قصة قصيرة

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 20 من 42

الموضوع: قصة قصيرة

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي قصة قصيرة




    جاءت إليكم خجلة

    تقف خلف الباب وتطالع من طرفه ..

    هل ستنال فتاتي إعجاب رواد القلم
    ؟!

    حاولت بأقصى قدرتها أن تبدو متأنقة و جذابة لضيوفها
    ..

    ولكنها تفتقد الثقة
    .. أنا آسفة ففتاتي كانت في خدرها لمدة طويلة

    والآن تخرج للمرة الأولى أمام نجوم الإبداع فهل ستنال إعجابهم ؟!

    « »

    الفتاة قصتي المتواضعة و الزوار أنتم يا من أنرتم موضوعي
    ..

    فحيهلا بكل من شرف في جنباته و ألتمس العذر منكم أيا أحبائي على تنسيقي المتواضع
    ..

    فلست من مبدعي الفوتوشوب ولست من رواد التصميم فما أنا إلا كاتبة مبتدئة هاوية
    ..

    تطرح قصتها لأعزائها آل القلم و ما أدراكم ما آل القلم فلم ترد طرحها مجردة من التنسيق ولم ترد إزعاج آل التصميم بطلب طقم لقصتها
    ..

    وكلي أمل أن تحوز على رضى الأحبة
    ..








    تسمعُ صوتاً خلفها فتسرع بخطواتها

    تتقطع أنفاسها.. تحاول أن ترى طريقها كي لا تتعثر في سيرها

    وهو ينادي عليها

    تحاول ألا تلي له بالاً كي لا تُظهر خوفها أمامه

    تتابع المشي و تنعطف يميناً

    تصادفها شجرة ضخمة في هذه الغابة الموحشة

    "حسناً هذه نهاية الطريق"

    سمعته يقولها وهو يلهث محاولاً إلتقاط أنفاسه

    - نعم لقد اتعبته-

    لكنها لم تشأ أن تلتفت إلى الخلف

    كي لا تصطدم عينها بعينه و يحصرها في زاوية ضيقه في هذا العالم الفسيح

    لكن لا يوجد مفر فالطريق مسدود
    !!

    حول تلك الشجرة شجيرات صغيرة لكنها شوكية:

    ( لا لن أجازف باقتحامها,نعم سأستدير و أتجنب النظر إليه كأني لا أراه)

    و ما كادت تنتهي من حديث نفسها حتى أحست بيده الكبيرة فوق كتفها تقبض عليه بقوة

    توقفت أنفاسها لا لم تحاول أن تتنفس حتى

    أدارها إليه بكل وحشية و كأنه يعاقبها

    حاولت أن تفلت من قبضته الفولاذية تلك

    و رددت بهستيرية : ( دعني دعني لم تفعل بي هذا)

    فقاطعها بصوته الذي أشعرها بالبرودة تسري في جسدها و بتهكم ساخر قال لها :

    (ما بك .. هل أنا مخيفٌ لهذه الدرجة !!أتخشين مني ؟!)

    قال الأخيرة و في نبرة صوته أنّة حزن مكتومة

    - لكنها تحفظ حتى تلك النبرة التي يحاول بها إخفاء حزنها عنها -

    أطرقت ببصرها للأرض

    فلم تجرؤ على أن تنظر إلى عينيه حتى لا تخترقا ما بداخلها

    تحدثت بصوتٍ حاولت ألا يبدو ضعيفاً لكنه خانها :

    ( دعني دعني لا تحاول معي لن أعود لن أعـ )

    حبس كلماتها في حلقها بيده الأخرى بحركة مفاجئة , و كأن ما تقوله كالسم في بدنه

    لا يستطيع أن يسمعها حتى , أرخى قليلاً يده الدافئة عن شفتها و همس في أذنها بصوته الرخيم :

    ( يا قطتي الشرسة ..اصمتي لا أريد أن اسمع همساً هششششـ )
    « »

    تجمد وجهها لبرهة ثم أبعدت رأسها عن وجهه , و شعرت كأن ماساً كهربائياً يصطدم بها

    حاولت ان تفلت منه لكن دون جدوى , عندها حاولت أن تتماسك قليلاً

    فرفعت بصرها إلى عينيه , و أنفاسها المتقطعة تصطدم بيده المرخات على شفتيها

    ( عيناي ألا تقرأ ما تقول ؟! , يا بلبلي ألم تعد تفهم ما بها ؟! لِمَ .. لِمَ نظراتك الباردة هذه
    ..القاسية هذه ... ألم تعد تشعر بآلامي ؟! و لم تستوعب بعد ما تقوله عيني ...؟)

    نعم أنا لم أعد أجيد التمثيل و لم أعد قادرة على مواصلة الحياة هنا , سأغادر .. سأغادر هذه القرية

    وأهاجر إلى مكانٍ مزدحم تملأه الضجة , حتى لا أفكر بك مرة أخرى , حتى لا أتعب قلبي معك

    حتى لا أعود كسيرةالخاطر من أحلامي المتحطمة تحت أمواج الواقع

    نعم لقد عِشنا معاً أجمل الأحلام في الظل و ستبقى أحلامنا في الظل , لن تخرج منه

    و لن تزهر بتلات حبنا التي زرعناها في قلوبنا

    حاولنا أن نسقيها و حاولنا أن نحيا لنحميها , لكن أنت قوي تستطيع التحمل أما أنا فلم أعد كذلك

    أصبحتُ شبحاً يعيش بين الناس غريبٌ شريد , لا مأوى له إلا تلك الأحلام المتفتته في رياح الحياة الهادرة

    بل في تلك الصحاري المقفرة
    « »

    أفلتت يده كتفها أو تهاوت بجانب ساقه و كأنه قرأ و وعى ما تقوله عيناها

    ثم أزاح أنامله الدافئة و بدأ يتحسس بها وجنتها الجافة في هذا الطقس البارد

    كأنها لمحت في عينيه بريق حنان , و كأنه رق لتلك الكلمات التي نطقت بها عينها , كأنه قرأ ما يدور في بالها

    رفع يده الأخرى و وضعها على خدها الآخر

    ثم همس لها بصوتٍ خافت ملئه الرقة و الحنان :

    ( يا صغيرتي لم تتعبي نفسك و تتعبينني معك لم تقسين عليَّ بهذه الطريقة هل ...)

    و سكت هنيهة ثم رفع يديه عن وجهها و كأن وجهها شرارة نارٍ مُحرقة و أشاح بوجهه عنها و قال بصوتٍ حاول أن يجعله ثابتاً :

    (الجو بارد)
    « »

    خلع معطفه و ألقاه على جسدها المرتجف من البرد , ثم قال بعد أن أطبق الصمت على المكان و هي لا تهمس ببنت شفه :

    (هيا عودي إلى منزلك , رأيتك من نافذة غرفتي و أنتِ تفتحين الباب و تخرجين في هذا الجو البارد فخشيت عليكِ
    حين رأيتك تتوجهين إلى الغابة فلحقت بك و ما زلتي تريدين الهرب , لا بأس أنا مخيفٌ جداً و خصوصاً في هذا الجو البارد عودي إلى المنزل ..
    -صمت للحظة- لا تخشي على نفسك مني ),

    ثم طأطأ برأسه إلى الأرض و هو ينظر في الأوراق اليابسة و يبعثرها برفق بقدميه

    و أكمل :

    (سأرسل من يصطحبكِ إلى مدينتك غداً فأنت لا تستحقين أن تحيي مع يائس مثلي ).

    و ركل الأوراق بقدميه في عنف ثم استدار وأولاها ظهره و مشى ثم توقف و كأنه تذكر شيئاً و استدار برأسه إلى جهتها و قال بجمودٍ
    وهو لا ينظر إليها :

    عودي إلى المنزل فالجو بارد .

    همست بصوتٍ أرادته أن يكون متزناً لكنه خانها :

    وداعاً .

    توقف هنيهة عندما سمع صوتها ثم كأنها لمحت في طرف وجهه ابتسامة شاحبه

    ثم وضع يده في جيبه كعادته و لوح بالأخرى مودعاً

    أكمل طريقه وسط شجيرات الغابة المظلمة بين طيات الظلام الموحش

    وجدت الدمعة طريقها للإنتحار و الخروج من عينيها

    نعم هي دائماً تجيد الهرب و الإختباء

    و لا تبحث عن الحب المجنون , بالرغم من أنه بحث عنها هو

    « »

    سقطت أوراق العنب بفعل رياح الشتاء الهادرة

    تكسرت الأغصان و اقتُلعت الحديقةُ الغناء

    نعم لم يعد للحديقة معنى بعد ذهاب من يسقيها ..

    < تمت >




    التعديل الأخير تم بواسطة هيتومي ; 10-12-2013 الساعة 10:29 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...