بدت كسندريلا .. بفستانها الأشبه بالسماء لونًا و اتساعًا


بملامح تضج ببراءة آسرة تأخذ الألباب ..


تركض ويطير فستانها من حولها ، تبتسم فيمتلئ قلبي بهجة بلهوها و سعدًا بمبسمها الأخاذ .


عجبًا ، هؤلاء الأطفال كأنهم خلقوا ليمنحوا لقلوبنا ذاك الجمال .. وهم لا يعلمون


توقفت للحظة.. وتوقفت معها عيناي حيث توقفت تتابعها إعجابا مقرونا بتمتمات التبريك


اقتربت منها أخاطبها همسا - وكلي خشية أن تؤذي ذبذبات صوتي ذاك الجمال الطفولي :


- عسل ايش اسمك ؟!


أجابتني بوجس :


- سلوى


و اكتمل الجمال باسمها حسنًا ..فأكملت متحمسة :


- وين ماما !


عيناها اللؤلؤتين بدت بلون أقرب للضياع و ارتسم على وجهها استفهام استنكاري كأني سألتها عن ثقب الأوزون ومحيط الأرض !


بدوت كالبلهاء و أنا أعيد السؤال :


- ماما فين ياعسل !


ذاتها النظرة على هذا الوجه الغض طفولة ..تستنكر السؤال و تنكمش هذه المرة إلى الجدار وتنظر إليَّ بكل وجس..


أربت على شعرها ..علها خشيت مني ! أو أنها لاتفهم بأي لغة أتحدث


رفعت رأسي على وقوف عاملة النظافة ..بجانبي لا أعلم متى وصلت


لكني ما إن التفت اليها حتى انفجرت بصوت باكي :


- حراااام هذي من أمس تركوها بالمسجد حطوا سلة فيها لبسها و أغراضها وتركوها ، بالله هذا يصير ؟ وربي حرام !

اختلط صوتها ببكائها فما عدت أميز .. هل هي تهذي ! أم أنها تقول شيئا لاتعيه


نظرت مرة أخرى الى سلوى وجدتها تبتسم وتكلم العاملة :


- إنت تعرفيني صح ! نلعب ؟




نظرت للعاملة مرة أخرى وكأني أعطيها فرصة لتصوب ما ذكرته


أعادت علي ذات الكلام مرة أخرى .. سلوى تُركت بالمسجد من البارحة بلبسها و كامل أغراضها ولم يأت من يأخذها من أمس ..


هكذا.. بكل بساطة


ترك هذا الجمال ..كقطعة بالية على طرف مسجد


وكأنها لايحق لها أن يكون من سعادة سندريلا


سوى هذا الفستان ..ولونه السماوي


و فردتي حذاء أكبر منها

سلوى .. ستذهب للدار مؤكد .. ستعيش


لكن ألا يحق لها أن يكون لها من اسمها ولو بعضا من نصيب ؟!






" حقيقة لا خيال "

عذرًا على استخدام الحوارات بالعامية
وددتُ وضع المشهد كما هو ^.^

دمتم ~