الدمية والفتى

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: الدمية والفتى

  1. #1

    الصورة الرمزية تشيهايا

    تاريخ التسجيل
    Jun 2014
    المـشـــاركــات
    242
    الــــدولــــــــة
    فلسطين
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي الدمية والفتى

    وسط الملعب ، هناك فتـاة
    يتيمة المشاعر

    كانت تصحو على حلم أخذ معه عائلتها جميعها فلم يبقى إلا هي ..
    كل يوم يتكرر ذاك المشهد فهي حُرمت من عاطفة الأم والأب وكأن الإبن عبارة عن حمل ثقيل
    فأصبحت ذات قلب قاسٍ لا تهتم لأحد، فلا عجب بذلك فهي -
    يتيمة المشاعر
    -

    كانت تراها أمها كالدمية فتعتني بها، تُطعمها افضل الطعام، تُلبسها اجمل الملابس، تُؤنقها دوماً
    حتى قيل انها كالدمية فعلاً ، "
    ليس كل ما يلمع ذهباً
    " ..
    لم يكترثوا لتلك المقولة ، فهجروا القلب والعاطفة حتى قسَ قلبها !
    تقدمت الأيام وكثرت الهموم واصبحت ترتاد المدرسة، لم تعتد على الاحترام يوما، كانت تجهل معنى إهتمام
    حتى جاء فتى في مثل عمرها ليلعب معها ، فتعجبت ، كيف له ان يخاطبها ماذا يعتقد نفسه؟ أمخبول هو ؟
    فهي لم تعتد على مثل هذا النوع ..
    يوما بعد يوم يأتي ليخبرها ، لنلعب!

    فكانت تخضع بصمت وكأنها تتساءل، [ هناك شيء غريب بهذا الفتى، لِمَ اختارني تحديدا، هناك الكثير، لِمَ يهتم بي؟؟]
    تساؤلات شتى ، لم تجد لها اجابة مع مرور الايام بدت لها
    نبتة العاطفة
    تنمو بقلبها، وكانت تسقيها بذاك الفتى،
    لم تدم علاقتهما، لأن الدمية أصبحت
    كالأرز
    التي تنفش بعد سقيها الماء ،
    فجرحت افظع جرح من [عزيز على قلبها ] رغم انه طفل، فقالت بنفسها:"انا سأسامحه فهو طفل لا يعي تصرفه"
    رغم الألم إلا انها غفرت له.

    انقضت الأعوام وجاء الصيف بحلته المعهودة، صيفا حاراً لكنه يحمل معه برودة، أهي الوحدة ثانية..
    فعادت الدمية بذاك الصيف كما كانت "دمية" واصبح الفتى يافعاً.
    الشجرة حينما ترتفع يصبح من الصعب قطف ما عليها..
    لكنه كان يحاول ان يقترب من الدمية، فهي ما يتمنى !
    لكنها لا تستطيع محادثته ، لا عجب في ذلك ، فقد عاشت في بيئة ملتزمة..
    حتى انها كادت ان تجن بسبب الصراع التي عاشته حينها ، قلبها يريد وعقلها يرفض بشدة !
    اخذتها الحيرة بمشاعرها فبدأت تنقشُ حروفها على الدفتر المرصع بالأبيض ، وتذهب لزوجة عمها كيما تملي عليها ما كتبت.

    لأن لا احد من عائلتها يهتمُ لمشاعرها ولها تحديدا، فلجأت لمن رأته يبالي لها
    لم تزهق روحها ذلك ، هي إنسانة طيبة ، ضعيفة في الواقع ، لكن قوة ايمانها انقذتها من الذئاب حولها.

    كلما رمقوها بنظرة وجدوها تبتسم، كأنها تعي ان رسولنا الكريم كان بساماً ،ضاحكاً دوماً رغم جهلها بتلك المقولة ،
    إلا ان همومها اجبرتها على الضحك دوما والمزاح والتبسم ، حتى اغاظت من حولها فلم يحتملوا صخبها !
    رغم ان تبسمها هو الوسيلة الوحيدة للترفيه عن نفسها المكفهرة !!

    "يحسدوني على ضحكتي وهم ما يدرون
    إني في البيت متل الصنم
    إن ضحكت قالوا لا تتمرقحي
    وإن تكلمت قالوااسكتي"

    نضجت الأيام وبدت الفتاة ناصعة التفكير من يسمع قولها ويرى نقاشها يُجزم انها إبنة الثلاثين مع ان
    عمرها كان ستة عشر سنة،
    إعتبرته فخراً لها ، فمقولتها المشهورة ، بأن العمر لا يُقاس بالعدد وإنما بالعقل !
    تتساءل دوما كيف اعلم كل ذلك، هل الله عز وجل الهمني !
    صدقا هي لا تدرك كيف لها ان تكُن بذاك الوعي العاطفي والإجتماعي
    كرههُا للسياسة عظيم ، فلها واجب اعظم لتُحل مشكلته ألا وهي الاحوال الاجتماعية العاطفيه
    لأنها ببساطة
    معاناة عاشتها طويلاً
    حتى اصبحت ناقمة على المجتمع وتفكيرهم المضجر، كل منهم يهتم لأقوال الناس
    " سأفعل كذا لأجلهم ولأجلهم "
    هي ليست كأحد، تفعل ما يقوله القرآن الكريم والسنة ، إن رأت شيئا منافيا تعترض بقوة حتى دائما كانت تجد منهم عكس فعلها فتقول :
    "انا غريبة هنا،
    لِمَ اعيش، متى سأموت ياإلهي انقذني من هؤلاء اخشى ان يفتنونني بهذه الدنيا "

    ***
    في ممر الصفوف وقف شاردا ينظر إليها ، يريد بقوة محادثتها لكن يعجز تماما ، وهي تنظر مندهشة "
    ماذا يريد؟
    "
    نظرته دوما لها احيّت بقلبها طفولة معذبة،
    الإهتمام
    نهض من جديد ، اصبحت تقنع نفسها بأنه
    يحبها
    جدا وجدا
    في كل مسار تذهب إليه لا بد ان يتواجد هناك، تحاول الاقتراب لكن بصمت وهي في الواقع مكشوفة امامه على الأقل
    فهو يعلم بحبها فقد أخطأت ذات مرة وتكلمت وقد سمعها لكن ، هي لم تفهم لِمَ يتجاهل، لِمَ لم يصرح بمشاعره نحوها ،
    ايريدها
    دمية
    فعلا لا غير !
    كبُرت السنون وغدت شابة ، لم يعد قلبها يحتمل الكتمان ، فحيح نياطها تتذمر، حتى إهتزت الشرايين صاخبة،
    فجُن العقل !!
    وتفوهت بتلك الكلمات لإحدى صحيباتها ، نعم انا احبه لكن لا تخبري احداً !

    هي تائهة لا تعلم كيف حدث ذلك ، في صباح اليوم التالي جميع من في المدرسة يعلم بأمرها ، أنكشفت لم يعد ذاك
    سراً
    !!

    والعجيب ان ذاك الطفل الذي احب الدمية واعتنى بها واهتم لأمرها، لم يكترث لها ، وقد باعها !! وكأنه اكتف من النظر إليها !!
    علمت انه ليس إلا طفلا انانيا، لديه كثير من البنات يحبونه ويهتمون به إلا تلك الدمية ، دائما بمفردها فهكذا عاشت
    وحيدة

    فلم يعجبه ذلك ! لم يعتد على ان يرى احدا لا يحبه او لا يهتم به ! بعكسها تماما
    فجاء ليوقظ قلبها النائم وينسحب كاسرا إياه وكأنه يقول " لم يكن لك ان تفيق "

    رغم الألم الذي ما زال يرافقها إلا انها واثقة تماما ان ذاك الطفل هو هِبة من الله كيما يصحو قلبها ويلين
    ويحنو على الناس جميعها
    حتى اصبحت
    أما بعاطفتها
    دون ان تتزوج، فبعمر الطفولة اعتنت بطفلة كانت تشعر بأنها ابنتها فتخاف عليها كالأم تماما

    هذا ما تعلمه قلبها من ذاك الحب ،
    لم تندم
    عليه مطلقا لأنه كان
    بريئا
    بعيدا كل البعد عن شهوات الدنيا.

    دائما يتردد على ذهنها:
    "كم يا ترى مضى من العمر ، لا اذكر إلا تلك الطفولة الناعمة عشتُها لخمس سنوات فقط إلا انها تساوي عقودا بالنسبة لي "

    التعديل الأخير تم بواسطة أثير الفكر ; 13-8-2014 الساعة 07:18 AM

  2. #2

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الدمية والفتى

    للرفع


  3. #3

    الصورة الرمزية تشيهايا

    تاريخ التسجيل
    Jun 2014
    المـشـــاركــات
    242
    الــــدولــــــــة
    فلسطين
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الدمية والفتى

    شكرا لك
    اعتذر لأني كررت الموضوع ، اعتقدت بأني اخطأت ولم ينشر فحاولت اليوم تعديل الموضوع ونشرته ووجدت انكم تراجعون بعدها تنشرون ما ارسلته ^^

  4. #4

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الدمية والفتى

    لا بأس يا عزيزتي

    سلمت يمناكِ .. بالبداية ظننتك تتحدثين عن دمية فعلية

    ثم تبين عكس ذلك :"""

    أتطلع لإبداعٍ آخر منك <3

  5. #5

    الصورة الرمزية تشيهايا

    تاريخ التسجيل
    Jun 2014
    المـشـــاركــات
    242
    الــــدولــــــــة
    فلسطين
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الدمية والفتى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أثير الفكر مشاهدة المشاركة
    لا بأس يا عزيزتي

    سلمت يمناكِ .. بالبداية ظننتك تتحدثين عن دمية فعلية

    ثم تبين عكس ذلك :"""

    أتطلع لإبداعٍ آخر منك <3
    شكرا لك يسعدني انها اعجبتك ^^

  6. #6

    الصورة الرمزية Badr

    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المـشـــاركــات
    10,379
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الدمية والفتى

    جميل جدا..أعجبني ^^
    أبدعتِ أختي
    بانتظار قلمك السحري القادم
    ^__^

  7. #7

    الصورة الرمزية تشيهايا

    تاريخ التسجيل
    Jun 2014
    المـشـــاركــات
    242
    الــــدولــــــــة
    فلسطين
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الدمية والفتى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Badr مشاهدة المشاركة
    جميل جدا..أعجبني ^^
    أبدعتِ أختي
    بانتظار قلمك السحري القادم
    ^__^
    شكرا جزيلاً لك على هذا الإطراء

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...