ألا إن نصر الله قريب -في قصصهم عبرة -

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    الصورة الرمزية يالبى ران

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    639
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي ألا إن نصر الله قريب -في قصصهم عبرة -

    طلع الصباح أخيرا ، وأشرقت شمس الجمعة التي ظل محمد ينتظرها طول الليل..!

    كان ليله طويلا بتلك الأفكار والهواجس التي أقلقته.. وبالصراع داخله بين صوت مُشجّع وآخر مثبط..!

    لا يدري أيخرج مع الخارجين لينادي بحق الإسلام والمسلمين الذي ينتهك ، وحق الفقراء والمساكين الذي يغتصب ، وحق كل آدمي في هذه الأرض في العيش كإنسان.. ؟


    ثم يرجع فيقول: قد لا أعود إن خرجت .. قد أحرق أو أقتل أو أسجن ..!

    هل سيسامحني أبنائي وزوجتي إن يتمتهم ورملتها ؟ من سيعيلهم ومن يحميهم؟

    لكني خارج لأجلهم أيضا ، لأجل أن أحفظ حق زوجتي وأؤمنها حين تخرج منقبة.. فلا تخاف على حجابها ولا على شرفها وعفافها ، ولأجل أبنائي الذين سيكبرون فلا يجدون مسجدا آمنا يصلون فيه ولا عالما يثقون به ، لا يجرؤون على الصدع بالحق ، وربما حتى الإعتراف بالإسلام ..!


    ....


    ارتدى قميصه وبنطاله وخرج متوكلا على ربه داعيا أن يحفظ له أهله وينصره ويوفقه ..


    مشى نحو المسجد الذي سينطلق منه بعد الصلاة ..


    أحس بقطرة ماء سقطت على رأسه ، تبعتها أخرى على يده .. ثم بدأ المهطر ينهمر بغزارة .. وكأن السماء تسكب عليهم الطمأنينة والتفاؤل .. وكأنها بشارة من الله لهم .. وتأييدا ..


    ...


    حين انتهت خطبة الجمعة خرج الشباب من المسجد منتظمين في سيرهم متبعين قائدا لهم ومرددين بصوت واحد : أنا مسلم .. لن أستسلم..

    لم يكن مسيرهم نحو أحد الميادين هذه المرة بل قصدوا القصر الرئاسي !
    تدفعهم آلامهم وجراحهم وأحزانهم.. يشع الغضب والحقد من عيونهم..

    ...


    اعترضهم أول حاجز من الدبابات والمدرعات لجنود الوطن وأبنائه !

    صاح المتظاهرون حال رؤيتها : الله أكبر .. الله أكبر..
    بدأت رصاصات الجيش تخترق أجسادهم ..! يتساقطون واحدا تلو الآخر .. دماء تتطاير وصرخات تتعالى ..
    وكلما سقط واجد اندفع صديقه بجانبه اندفاعا نحو الظلمة مكبرا ..
    واندفعت فرقة محمد وأصحابه وسط انشغال الجنود بالمتظاهرين أمامهم قاصدة دباباتهم ومدرعاتهم .. فأشعلتها نيرانا أفزع جنودها الجبناء ، وفروا هاربين حين ثبت في الأرض المتظاهرون. .!
    وانقسموا إلى فريقين : باق مع الجرحى والشهداء مسعفا ، وأخر مكملا للمسيرة مستعدا للحاجز التالي داعين الله بالنصر والتيسير ..

    وفجأة ..!


    انهالت عليهم قذائف ! من الأعلى !

    طائرات الأوغاد أبناء الوطن تقصفهم كما يقصف اليهود المسلمين ..!
    لم يصمد كثير منهم وكان محمد أحد ضحاياها الذي وقع جريحا دون الشهادة ..


    ...




    فتح عينيه في مكان لم يعرفه !

    غرفة مظلمة ضيقة لم يرَ فيها شيئا إلا قضبان الحديد والأقفال وكأنها زنزانة ..!
    زنزانة؟

    حاول أن يعود بذاكرته إلى الوراء .. كان آخر ما رآه وجه أصحابه حوله وهو يسقط وصوت الطائرات مختلطا بالتكبيرات ..


    قلب ناظريه في الغرفة .. إذن لم أمُت .. لكنني سُجنت !


    نظر إلى جسده الملفوف بالبياض .. لم يُترك فيه عضو لم يغطى بالضماد .. ! ضحك ساخرا : هههـ ماذا بحوزة إرهابي مثلي أن يفعل وهو مُكسر عاجز عن الحراك حتى يعتقلوه بعد إصابته ..! لم أنتظر من أمثالهم الرحمة على أية حال ..

    ثم علا صوت ضحكه أكثر : لاشك أنني اعتقلت بتهمة الإفساد والتعدي على ممتلكات الوطن أو حيازة مصحف مع خمسين تهمة أخرى !

    ...

    مرت عليه الأيام قاسية .. مع بعده عن أهله و ولده .. وعجزه وكسره .. وقهره برؤية أوجه هؤلاء الجنود التي هي أشبه بالخنازير من البشر .. إنها تقرفه وتثير اشمئزازه أكثر من الحشرات التي تمشي عليه ..!

    ...

    جمعة جديدة تمر عليه في معتقله بعد مرور شهر كامل ..
    لا يرى شمسها ولا يسمع خطبتها ولا يستشعر روحانيتها ..
    في كل جمعة يتمنى أنه كان مع من تظاهر فيها ..
    يتمنى أن يخرج لينادي بالحق مرة أخرى .. ليرفع الظلم عن بلاده ويخلصها من رجس جاثم على قلبها .. كاتم على أنفاسها .. لينهي دولة الباطل ويفك قيد كل معتقل ..


    وبدل أن يستفتح جمعته بأصوات الأدعية والقرآن .. كان مجبرا على سماع أصوات القردة أمام زنزانته:

    - أسمعت آخر نكتة؟
    - ماذا؟ مضرب آخر عن الطعام هههه؟
    - هههه لا لا .. بل مظاهرة جديدة هههه
    - هههه هؤلاء الحمقى لا أعرف حجم الغباء لديهم
    - مستغنين عن أرواحهم .. يخرجون كل جمعة ليموتوا .. ولا يتعظون.. ولا هم يملون..
    - هذا أفضل فليموتوا جميعا . . والله مع جنودنا حتى نقضي عليهم جميعا ..!

    قاطع حديثهم جندي آخر يركض إليهم: هل سمعتم؟

    - ماذا؟
    - المتظاهرون؟؟
    - نعم نعم سمعنا .. لا جديـ....
    - قاطعه: هذه مصيبة !! حرقوا القصر الرئاسي !
    - قصر الرئاسة ؟؟؟؟؟ حُرق؟؟ كيف وصلوا إليه أصلا؟ أمخبول أنت؟؟
    - انتشر الخبر في البلاد كلها حرقوا القصر والخدم ويقال أن أحد أبناء الرئيس حُرق ومات!



    صُعق الجنديان بالخبر !!

    وصاح محمد من زنزانته: الله أكبر .. الله أكبر..


    و صاحت مصر كلها تُكبّر معه فرحا بالخبر واستبشارا بالنصر القريب..!

  2. #2

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ألا إن نصر الله قريب -في قصصهم عبرة -

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    يا الله .. يا الله .. والله إن بدني أصيب برعشة والدمعة أوشكت على النزول !!
    مصر على موعد مع النصر الأكيد ان شاء الله ... انتصار الحق على الباطل والشريعة على الأهواء
    والفضيلة على الرذيلة والشرعية على الانقلاب والشرف على العمالة .. ستهتز شوارع وميادين مصر من جديد ..
    ستكون كلمة الثوار اعلى من كلمة الطاغوت وستشتعل بعرشه النار .. قريباً بداية مرحلة جديدة من حياة الثورة المباركة على فراعنة العصر الحديث ..



المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...