[سلسلة عظماء غيروا مجرى التارِيخ] [1] " ليوناردو دافينشي ".

[Aile]

ليوناردو دافينشي - عبقري النهضة


إذا ما تحدثنا عن ليوناردو دافينشي ، فنحن بكل تأكيدٍ نتحدث عن رمز النهضة الإطالية - الأوروبية - و عبقريِّها ، عن أحدِ عظماءِ التاَّريخ ، عن فيلسوفٍ إنساني كبير مُجرب و خبير ...
عن رجــلٍ من الصفوة و الأقلية التي " غيرت مجرى التاريخ ".

مهما قُلنا و مهما ذكرناَ فسيبقى هذا الموضوعُ صغيراً جدا بالنسبة لشخصٍ حيرت أسراره العالم بأسره !

فلا تترددوا أبدا في الإبحار في عالمه الغامض المذهل !



ولادته و نشأته


وُلد دافينشي يوم سبتٍ ( 15 أبريل 1452 م ) ، في بلدة صغيرة تدعى فينشي
قرب فلورنسا - إيطاليا -
أبوه كاتب عدل وأمه فلاحة تطلقت من زوجها بعد ولادة طفلها بمدة قصيرة ، مماجعله يفتقد حنان الأم في حياته.

في منتصف القرن الرابع عشر استقرت عائلته في فلورنسا والتحق ليوناردو بمدارس فلورنسا حيث تلقى أفضل مايمكن أن تقدمه هذه المدينة الرائعة من علوم وفنون (فلورنسا كانت المركز الرئيسي للعلوم والفن في إيطاليا ).




شبابه


كان ليوناردو يحرز مكانة اجتماعية مرموقة بشكل مثير ولافت، فقد كان وسيما لبق الحديث ويستطيع العزف بمهارة إضافة إلى قدرة رائعة على الإقناع.

سنة 1466 التحق ليوناردو في مشغل للفنون يملكه أندريا دل فروكيو (Andrea del Verrocchio) الذي كان فنان ذلك العصر في الرسم والنحت مما مكن ليوناردو من التعرف عن قرب على هذه المهنة ونشاطاتها.

و قد أحسن ليوناردو إستغلال فترة شبابه جيدا، و أنجز فيها مذكراته المشفرة التي حوت كل تصاميمه ، و تعلم من فروكيو كل ما يستطيع أستاذٌ تعليمه لتلميذه ، لدرجة أن تجاوزه في المهارات ، و قام بعدها بسنوات قليلة بإنشاء مشغله الخاص و الذي كان يديره بنفسه.



أعماله الفنية

- هذه قائمة لأهم أعمال دافينشي " لوحات زيتية "


- البشارة 1472 - 1475
- معمودية المسيح 1472 - 1475
- سيدة القرنفل 1478 - 1480
- السيدة بينويس 1478 - 1480
- مادونا ليتا حوالي 1490
- العشاء الأخير 1495 - 1492
- الموناليزا 1503 - 1506

( اللوحات التي توجد لها صور بالأنترنت عددها 30 تقريبا - لم أكتب كل أسمائها هنا - )
و هُناك بعض اللوحات التي يُقال أنها فُقدت ...

بعض اللّوحات هُنا و أنقُر هُنا أيضاً ^_^




الموناليزا


كان لليوناردو دافينشي أعمال عديدة مشهورة منها العشاء الأخير و معمودية المسيح ، و لكن أشهرها على الإطلاق " الجيوكندا " أو " الموناليزا " فما هو سر هذه اللوحة العالمية ؟!

هي لوحة يعتبرها النقاد والفنانون واحدة من أحد أفضل الأعمال على مر تاريخ الرسم.
حجم اللوحة صغير نسبيا مقارنة مع مثيلاتها حيث يبلغ 30 أنشا ارتفاعا و 21 إنشا عرضا،
بدأ دا فينشي برسم اللوحة في عام 1503 م ، و إنتهى منها جزئيا بعد ذلك ثلاثة أعوامٍ أو أربعٍ ، و لكنها إكتملت نهائيا سنة 1510م.
و يُقال أنها لسيدة إيطالية تدعى مادونا ليزا دي أنتونيو ماريا جيرارديني زوجة للتاجر الفلورنسي فرانشيسكو جوكوندو صديق دا فينشى والذي طلب منه رسم اللوحة لزوجته عام 1503.

للمشاهد العادي أهم ما يميز لوحة الموناليزا هو نظرة عينيها والابتسامة الغامضة التي قيل إن دا فينشي كان يستأجر مهرجا لكى يجعل الموناليزا تحافظ على تلك الابتسامة طوال الفترة التي يرسمها فيها. إختلف النقاد والمحللين بتفسير تلك البسمة، وتراوحت الآراء بسر البسمة بدرجات مختلفة.

وهناك نظرية ذكرت في كتاب ( شيفرة دانشي (da vinci code) ) لمؤلفه دان براون ، تنص هذه النظرية على أن الموناليزا لم تشتهر لما اشيع له من اجل ابتسامتها و جمال السيدة التي تظهر فيها ، انما اشتهرت هذه اللوحة لحب ليونادو للوحة فكان دائماً ما يأخذها معه في ترحاله

ظلت الموناليزا وستبقى محيرة وملهمة للفنانين فقد كتب عنها وحولها آلاف القصائد الشعرية وألفت أوبرا كاملة باسمها "أوبرا الموناليزا".

( شخصياً ، سمعتُ مؤخرا أنهم وجدوا أن اللوحة معقدةٌ جداً كما لو أنها رُسمت بأحدِ أكثرِ الحواسيب تطوراً في وقتِنا الحالي ) و إلى أن يتم كشف سرها، ستبقى لوحة تنمُّ على عبقرية رسامها و نبوغه !

- اللوحة الآن في متحف اللوفر بباريس ( فرنسا )



العالم العظيم


كعالم فإن ليوناردو دافينشي كان قد سبق من حوله من العلماء بأسلوب بحثه العملي وتدقيقه وشدة ملاحظته، حيث اعتمد بشكل كبير على الملاحظة والتوثيق مدركا أهمية مايفعله في نجاح بحثه العملي، ولسوء الحظ فإنه لم يكمل أغلب أبحاثه وتركها غير منجزة.

ونظرياته كانت محتواة ضمن مجموعة عديدة من دفاتر الملاحظات مكتوبة بكتابة عكسية مشفرة يتم فكها عبر قراءتها من المرآة ، مما شكل صعوبة في اكتشافها وغالبا لم يتم نشرها في عصره


أغلب مكتشفاته كان لها الأثر حتى على علومنا في العصر الحالي، فقد درس الدورة الدموية، وردة فعل العين، وتعلم تأثير القمر على المد والجزر، وحاول معرفة طبيعة المستحثات ويعد من أوائل علماء الحركة والماء ومخططاته حول شبكة نقل المياه من الأنهار تعد عملية وذات قيمة فيما لو طبقت، كما اخترع العديد من الآلات منها العملي ومنها غير العملي، مثل بزة الغوص تحت الماء وجهازه الخاص بالطيران مع أنه غير عملي إلا أنه يعد أول أبحاث الحركة والهواء.


هنا بعض الصور ^^

و هُنا كذلك ^^


يُتبع ، يُمنع الرَّد ...