هذه المرة سأكتب عن ذكرى مؤلمة جدا بالنسبة لي حدثت لي مؤخرا .. في نهاية الصيف !
ولكنها تحمل في طياتها شيئا من السعادة والبهجة !!!
-
كلّ واحد منّا سبق له وأن ذاق مرارة المرض ، وألم المرض ، وآهات المرض .. وأنا كذلك !!
كل عام أصاب بمرض أو اثنين ولكن سرعان ما أشفى بفضل الله ولا أتأثر كثيرا ..
ولكن هذه المرة أصابني مرض مختلف تماما كل الاختلاف ، وجديد عليَّ كل الجدة ، مرض يهاجم عضو
لا يمكن تعويضه في جسم الإنسان " الكبد " ، مرض خطير ومستعص ولكنه ليس مزمنا ..
ودواءه المضاد متوافر إلا أنه لا يذهب إلا بعد أن ينال من صاحبه تماما !!
يا له من مرض ، لقد عرفتُ بسببه المعنى الحقيقي للحكمة الشهيرة :
" الصحة تاج فوق رؤس الأصحاء لا يراه إلا المرضى "
وأنا ممدّد في فراشي .. في المستشفى ، وقارورة " الصيروم " تتدلّى على ذراعي ،
ولا حول لي ولا قوة .. قضيتُ أسبوعا كاملا في المشفى , والألم والملل ينخران
جسمي ووجداني ، ولعلّ أسوء شيء هو أني قد فقدتُ شهيتي للأكل بالكامل !!!!
وفي خضمّ كل هذه المعاناة .. يوجد شيء واحد فقط كان يسعدني أيما سعادة !
وينسيني آلامي وكأنه مخدر ومسكن للألم من نوع مـا ! .. إنها زيارات الأهل
والأقارب والجيران والأصدقاء وعيادتهم لي ، لكم فرحت بهم ..
في السابق ، كنت أحتقر " عيادة المريض " ولا أعطي لها أي قيمة أو اعتبار ..
وأتعجب من فضلها الوارد في الأحاديث النبوية ، ولكني أدركت كم كنت مخطئا
في هذا الاعتقاد ، وأدركتُ حقيقة ومعنى وفائدة " عيادة المريض " .. لدرجة أني أعتقد
في أحيان كثيرة بأنّ الله ابتلاني بهذا المرض فقط ليبيّن لي أهمية هذا " الواجب "
الذي أهملته !!! ... الحمد لله على كلّ حال ~
-
الفدية الثانية لمحكمة القلم :$
المفضلات