بناء على طلب الأخ الفاضل في جعل جزئية السكينة أدسم مما سبق ، قررت الإسهاب في شرحها ، و كلي رجاء أن تروقكم الجزئية

كي لا تتثاءبوا و تغلقوا الصفحة محبطين



كل ما يسمو بحياتك و يجعل لها معنى يندرج تحت أنواع السكينة ، و عندما يكون لدى الشخص ثقة من نفسه يستمدها من ثقته في الله تسمى سكينة

و أن تتذكر أن
الله موجود و تراه يتجلى في آياته و مخلوقاته في الآفاق و في الأنفس سكينة .



ما المطلوب منا ؟

- تدريب التفكير على التركيز و معناه تدريبك على السيطرة على التشتت و الاضطراب ، و السيطرة على التشتت و الإطضراب سكينة ، - كيف ذلك - ؟


قبل التطرق لذلك سأذكر أشياء من واقعنا المعاش تندرج تحت مسمى الكينة:

-
التشاور في حد ذاته بين رأسين يتمتعون بالثقة سبب من أسباب السكينة ، قال تعالى :

"
إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه ..... " الآية .

-
اختيار الشريك الناجح سكينة : " وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "

-
التقوى و طهارة أو تطهير النفس سكينة .

التصور الخلاق سكينة "
إذ يركهم الله في منامك قليلا .... " " إذ يغشيكم النعاس أمنة منه "



فهل للسكينة أعداء ؟الجواب هنا - نعم - :


-
البيئة المسمومة ( غير الصحية ) ، الخوف ، غياب الهدف ، التفكير المشوش ، مشاعر الاحباط ، الاعتداد بالنفس الذي يتجاوز المشورة ،

موت أو مرض مشاعر الحب ، الحياة دون غاية ، العادات المدمرة ( التشاؤم ، الحقد ، الكراهية ، روح الانتقام ، النميمة ، ممارسات أساليب الغموض ، الهمز و اللمز)





تدريبات على السكينة :") :


- ليكن لك غاية تسعى إليها .

- وازن بين حياتك و أسرتك .

- التوحيد و معناه أن تعبد الله وحده و بهذا يكون هذا لإله ( الله جل و علا ) .. رمز للسكينة.

- ابتعد عن كل ما يغضب أو يتسبب في الشعور بالذنب .

- مارس التفاؤل :

فرغ العقل من السلبيات و لا تجعله فارغًا و املأه بالإيمان


- تخلصك من الخوف طريق السكينة و الأمان " عدلت فأمنت فنمت يا عمر " فعمر رضي الله عنه تخلص من الخوف و حقق لنفسه السكينة .

- ألا يكون في حياتك ما تخافه و تخشاه ، هذا يعني ألا يكون الشخص كالنعامة تومئ و توراي رأسها كي لا يُرى ، إنما تتوقف و تسأل نفسك بكل وعي :

- ما الذي أخافه و أخشاه ؟

و عندما تصل إلى إجابة واضحة ، اتخذ ما يلزم تجاهه بأفضل ما يكون ثم خلّص تفكيرك منه .


نخلص من كل ما سبق أن معاني السكينة مأخوذة من الهدوء و السكون " و له ما سكن في الليل و النهار "

و الشعور بالأنس "
ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزوجًا لتسكنوا إليها "

و الإطمئنان "
إن صلاتك سكن لهم "




و ثمة معانٍ لا نستطيع لمسها :

"
و أنزل جنودًا لم تروها " و مع هذا أحسستم بأثرها و تعرفتم عليها بسبب الشعور بالإطمئنان و الثبات و الشدة و قوة البأس - نعم فقد ورد كل ذلك بالقرآن -


لا شك أن السكينة من الله :

لأن الله مع المؤمن الذي يؤمن و يحيل رسالته "
إن الله معنا فأنزل الله سكينته .... " الآية

و هذا الشعور متوفر للمؤمن في كل مكان و زمان ولم يقل القرآن أنه مخصوص بأحد بحقها .






قوة السكينة :

يعني أن تعرف أنها تؤدي من القوة ما يؤديه ألف من الملائكة " إ
ني ممدكم بألف من الملائكة مردفين "

أما عن كيفية توطينها فهو بيت القصيد !!





"
فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم "

مع أن هذه الكلمة وردت في القرآن في 6 مواضع ، و كلها تشير إلى نعمة من الله منّ بها على فئة معينة في مواقف معينة ، إلا أن هناك حقيقة ملاحظة و ملموسة بأن الأسباب و المسببات متلازمة :

"
و آتيناه من كل شيء سببا . فأتبع سببا "

فالسحر على سبيل الثال لا يضر الانسان الذي تحتل السكينة قلبه ، فالجسم سرعان ما يقذف به خارج حدوده من خلال الذكر و ما خلفه من سكينة و تؤدة إن نتج عن تركيز و وعي لما يلهج به لسان الذاكر .

و كذلك السكينة عندما تجد استعدادًا من النفس فإنها تتوطن بالممارسات وهناك طرق تمهد لها يقوم بها الشخص نفسه و لكن المهم أنه "
يمكن اكتسابها " ،

و بوجود رمز من المعاني المادية أو الروحية تُخلق السكينة في نفس الشخص ، مثلًا :

- "
و إذ جعلنا البيت مثابة للناس و أمنًا " السبب : يبعث على التذكير بنعمة الله " وارزقهم من الثمرات " و دافع إلى الشكر " لعلهم يشكرون "

- "
الذي أطعمهم من جوع . و آمنهم من خوف " الرمز هنا الشعور بالأمن المعنوي .

-
شجرة الرضوان " يا أهل الشجرة " فكانت رمزًا لسكينتهم

-
رؤية الحقيقة :حقيقة النفس و حقيقة الشيء سبب للطمأنينة




الإطمئنان النفسي :

- "
قال أولم تؤمن قال بلى و لكن ليطمئن قلبي " مع رؤية الحقيقة لا حاجة هناك لوسطاء دينيين أو غير دينيين و لا للأوهام و تتقبل الحياة كما هي لا كما تتمناها .

-
الحج و ما فيه من مشاعر : ذكر الله عند المشعر الحرام .. الرمي .. الطواف و السعي ...... إلخ




توطين السكينة :


- الصلاة الخاشعة "
قد أفلح المؤمنون . الذين هم في صلاتهم خاشعون "

- الحركة الهادئة "
و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما "

و في الحديث صلى الله عليه وسلم قال: (
إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار ولا تسرعوا فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا).

- الذكر "
ألا بذكر الله تطمئن القلوب " فالذكر طريق إلى التركيز و سبب اضطراب القلوب :

الخوف و التخويف و ما يسببه من تشويش بالذهن أو ضعف إيمان بالله ، و مسببات الخوف كثيرة يمكن النظر إليها بتمعن و عقلانية


- الاستشعار (
و السبب أن المشاعر متعدية ) :

فالكئيب يجلب الكآبة لمن حوله و السعيد كذلك ، و ثقيل الظل و خفيف الظل ، و المضطرب المتردد و الهادئ المتزن ......... إلخ



على الهامش :

1- التشويش يذهب السكينة و لذلك قال الرسول عليه الصلاة و السلام عند الانصراف من عرفة "
السكينة السكينة " و العكس للهدوء .

و لذلك كان الاعتكاف لأنه يعطي النفس فترات صمت و انسحاب من تزاحم الأفكار .

2- الهدف : دخول هدف مكتوب و مرئي يجمع شتات الذهن و يمنع التشويش - كون الرؤية قد توفرت - فتحل السكينة و الاطمئنان

3- الوعي بالتاريخ سكينة و طمأنينة للقلب "
وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين "



من دواعي السكينة و الطمأنينة :

- أن تعيش الحياة بشكل طيب و بأفضل ما تستطيع ، فتعمل بالأسباب و لله تسيير الأقدار .

- أن تعيش اللحظة الحاضرة

- مارس الاعتكاف ما بين وقت و آخر بمعنى أن تتجنب كل مزعجات الحياة من حولك و تخلو بنفسك و لنفسك فقط

- أنظر للأشياء ككل و لا تحولها إلى أجزاء فإن هذا متعب كأن تحللل كل شيء في شريك حياتك أو صديقك أو في نفسك أو الشجرة أو الحيوان لأن هذا سيفتح عينيك على عيوب كنت في غنى عن الانشغال بها .

- الشكر من موجبات السعادة لأنك عندما تشكر - تركز - على النعيم عندك - أي الموجود - و ليس على ما هو مفقود ، لذا فإن الشكر دائما يدفعك الى الطريق الايجابي .