شايٌ مسَكَّر ..

[غاسا آليرو]

بسم الله الرحمن الرحيم





أن لا تدرك ما معنى الحلوى التي تتناولها؛ أهي وضيمةُ فقيد أم وليمة شهيد؟

قضيتُ على خمسٍ رغم عدم اعتيادي على تناولها
أم أنه يومٌ خاص؟
-ليلةٌ خاصة إن أردتَ الدقة-

تنعتني أختي بالجنون حين ازدردتُّ ما بفمي مستعينًا بالشاي الصعيدي المسَكَّر الذي أمامي!

هل هو كريهٌ اختلاط نكهة النعناع ودبق الكراميل مع أبخرة الشاي الثقيل إلى هذا الحد؟
أم أن شرب شيء ساخنٍ حلو فوق طعامٍ أشد حلاوةً أمرٌ مُنفِّر؟

أتسلى -أو أقتل الوقت- بمراقبة هذه المجنونة (أولسنا إخوة دم؟) وهي تتنقل باستمرارٍ بين القنوات الفضائية وتطمئن على سلامة المراسلين "النشطاء"

تخبرني بقلق أنها بدأت بالشعور بالأمومة تجاههم
أقهقه بسخرية طالبًا منها التوقف عن لعب دورٍ صعبٍ كهذا

ثم تعود إلى قوقعتها المحاكة بالدموع وتندب حظها؛ لأنها لم تلحق بقافلة الحرية
تثقب جروحها بقراءة كل أخبار ذلك الركب
وتعود لتسألني في إلحاح:
متى تبدأ "قافلة الحرية2"
أهز كتفي بجهل

تأمرني بإكمال الشاي الذي تجمد من الانتظار
يخرج صوتي ممزوجًا بفحيح الزكام:
لا أستطيع!
تضحك لاستعمالي الفصحى وترد:
بل تستطيع!
يأتي صوت أحد المراسلين:
لا نستطيع! .....
نضحك للمصادفة ثم نبتر ابتساماتنا حين يكمل:
لا نستطيع استيعاب الجرحى!
يدق الصمت أطنابه فوقنا

تحمل الصينية وتلملم كوبي الشاي النصف ممتلئين
تأمرني بإعادة سلال الحلوى إلى مجالس الضيوف
ونفترق ...