 من 1
  1. #1

    الصورة الرمزية نبضُ دَاعِية

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    811
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post قــضايا الأمــــــــة‎‎ ~ الشيشان





    بكل المقاييس، فإن ما ارتكبه ومازال يرتكبه الروس، على مرأى ومسمع العالم قاطبة، من مجازر وحشية، وانتهاكات صارخة لأبسط حقوق الإنسان.. يُعد وصمة عار كبرى، في نظام "معولم"، يتشدق المروجون له، صباح مساء، في أبواق دعايتهم، بالحضارة والتمدين والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان، وغيرها من "المصطلحات"، التي أفرغوها من معانيها الحقيقية، وداسوا عليها بالأقدام في نظامهم المعولم الجديد.. ذلك النظام القائم بالأساس على "** دماء الشعوب". فماذا عن الشيشان.. والقضية الشيشانية.. ؟ وما هو موقف النظام العالمي الجديد تجاهها.. ؟
    ~ ~ ~ ~ ~
    الأطماع الروسية في الشيشان :
    الشعب الشيشاني، الذي هو من أقدم الشعوب التي سكنت القوقاز، اعتنق الإسلام منذ أواخر القرن الثامن عشر.. وكان مسلمو الشيشان قد تزعموا حركة الاستقلال في القوقاز، فيما بين عامي 1834م و 1859م.. إلا أن الروس تمكنوا من قمعها، واستولوا على منطقة القوقاز قاطبة، واعتبروها جزءاً من دولتهم.
    بعد أن ارتكبوا المزيد من المجازر بحق سكانها العزل.. وفي عهد ستالين، هُجّر الشعب الشيشاني إلى سيبيريا، وظل في هذا المنفى الجماعي خلال الفترة ما بين عامي
    1944م إلى 1957م. ثم رجع إلى وطنه، بفضل جهاد أبنائه، الذين أجبروا خروتشوف على الاعتراف بحق العودة.
    وفي أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي، طالب المؤتمر الوطني العام للشعب الشيشاني، الذي كان قد تأسس في
    1991م، بضرورة الاستقلال عن روسيا، خاصة وأن المادة الثالثة من دستور الاتحاد السوفيتي (السابق)، كانت تنص على ما يلي: "إذا خرجت إحدى الجمهوريات من قوام الاتحاد السوفيتي، فإنه يحق للجمهوريات الأخرى، التي تدخل في نطاق الاتحاد المنفصل، أن تنفصل هي الأخرى، وتستقل.. ".
    فأعلن الشعب الشيشاني جوهر دوداييف الجنرال المتقاعد في الجيش السوفيتي السابق رئيساً له.. وأعُلن عن قيام "الجمهورية الإسلامية الشيشانية" المستقلة. رفض الروس الاعتراف بهذا الاستقلال، وأعدوا العدة لضرب الشيشان، ولكن تراجعوا في اللحظات الأخيرة.. وفي
    1994م، دخلت القوات الروسية الأراضي الشيشانية، بحجة إعادة ما أسموه "النظام الدستوري".. لقد ظن الروس أن هذه الحملة العسكرية سوف تنتهي من تحقيق أهدافها بين عشية وضحاها؛ ولكن حرباً ضروساً دارت بين الدولتين، استمرت حتى العام 1996م. تكبد خلالها الروس خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وعادوا يجرون أذيال الهزيمة، بعد أن خربوا الديار.. ولم يجد الروس أمامهم سوى الاعتراف للشيشانيين بحق تقرير المصير، من خلال استفتاء عام. ووقع الطرفان على اتفاقية بهذا الشأن.
    ولكن الروس، بعد أن التقطوا أنفاسهم؛ بدأوا في إعداد العدُة لحرب جديدة في الشيشان، بتكتيك مختلف
    1999م، بدأت جحافل الروس تعبر الحدود الشيشانية، وتتوغل في العمق.
    والسبب المعلن هو القضاء على مجموعة
    "الإرهابيين" الذين يهددون أمن موسكو.
    ~ ~ ~ ~ ~
    مجازر بالجملة والقطاعي :
    لقد ارتكب الجنرالات الروس، في هذه الحرب، أبشع أنواع الجرائم.. ارتكبوا مجازر بالجملة والقطاعي راح ضحيتها آلاف المدنيين من مسلمي الشيشان.. و انتشرت عمليات الاغتصاب لفتيات الشيشان، من جانب الجنود الروس، بأمر من جنرالاتهم.. وصار من الأمور المعتادة، الكشف عن مقابر جماعية، دفن فيها أطفال ونساء وشيوخ، أحياء.
    ~ ~ ~ ~ ~
    عنصرية النظام العالمي :
    إن ما كشف النقاب عنه من جرائم روسية، بحق المدنيين في الشيشان، على كثرتها.. لا يمثل سوى جزء يسير مما ارتكب على أرض الواقع.. وقد جاء موقف الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية راعية النظام العالمي الجديد، مناقضاً لأبسط حقوق الإنسان، التي تتشدق بها تلك الدول، في أبواق دعايتها، ليل نهار؛ حيث اعتبرت المذابح الجماعية، والجرائم البشعة، التي يرتكبها الروس "شأناً داخلياً".. !!. ونسيت هذه الدول، أو بالأحرى تناست، "مبدأ حق الشعب في تقرير مصيره".. وتناست أيضاً، أنها كانت في طليعة الدول التي وقعت على الاتفاقية الخاصة بحظر ومعاقبة جرائم الإبادة الجماعية
    وكانت مجموعة الدول الأوروبية قد أعلنت، في
    الخامس عشر من فبراير2000م، عن هديتها للروس، وهي إسقاط ما يزيد عن 35% من الديون الواجب سدادها للمجموعة ... وهكذا، يعلن الغرب الصليبي عن وجهه العنصري القبيح، ويترك لروسيا القيام بدور الوكيل "لمنع قيام كيان إسلامي قوي، يملأ الفراغ الأيديلوجي الذي خلفه انهيار الاتحاد السوفييتي"... ويظل الجهاد الشيشاني.. مستمراً..: لقد دخل الروس الأراضي الشيشانية، وهم يظنون أن السيطرة عليها، في ظل الحشد الكبير من قواتهم وعتادهم، وما وضعوه من خطط، لن يستغرق سوى ثلاثة أسابيع على الأكثر، تماماً مثلما ظنوا إبان الحرب السابقة التي استمرت عامين ورجعوا بعدها إلى موسكو؛ ليحتفلوا في ساحة الكريملين "بخفي حنين"!!. لقد مضى على الحرب الدائرة الآن بين الروس والمجاهدين الشيشان، أكثر من عام ونصف.. وتمكن المجاهدون بفضل الله ثم بقوة إيمانهم من توجيه ضربات موجعة للقوات الروسية، التي تكبدت خسائر كبيرة في العدد والعتاد، خاصة بعد أن نقلت القيادة الشيشانية الحرب من المواجهة العلنية، التي ظلت عليها حتى أواخر ديسمبر 1999م، إلى الحرب الفدائية ، التي تعتمد على نصب الكمائن للقوات الروسية، وضرب وحداتها العسكرية المتمركزة داخل الأراضي الشيشانية. ورغم التعتيم الروسي على ما تتكبده القوات الروسية من خسائر في الأرواح والمعدات؛ تخوفاً من غضب الرأي العام.. إلا أنه بين الحين والآخر، تتسرب الأخبار عن عمليات فدائية كبيرة للمجاهدين الشيشان.. مما دفع الجنرال جينادي تروشوف، قائد القوات الروسية في الشيشان، إلى التصريح بأن "الحرب ربما تستمر لشهر قادم، أو لشهرين، وربما سنتين.. وربما أكثر.. "!!. وما أشبه الليلة بالبارحة.. فالشيشان للشيشانيين، مهما طال أمد الحرب .

  2. 2 أعضاء شكروا نبضُ دَاعِية على هذا الموضوع المفيد:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...