سلسلة من خطب الشيخ صالح الفوزان

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 17 من 17

العرض المتطور

  1. #1

    الصورة الرمزية هيتومي

    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المـشـــاركــات
    1,304
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: سلسلة من خطب الشيخ صالح الفوزان

    الابتلاء والامتحان لبني آدم





    الخطبة الأولى

    الحمد لله الذي له ما في السماوات ومافي الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير وأشهد ألا إله إلا الله { خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } وأشهد أن محمد عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير وصلى الله على آله وأصحابه أهل الجد والتشمير وسلم تسليماً كثير أما بعد
    أيها الناس اتقوا الله تعالى،
    قال الله سبحانه وتعالى: { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }، بين سبحانه وتعالى الحكمة من خلق الموت والحياة وأنها الابتلاء والامتحان لبني آدم أيهم يحسن العمل لآخرته والله جل وعلا لم يقل أيكم أكثر عملا وإنما قال: { أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً }، فالعبرة بالعمل الحسن لا بالعمل الكثير الذي ليس بحسن، ولا يكون العمل حسن إلا إذا توفر فيه شرطان الشرط الأول الإخلاص لله جل وعلا فيه فلا يكون فيه شرك ولا يكون فيه رياء ولا سمعة ولا قصد لوجه الله ولا قصد لطمع الدنيا والشرط الثاني أن يكون صوابًا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم موافقا لما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكون فيه بدعة ومحدثات فإن العمل الأول وهو الذي خالطه شرك مردود على صاحبه لا يقبل وهو حابط وباطل وأما الذي فقد الشرط الثاني وهو المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم فإنه أيضا باطل ومردود على صاحبه قال صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد "، وفي رواية: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "، أي مردود على صاحبه سواء هو الذي أحدث البدعة أو أحدثها غيره وعمل بها تقليداً له فإن البدع مردودة كلها مهما كلف صاحبها نفسه فيها لأن الله أمرنا بالاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }، ولم يأمرنا بالاقتداء بغيره ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " والله سبحانه وتعالى جعل لنا دوراً ثلاثا نمر بها الدار الأولى الدار الدنيا وهي دار العمل وهي يختلط فيها الخير والشر والمؤمن والكافر والمنافق يختلطون في هذه الدنيا تختلط الأعمال وتختلط الأشخاص في هذه الدنيا والدار الثانية دار القبور دار البرزخ وهي محطة انتظار بين الدنيا والآخرة وفي القبر إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار والعياذ بالله على حسب ما مات عليه من إيمان أو نفاق أو كفر وشرك فإنه يأتيه في قبره من جزاء الآخرة ، { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }، فيأتيه من الجنة إن كان مؤمناً ويأتيه من النار إن كان منافقًا أو كافر أو مشرك والدار الثالثة دار الآخرة وهي دار القرار التي لا رحيل منها دار القرار أي الاستقرار الذي لا رحيل منها وهي دار الجزاء وينقسم الناس فيها إلى فريقين لا ثالث لهما فريق في الجنة وفريق في السعير فالمؤمنون في الجنة والكفار والمشركون والمنافقون في النار والعياذ بالله ولا رحيل منها ولا موت ولا انتقال هذه هي الدار الآخرة وكلها نمر بها لكن أين من يعتبر وأين من يتعظ قال الله سبحانه وتعالى لنا: { اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ * سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }، الأمر واضح ليس فيه لبس وما ترك الله لنا معذرة أو حجة بل أقام لنا البراهين والدلائل ووضح لنا كل شيء لا يخفى علينا شيء مما كان أو يكون اعلموا أيها الناس تيقنوا أنما الحياة الدنيا لعب، لعب في الأبدان ولهو في القلوب وزينة في المظاهر لعب في الأبدان بعض الناس مهنته لعب ويسمى لاعبًا طول حياته وهو من اللاعبين ويفتخر بذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله كأنه خلق للعب واللعب إذا كان في حدود وفيه فائدة للبدن ولا يترتب عليه محاذير فإنه مباح لكن بحدود ولا يسمى الإنسان لاعبًا أو تكون مهنته اللعب دائما وأبد هذا شأن الكفار أما المؤمن فإنه يعد لآخرته ويسعى لآخرته لم يخلق هذه الدنيا ولهو في القلوب لاهية { لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ }، يكون القلب منصرفاً عن الآخرة ومشغولا بالدنيا ومشغولا بما لا فائدة له منه وزينة في المظاهر من الملابس والمراكب والمساكن زينة الزينة لها حدود زينة مباحة { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ }، والله أمرنا بالتزين والتجمل في لباسنا وفي هيئاتنا ولكن ذلك لا يشغلنا عن زينة القلب يعني نزين الظواهر ولا نزين البواطن نزين القلوب لطاعة الله ونزين الأبدان بما أباح الله سبحانه وتعالى وتفاخر بينكم تفاخر بين الناس في الأنساب وفي الأحساب وفي الوظائف كل واحد يفتخر على الآخر والفخر إنما هو بطاعة الله عز وجل العمل الصالح هذا هو الفخر وأما الفخر بغير ذلك فإنه فخر باطل خصوصا الفخر الذي يحمل على احتقار الناس وازدراء الناس الفخر الذي يحمل على التكبر والأشر والبطر تفاخر بينكم { وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ }، كل واحد يقول أنا أكثر من فلان ثروة أنا أكثر من فلان مالاً ويفني ليله ونهاره بطلب المال ويكدسه ويرصده في البنوك ويقول أنا أكثر من فلان مالا { أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً }، يفتخر على صاحبه قال له: { إِنْ تُرَنِي أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَداً }، فإن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى الأموال وإنما ينظر إلى الأعمال والقلوب كما قال صلى الله عليه وسلم :" إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم "، فتكاثر بالأموال { أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمْ الْمَقَابِرَ }، { وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ }، قال الله جل وعلا: { وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ }، فالله لا ينظر إلى الأموال والأولاد وإنما ينظر إلى القلوب وإلى الأعمال فعلى المسلم أن ينشغل بذلك ثم ضرب لهذه الدنيا مثلا فقال: { كَمَثَلِ غَيْثٍ } يعني مطر { كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ } أعجب الكفار أي الزراع الذين يزرعون إذا جاد الزرع أعجبوا به ويراد به هنا يراد بالزراع هنا الكفار هم الذين يعجبون بالدنيا فهذا من باب ضرب المثل الكفار يعجبون بالدنيا وينسون الآخرة { وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ }، فعلى المسلم أن يحذر من ذلك { وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ }، هذه عاقبة الدنيا { ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً }، هكذا الإنسان يكون شاباً نظراً قوياً ثم يكون يافعًا متوسطاً ويأخذ بالنقص ثم يكون شيخا هرم إذا أطال الله في عمره ثم يموت وينتهي أجله ومقامه في هذه الدنيا { تَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً }، هذا مثال لبني آدم ضربه الله سبحانه وتعالى { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ }، فعلى كل حال علينا جميعا أن نتبصر في أمورنا وأن نتبصر في دنيانا وآخرتنا وأن نتمسك بديننا وأن نحسن العمل لأنه ليس لنا من هذه الدنيا إلا العمل مهما كثرت الأموال والأولاد فإنه لا يخرج من هذه الدنيا إلى بالكفن بخرقة قيمتها بضعة دراهم ولو كانت عنده المليارات والملايين فإنها لغيره إلا ما قدم لنفسه منها لآخرته أو انتفع به في دنياه فيما أباح الله سبحانه وتعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ }.
    بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيانِ والذكرِ الحكيم، أقولٌ قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.

    الخطبة الثانية

    الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيماً لشأنَّه، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرا أما بعد
    أيُّها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن ذم الدنيا لا يرجع إلى ذاتها فهي خلقها الله جل وعلا لمنافع الناس فهي خير لمن استعملها لطاعة الله وهي شر على من استعملها في سخط الله عز وجل فالذي يذم في هذه الدنيا إنما هي أعمال الإنسان هذا هو الذي يذم أعمال الإنسان في هذه الدنيا وتصرفه فيها الذم يرجع إلى هذا ولا يرجع إلى الدنيا فلا نظن الذم يرجع إلى الدنيا ونرخص الدنيا ونتركها لا لكن الذم يرجع إلى تصرفاتنا وأعمالنا فالدنيا نعم العون على طاعة الله لمن استغلها في ذلك فهي لا تذم لذاتها لأنها منافع وأرزاق خلقها الله جل وعلا لمصالحنا ومنافعنا ونستعين بها على طاعته سبحانه وتعالى ولنعتبر بها نعتبر بسرعة زوالها ونعتبر بتقلباتها وتغيراتها نعتبر بهذا فإذا لم نقم بهذا فالذم يرجع إلى أعمالنا وتصرفاتنا.
    فاتقوا الله عباد الله، وعلموا أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكُلَ بدعةٍ ضلالة.
    وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }.
    اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةَ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابةِ أجمعين، وعن التابِعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.

    اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وجعل هذا البلد آمناً مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، ومن فجاءة نقمتك، ومن تحول عافيتك، ومن جميع سخطك، اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا، وجعلهم هداة مهددين غير ضالين ولا مضلين، اللَّهُمَّ أصلح بطانتهم، وأبعد عنهم بطانة السوء والمفسدين، اللَّهُمَّ أجمع كلمة المسلمين على الدين، وكفهم شر أعدائهم يا رب العالمين، اللَّهُمَّ أكفنا شر أعدائنا من الكفار والمشركين والمنافقين، اللَّهُمَّ ولي علينا خيارنا، وكفنا شر شرارنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا ما لا يخافك ولا يرحمنا، وجعل ولينا فيمن خافك وتقاك وتبع رضاك يا رب العالمين، { رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }.

    عبادَ الله، { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }، { وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }، فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم ، { ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعون }.


    عن موقع الشيخ صالح الفوزان

  2. #2

    الصورة الرمزية هيتومي

    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المـشـــاركــات
    1,304
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: سلسلة من خطب الشيخ صالح الفوزان

    أسباب السعادة







    الخطبة الأولى

    الحمد لله على فضله وإحسانه خلق الخلق لعبادته وأمرهم بتوحيده وطاعته وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسماءه وصفاته وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل الأنبياء والمرسلين وخاتم النبيين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليما كثير أما بعد .. أيها الناس، اتقوا الله تعالى

    قال الله سبحانه وتعالى لما ذكر أحوال الأمم السابقة وما حل بها من الدمار في سورة هود:
    { ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ * وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ * وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَعْدُودٍ * يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ

    فأخبر سبحانه وتعالى أن الناس ينقسمون يوم القيامة إلى شقي وسعيد وبين جزاء كل من الفريقين هؤلاء في الجنة وهؤلاء في السعير وذلك شقاوتهم وسعادتهم مبنيتان على ما قدموه في دنياهم من الأعمال، فالسعيد هو من عمل أعمال صالحة في حياته قبل مماته والشقي هو من فرط في العمل وكفر بالله عز وجل فأتاه الموت وهو مفلس من حياته الدنيا ومن حياته الآخرة خسر الدنيا والآخرة فلا الدنيا بقيت له ولا الآخرة سلمت له، نسأل الله العافية.

    إذا ما هي أسباب السعادة؟ كثير من الناس يظن أن السعادة في كثرة الأموال وهذا غير صحيح هذا باطل فكثرة الأموال لم تنفع قارون الذي خسف الله به وبداره الأرض لما بغى وطغى في أمواله وكفر بنعمة الله عليه بعضهم يظن أن السعادة في الملك والرفعة والوظيفة والمنصب وهذا لا أصل له فما نفع الملك والمنصب والرفعة عند الناس ما نفعت فرعون الذي طغى وبغى في ملكه وتكبر وتجبر حتى وصل به الأمر إلى أن ادعى الربوبية: { فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى * فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى }، بعضهم يظن أن السعادة في تنويع المآكل والمشارب والشهوات وهذا غير صحيح فالله قال عن الكفار { وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ }، إذًا السعادة ما هي؟ السعادة إنما تكون بالعمل الصالح فقط بتقوى الله عز وجل


    لعمرك ما السعادة جمع مال * ولكن التقي هو السعيد
    وتقوى الله خير الزاد ذخرا * وعند الله للأتقى مزيد



    فتقوى الله هي سبب السعادة لا سبب للسعادة غير تقوى الله جل وعلا بفعل أوامره وترك نواهيه.
    ثلاث هن عنوان السعادة:
    من إذا ابتلي صبر، وإذا أنعم عليه شكر، وإذا أذنب استغفر.

    هذه الثلاث هي عنوان السعادة كما قال الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله هذه الثلاث، من إذا ابتلي صبر على قدر الله وقضاءه ولم يجزع ولم يتسخط وأيضا يعلم أن ما أصابه إنما هو بذنبه { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ }، فيحاسب نفسه للمستقبل ويصلح عمله فأصبحت المصيبة مصلحة له ومنبهة له بخلاف الذي يجزع ويتسخط فهذا لم يسلم من المصيبة ولم يظفر بثوابها خسر هذا وهذا، { وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ }، قال علقمة رحمه الله هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من الله فيرضى ويسلم لأن ما قدره الله لا بد أن يقع مهما عملت ومهما حاولت ولكن عليك بتجنب الأسباب التي توقع المصائب والأخذ بالأعمال الصالحة لتنجو من المصائب وإذا أنعم عليه شكر، لأن بعض الناس ينعم الله عليه بهذه الدنيا بالأموال والأولاد وغير ذلك فيحملهم ذلك على الأشر والبطر كما حصل لقارون الذي آتاه الله { مِنْ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ }، يعني لا تفرح فرح بطر وكبر { إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }، قابل هذه النصائح بإنكار النعمة فقال: { قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي }، هذا المال ليس لله فيه منة وإنما أنا حصلته وأنا الذي جمعته بجهودي وعلمي وخبرتي بالمكاسب فهذا ليس لله فيه فضل وإنما هو كدي وعملي ونسي نعمة الله عليه فماذا كانت عاقبته والعياذ بالله فالواجب على من أنعم الله عليه بنعمة أن يشكر الله والشكر يتحقق بثلاثة أمور:

    الأمر الأول: التحدث بنعمة الله ظاهرًا { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }.
    الأمر الثاني: الاعتراف بها باطنًا بأن يعلم أنها من الله ويشكر الله عليها ولا يظن أنها حصلت له بقوته وحوله.
    الأمر الثالث وهو مهم جدا: أن يصرف هذه النعمة في طاعة الله سبحانه وتعالى ولا يصرفها في معاصي الله. لا يصرف الأموال بالإسراف والتبذير بفتح المشاريع الذي فيه شر على الأمة وعلى المجتمع كدور البغاء ومحلات الخمور أو محلات اللهو واللعب والطرب لا يفتح هذه الأمور التي هي أوكار للشر فإن هذه من كفر النعمة لا يسافر بها إلى الخارج ليفسد ويفسد أولاده وزوجته ونساءه بالخارج لأنه غني يروح ويأخذ أرقى الفنادق ويذهب إلى المسارح وإلى دور الشر ومواطن الفساد لا يقول أنا غني وأنا حر في مالي أنت ومالك لله عز وجل والله ابتلاك به، فأشكر الله في هذا المال أدي زكاته أدي حقوقه، لا تفرح به فرح قارون واعتبر هذا المال أنه ابتلاء وامتحان من الله عز وجل، فأحسن التصرف فيه، الصفة الثالثة إذا أذنب استغفر ما أحد يسلم من الذنوب إلا من عصمه الله ولكن الحمد لله أن الله جعل للذنوب علاجًا وهو الاستغفار، تطلب المغفرة من الله عز وجل بصدق فيغفر الله لك لا تطلب المغفرة بلسانك وأنت مقيم على الذنوب والمعاصي بل اقلع عنها وتب إلى الله منها فإذا اجتمعت فيك هذه الثلاث إذا ابتلاك الله صبرت وإذا أنعم عليك شكرت وإذا أذنبت استغفرت فقد حصلت على السعادة التي يطلبها كثير من الناس فيخطئون طريقها.

    فاتقوا الله عباد الله اطلبوا السعادة من وجوهها وأسبابها ولا تطلبوها بغير ذلك فلن تحصل أبدا مهما حاولت إلا إذا طلبتها من الأسباب المباحة النافعة نعم قد تفعل أسبابها ويأتيك مال هذا ابتلاء وليس هذا نعمة، إنما النعمة إذا سعيت سعيا حلال طيبا وطلبت الرزق من وجوهه الحلال فرزقك الله مالًا هذه نعمة من الله سبحانه وتعالى أن وفقك ولم يخيب سعيك، كذلك إذا دعوت الله أن يرزقك وأن يعطيك فأعطاك الله هذا المال فهذا بسبب طيب وسبب عبادة وهي الدعاء لكن الشأن في تصرفك بعد ذلك في هذا المال، فاتقوا الله عباد الله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }.
    بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولي جميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنهُ هو الغفور الرحيم.

    الخطبة الثانية

    الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكرهُ على توفيقهِ وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابهِ وسلم تسليماً كثيرا، أما بعد:

    أيُّها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى، نحن ولله الحمد في هذه البلاد ننعم بنِعم عظيمة نِعم لا توجد بأي بلاد أخرى، يوجد بعض النعم لكن النعم التي نحن فيها لم تتوفر فيما نعلم بكثير من البلاد، لا بلاد أمريكا ولا بلاد الروس، هؤلاء كفرة ينتظرون النار وينتظرون العذاب بكل لحظة تنزل بهم، أما نحن ولله الحمد فنحن إذا تبصرنا إذا شكرنا هذه النعمة إذا صرفناها في طاعة الله فإنها تصبح خير لنا عاجلا وآجلا، أما من كفر بنعم الله فأنتم تقرؤون قصة سبأ الذين منّ الله عليهم بالبلاد الطيبة التي فيها أنواع من الفواكه ومن المنتجات وجعل لهم طريقا إلى الشام مؤمنا محطات { وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِي وَأَيَّاماً آمِنِينَ }، آمنون في طريقهم إلى الشام ينزلون في محل ويرحلون إلى محل آخر ولا يتعبون، لكنهم بطروا نعمة الله عز وجل { فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا }، يريدون طريق قاحل ما فيه شيء لأنهم كفروا بنعمة هذه التقديرات التي قدرها الله لراحتهم كفروا بها، يريدون بلاد قاحلة { وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ }، أحاديث للناس أصابتهم العقوبة أرسل الله عليهم سيل العرم فأتلف بلادهم وزروعهم وهدم مبانيهم فتفرقوا سبأ تفرق سبأ المضروب به المثل تفرقوا أيدي سبأ في الجزيرة العربية، أصبحوا جالين في كل مكان في الشام وفي العراق وفي المدينة بدل أن كانوا في هذي البلد الطيب لأنهم كفروا بنعمة الله عز وجل، أهل مكة في الجاهلية أنعم الله عليهم ببيته العتيق وأدر عليهم الأرزاق { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ }، ولم ينجوا إلا من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم لما جاءهم رسول الله وبعث فيهم هذا تمام النعمة عليهم لم يشكر الله وكفروا به، فأحل الله بهم الجوع والخوف وسلط عليهم رسوله والمؤمنين فاستولوا على بلادهم وقتلوهم إلا من آمن منهم واتبع الرسول صلى الله عليه وسلم { فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ * وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ }، فلا بد للنعم أن تشكر نحن في نعمة من جهة الأمن من جهة توفر الأرزاق من جهة الصحة من كل وجه ولله الحمد لكن كثير من الناس إذا جلسوا في مجالسهم يتحدثون بأحاديث فيها كفر لهذه النعمة يطلبون زوالها يطلبون أن تزول عنهم يطلبون الثورة والحرية وو إلى آخره، يطلبون أوجه مما عليه الأمم المجاورة التي كفرت بأنعم الله يطلبون هذا يتحدثون به في مجالسهم وينشرونه بين الناس ويحرضون على الفتنة يحرضون على الانشقاق يحذرون على الشقاق يحذرون على تفريق الجماعة فاحذروهم يا عباد الله وأنكروا عليهم وحاصروهم ولا تتركوهم يوقدون النار في بلدكم حاربوهم حتى يفشلوا ولا تستمعوا لهم ولا تفتحوا لهم المجال حتى يفشلوا وينكف شرهم عن المسلمين.

    فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة، فإنَّ يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار.

    { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةِ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابةِ أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.

    اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللَّهُمَّ احفظ علينا أمننا واستقرارنا في أوطاننا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا، اللَّهُمَّ كف عنا بأس الذين كفروا فأنت أشد بأسا وأشد تنكيلا، اللَّهُمَّ إنا نجعلك في نحورهم فأكفنا شرورهم يا حي يا قيوم يا سميع الدعاء، اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا وجهلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مظلين، اللَّهُمَّ أصلح شأنهم، اللهم كن لهم معينا ونصيرا على الحق يا رب العالمين، اللهم احفظ بهم أمننا وإيماننا واستقرارنا في أوطاننا ولا تسلط علينا بذنوبك من لا يخافك ولا يرحمنا، اللهم ارحم المسلمين في كل مكان، اللهم كف عنهم عدوان الكفرة اللهم كف عنهم عدوان الكافرين، اللهم كف عنهم ظلم الظالمين، اللهم أبعد عنهم شر الأشرار وكيد الفجار يا رب العالمين.

    عبادَ الله، { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }،{ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }، فذكروا الله يذكركم، واشكُروه على نعمه يزِدْكم، { ولذِكْرُ اللهِ أكبرَ واللهُ يعلمُ ما تصنعون }.

    عن موقع الشيخ صالح الفوزان








المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...