الــخــوف .. قصة قصيرة !

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 8 من 8

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Etoile Icon الــخــوف .. قصة قصيرة !




    وقف الفتى في الظلام , البرد يجتاحه كأنما هو قرين الظلام , لا يشعر بقدميه إطلاقا كأنما تلاشا
    لا يدري من أين تأتي تلك البرودة .. أمن الظلام أم من داخله
    أم من عرين هذا الذي يحركنا جميعا كيفما يشاء
    "
    الخوف "
    دائما ما كان يعلن كراهيته للظلام و يكرر ذلك بمناسبة و دون مناسبة , الظلام الدامس يحيط به , يحاصره
    و يكتنفه كأنما هو كفن أسود
    واقفا وحده في الظلام , ظلام بكر كأنما لم يمسسه نور أبدا
    ينساب إلى ذهنه كل ذكرياته مع الظلام و كل مخاوفه منه , ترويع أخيه له منذ الصغر
    بمقالبه اللعينة السخيفة ثم سخريته منه .... يكاد يسمع ضحكات أخيه الشريرة بعد كل مقلب الآن
    البرودة تزداد , تقترب منه بفكها الثلجي , تمتص كل دفء الحياة فيه
    لم يعد يعرف أين هو , لم يعد يعرف خطوته القادمة و هو على هذه الأرض الرخوة الغير مستقرة
    بل لم يعد يعرف أين أطرافه حتى ... بالكاد يدركها
    قد إستسلم عقله لذلك الفارس ذي الدرع و السيف الضبابيين.. المجهول
    فقط لو كان يعرف ما الظلام و ما وراءه
    و لكن كل هذا لا يقارن بما حدث في عقله من خيالات
    أكثر ما يخيف حقا ليس الواقع بل الخيال
    ففيه تدمج الأساطير و الخرافات و المخاوف التقليدية.. تضخمها , تجعلها مهيبة و تضيف على
    وادي الرعب جبلا ضخما ملئًا بكهوف الرعب المسكونة بمسوخ و وحوش الخيال المتضخمة
    الآن يشم رائحة الظلام و يسمع رياح البرودة
    لا تندهشوا , فقد ارتبكت كل حواسه و تداخلت و ....
    يا إلهي ما هذا ؟
    زوج العيون... زوج العيون البراقة تلك
    إنها للوحش حتما
    شل عقله و بدأ يتحرك بغريزة البقاء فقط تماما كالحيوان
    و بكل اضطرابه و عدم إستقراره و وقوفه على الأرض الرخوة تحرك
    لم يكن يبدأ حتى يقع
    و اصطدم رأسه بالأرض الصلبة
    ظلمة على ظلمة تحيط بعقله , لم يختلف الأمر كثيرا
    فقط بدأ يفقد إدراكه و إحساسه راجيا ألا تكون تلك هي النهاية
    ***
    ((أين أنا ... ماذا حدث ؟ ))
    فوجئ بصوت أنثوي متلهف يصرخ :
    - حمدا لله , لقد أفاق
    بدأ يستعيد الرؤية و صفاء ذهنه
    ها هو ذا يرقد على فراشه و بجواره والداه
    كان أول ما سأله :
    - ماذا حدث ؟
    قال والده :
    - كنت تستحم ثم إنقطعت الكهرباء و بعدها سمعت صوت ارتطام.. ناديت عليك فلم تجبني
    فخفت عليك و كسرت الباب لأجدك واقعا في حوض الإستحمام
    قال و قد اتسعتعيناه هلعا :
    - ألم تر شيئا آخر ؟
    رد عليه باستغراب :
    - شئ مثل ماذا ؟ .... لم أرى شيئا
    الآن تذكرت كل شئ
    لم يكد يقف في حوض الاستحمام و يفتح المياه حتى انقطع التيار... لم يكن قد فتحت صنبور المياه الدافئة حتى
    بعد بعض العبارات التقليدية التي أجاب عليها إجابات مقتضبة بذهن شارد و قبل أن يغادرا
    والداه الحجرة سمع شيئا عن شراء مصيدة للفأر الذي رأت والدته مخلفاته - الفأر لا الفتى -
    في الحمام و لكن لم يعر الأمر اهتماما.. من يهتم لفأر على أي حال
    أهم شئ الآن ألا يكتشف أحد تلك الرواية
    ماذا يفعل و هم يمنعوها عنه بالقوة ... دائما يرددون أن طفلا في الحادية عشر من عمره
    لا يصح أن يقرأ روايات رعب و يتساءلون في استنكار عن سبب حبه لها
    لم يفهموا أنه لم يعد طفلا - أو هكذا يقول - و لم يفهموا متعة تلك الروايات
    لم يفهموا أن المتعة كلها تكمن في أن تعيش أقصى أمارات الرعب و الخوف و في النهاية
    تدرك أنك آمن و بعيد كل البعد عن الخطر
    تماما كألعاب الملاهي الخطرة
    لذلك أصبح يقرؤها كلما ذهب إلى الحمام ثم يأخذها معه عند العودة
    اللعنة ! لقد نسيها عند الغسالة
    لم يكن يستعيدها سعيدا بزوال العقاب الرهيب الذي طالما توعده به أبيه و الذي
    لم يعرفه حتى الآن
    إلا أنه لم يدرك أن ما كاد يقتله هو ما أنقذ حياته هو ما أمتعه
    هو..
    "
    الخوف "





    التعديل الأخير تم بواسطة أثير الفكر ; 26-9-2014 الساعة 04:51 PM سبب آخر: للجمالِ فيها قدٌّ تحزّمتهُ السمَاءْ !

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...