هذا هو موضوعي الأول في هذا القسم المتألق بكتاباته.. إنها خاطرة صغيرة أحببت أن أشاطركم إياها.. أتحفوني بآرائكم وانتقاداتكم..








ألا يخالجنا جميعاً الشعور باليأس يتخلل وجداننا؟




في لحظة تضيع فيها آمالنا أدراج الرياح ..


تلك اللحظة التي تجد الأحزان نفسها عالقة في صدورنا .. حتى أثقلت كاهلنا ... وما عدنا قادرين على النهوض مجدداً ...


إنه ذلك الشعور الذي يراودنا ... حاجتنا إلى من نفضي إليه بهمومنا وأحزاننا ... هذا هو الشعور الذي أحست به تلك الفتاة ...


كانت في قمة الحزن واليأس ... لا أحد يفهمها ... كان هذا شعورها دوماً ... كانت تجد نفسها أسيرة هذا الضيق ....


" إلى متى؟ إلى متى ستستمر المعاناة التي أنا فيها؟ متى سيأتي من يفهمني ويأخذ بيدي؟ "

تسائلت الفتاة واليأس يتملكها...




كانت الأحزان دوماً تأخذ مجراها في درب هذه المسكينة... حتى بات البكاء ديدنها ... وأصبح اليأس إيمانها ... والظلمة سبيلها ... والوحدة مأواها...



توجهت الفتاة نحو النافذة... ورفعت بصرها حيث يقبع القمر الساطع ... آن الأوان لتعبر عمّا بداخلها... عن الأسى المكبوت في أعماقها ...


بدأ التذمر ينبثق من شفتيها ... يتبعه الأنين الذي يأسر القلوب ... مشاعر لا يفهمها إلا من لاقى ما تلاقيه هذا الفتاة ... الشعور بالظلم والسخط على الآخرين ...


" ماذا أصنع يا قمري؟ أأهجر المنزل في سبيل السعادة؟ وما هي السعادة أساساً؟ أتراها موجودة؟ "

عادت للتسائل مجدداً.




كان ضوء القمر ينير وجهها الشاحب ... مثلما ينير عتمة الليل ... وشعرت الفتاة بالسكينة تتسلل إلى قلبها ... فأخذت تغني كطفلة حالمة:


عندما تفضي للقمر ...مالم يفهمه البشر



فهو ملجأ الأحزان ... ولمّا تأتيهِ يمدك بالحنان


وكأنه يقول :


أطلق العنان للأحزان... واغمر قلبك بالأمان


في عالم الآلام ... تذهب أنوار الأحلام


ولكن أينما يوجد سبيل ... لا وجود للمستحيل
وما ينشأ الخيال ... إلا من الآمال


ما هو ذلك الشعور .. اسمحْ للسعادة بالعبور


إنه القمر .. إنه القمر


يقصي اليأس والفشل ... يعيد الثقة والأمل


عندما يقول:


آمنْ بأنك تستطيع ... وأن البهجة لا تضيع


انس الشؤم والكروب ... بالتفائل تَسعد القلوب


عد للفرح من جديد ... ابنِ الإرادة من حديد


إنه القمر .... يؤانس البشر... في الشدة


يواسيهم... يخلصهم من مآسيهم



إنه القمر... إنه القمر........


أنهت الفتاة أغنيتها بابتسامة مشرقة... تلك التي ترتسم على مُحيّا الأطفال... ابتسامة بريئة وصافية...


نعم... ابتسمت وكأن شيئاً لم يكن ... ثم بدأت بالثاؤب معلنةً نعاسها ... واختلست نظرة أخيرة للقمر ... ارتمت بعدها بين أحضان سريرها الدافئ... ولفت جسدها المتعب بغطاء السرير... ثم همست:



" أشكرك يا قمري "



وكانت هذه آخر كلماتها قبل أن تستسلم للنوم ... آملة أن تحظى بغدٍ مشرق...


النهاية