بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته,أحببت أن أحدثكم اليوم عن موضوع مهم جدا, و هو يخص و يتحدث عن خطأ شائع جدا عند تعاملنا مع نقاط ضعفنا و جوانبنا السلبيه أو حتى مشاكلنا, كبرت أو صغرت.
نعم, إنه الفعل المضارع, هو الذي تسبب في تحطيم الكثيرين و استمرار معاناتهم عند سوء استخدامه.
فكثير إن لم يكن كل من يتحدث عن مشاكله يتحدث عن المضارع عن الحاضر, و يتحدث بطريقه تؤكد تعاسته على حاضره و و كأنه يجعلها مستمره معه فما الحياه الا اللحظات التي نعيشها الآن, و التغيير لا يكون الا باللحظه الحاليه.
إن أفضل و أخطر طريقه عند التعامل مع التغيير هي التعامل مع التركيز, و خصوصا عامل التركيز بـ "اللحظه الحاليه" السبب في ذلك و قد لمحت عنه و لكني سأفصله قليلا,أن الكثير منا لا يعرف قيمه اللحظه التي نعيش فيها و لا يعطي لها قدر كافي من الوعي, و هو غير مدرك أنها المؤثر الزمني الوحيد على مستقبله بل و على ماضيه أحيانا (نظرته إليه مثلا) لذلك لا ينتبه الى ما يرمي به و يتهم به لحظته و بالتالي حياته كامله -مالم يتغير في وقت قريب-. و أيضا عامل التركيز مهم, فهو غير مدرك أن التركيز الشديد على أمر ما (المشكله, أو النقطه السلبيه) قد يعميه و يشل أفكاره عن أي شيء ممكن في غالب الأحيان و يجعله أسيره فلا يرى غيره بسهوله.
الحل:
الحل بسيط جدا, و هو من صلب السبب, الحل يبدأ بالرضا, و كما قال أحد فلاسفه التغيير, الرضا أو القبول لا يكون للمؤثر السلبي بل يكون القبول بالحظه بأسرها, بكل مافيها يقبل بـ "الآن" كما هي بلا شروط. و حين يبدأ المرء بالرضا أو القبول يمكنه بعدها التغير و أحيانا بكل سهوله و بطريقه عجيبه لمن لم يختبر هذا, فهو قد أصبح يرى صوره أكبر بكثير من السابقه, و يمتلك خيارات أكثر و اتزان أفضل.
هناك نقطه أخرى و هي أهميه عدم المقاومه الشديده, و هي بنت التركيز الشديد, فما لا ينثني يكسر بسهوله.
و يجب أن نكون أكثر اتزانا و هدوءا, بهذا سيكون حتى عقلنا الاواعي قادر على التفكير و انتاج الحلول فهو غالبا ما يعمل عند هدوء النفس (سبب أهميه الهدوء في الأوقات المربِكه) لأنه حينها سينتج أفكار لن يأتي بها لو ظل وعينا منشغل فقط بالتركيز على الحانب السلبي بحد ذاته.
الجانب الديني:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء, و إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم,فمن رضي فله الرضا, و من سخط فله السخط"
لذلك إن من أفضل الطرق للتعامل مع ما نكره -كبر او صغر- هو أن نرضى بقضاء الله, و لا ننسى الشكر فلا يأخذ الجانب السلبي كل تركيزنا.
و بالتأكيد الدعاء مهم جدا و خساره لمن لا يعرف قدره العظيم و تاثيره الفعّال.
أمثله من تراث الساموراي و أسرار المحاربين:
موساشي ميوموتو, و هو أشهر مبارز و أشهر ساموراي عرف في تاريخ اليابان قيل أنه لم يخسر أي نزال في حياته (إلا تعادل واحد كما سمعت) و كان قد جاب اليابان ينازل نزال تلو الآخر و اخترع أسلوب جديد و فريد في القتال بحيث أنه كان أعسر بخلاف أغلبيه المحاربين.
الجدير بالذكر أنه في أول نزال له, ذكر أنه لم يفكر و لا للحظه بالموت.
أما في كتابه الشهير, الحلقات الخمس, قال أن طريق المحارب هو قبول تام للموت.
انتهى و شكرا على المتابعه.
المفضلات