صيادٌ نبيل

[Yonko Akagami]

انحرفت الحافلة المدرسية عن الطريق السريع وسط الأشجار وتعطلت
رعب وذعر بين الطلبة والطالبات , يحاول المشرف تهدئتهم دون جدوى
كسا اللون البرتقالي قرص الشمس , منعزلين عن الدنيا , أصوات الذئاب
تصل إلى آذانهم ، تاهت إحدى الطالبات عن زملائها وهي تمشي في الأراضي
التي اكتساها الربيع مشدودة إلى الغابة المسحورة ._.

*_*

طلب المشرف من السائق العمل على إصلاح الحافلة فوراَ
وأمر طلابه أن يبقوا قريباً من الحافلة , فالظلام سيسدل
ستاره قريباً والمكان غير أمن , تفقد هاتفه فقد أراد أن يكون
بقربه في حال إحتاج لطلب المساعدة.
راح يتفقد الصغار كل بإسمه حسب كشف أعده فجر ذلك اليوم بإعتباره
سيأخذهم لتمضية يوم كامل , متنزهين وفي هذا الوقت الجميل من العام ._.

*_*

هواء عليل وجو صاف يصلح للابتعاد قليلاً عن أجواء الدراسة , بدأ بتلاوة الأسماء ..

احمد ._. نعم
امجد ._. أنا هنا
أميره ._. نعم نعم
حاتم ._. نعم استاذ
دعاء. ._.
دعاء ._. .........
دعاء ._. ........ ؟؟!!

صمت الجميع برهة من الزمن .. هدوء موحش , إنتفض الأستاذ أين دعاء ؟!! دعاء ... دعاء... دعاء ...

*_*

هرع السائق الى المشرف , تحلق الجميع حوله , يديه على رأسه , يشعر بالذنب
يلوم نفسه , والخوف يعتريه. فكر قليلاً .. وحدث نفسه .. يجب أن أكون قوياً ..
الجميع يعتمد عليّ .. رفع رأسه وحاول أن يكون رابط الجأش ..
ثم وجه كلامه لأطفاله كرجل يكلم رجالا , إسمعوا .. جميعكم ..
يا أبطال تعلمون ما تعرضنا له , سأذهب لأحضر دعاء , إبقوا هنا ..
أتوقع أن تحرسوا الحافلة مع السائق في غيابي , سنطلب المساعدة
ما زلت أثق بكم كما السابق , وانا أعتمد عليكم
لا تدعوا احداً يسرق حافلتنا الجميلة. , أشعلوا ناراً وكونوا بخير :")

._. إنطلق في الغابة على غير هدى , ينادي بأعلى صوته , يلتفت يميناً وشمالاً وينصت حيناً عله يجد إجابة ._.

*_*

كانت الطفلة الصغيرة في ذلك الوقت قد توغلت في الغابة الخضراء خائفة تسير
تائهة هائمة على وجهها وتبكي بحرقة والم , تذكرت كل القصص التي شاهدتها
في التلفار أو قرأتها عن الغابات والساحرات .. قد تلمح طرزاناً يتسلق شجرة عالية
تعانق السماء أو ربما سيظهر الأقزام السبعة وأميرتهم الجميلة فجأة
أو ذلك الأمير الممسوخ ضفدعاً , كما في الحكاية.

أزداد خوفها مع إشتداد الظلام وأصوات الحيوانات في أذنيها
لا شيء مؤنس أصوات تبعث الرعب ومزيداً من البكاء , أصوات حفيف الأشجار ..
خرير الماء .. نقيق الضفادع و طقطقة الأغصان اليابسة تحت قدميها , بدت كلها مرعبة حقا.

إنتصف الليل وهي سائرة وسط الغابة
لا رفيق سوى عتمة ليل فجر كل الخوف الكامن في أعماقها ..
في خضم كل تلك المشاعر لمحت ضوءً خافتاً من بعيد ..
خيل إليها أنه يخادعها ويبتعد .. بلهفة أرادت بلوغه .. وصلت أخيرا.

كوخ قديم رابض على رابية قرب النهر الكبير , ألقت بنفسها على الباب وطرقته بشدة
أنفاسها متقطعة ,خوفها يسبقها , ويدق قلبها متسارعاً , فتح الباب صياد ممسك ببندقيته
لقد أعتاد أن يقيم في هذا المكان , يخلد إليه كل مساء أثناء رحلات صيده
في هذا المكان المنعزل عن أي مدنية أو حضارة. , حدق فيها طويلاً .. مشدوهاً ..

يا الله !! ماذا ارى , طفلة صغيرة تقرع بابي وسط هذه الغابة البعيدة ,
ماذا هناك. ؟ من أنتِ؟ تكلمي يا صغيرتي , لا بد أنك متعبة وجائة
لا تخافي , إقتربي من الموقدة , قولي لي ماذا حدث لكِ

ترتجف فرائصها خوفاً , قالت بصوت مخنوق متقطع:
لقد تهت ..أردت أن أقطف بعض الزهور , أضعت الحافلة واصدقائي الطلاب
لابد أنك تعرفهم , حاتم وأميرة و ... قاطعها قائلاً: نعم نعم أعرفهم , ما أسمك يا صغيرتي؟
أنا .. أنا .. دعاء.
صياد نبيل أوهمها أنه يعرف أصدقائها , حاول أن يكون لطيفاً , أراد ان يساعدها بصدق ..
ثم أردف قائلاً: حسناً إستريحي قليلاً ثم سأوصلك حيث أصدقائك ينتظرونك.

*_*

كان المشرف قد قطع مسافة بعيدة باحثاً عن صغيرته الضائعة.
أمسك هاتفه واجرى مكالمة كانت الاصعب في حياته , طلب مساعدة فورية.
إحدى الطالبات مفقودة في وسط الغابه , وحيده ولا يريد أن يصيبها مكروه.


قبيل الفجر كان ذوو الطلاب قد حضروا للمكان , وضعت فرق الانقاذ خطة للبحث
وقسموا المتطوعين في مجموعات , وقرروا أن يبدأوا البحث.
بزغ الفجر وبدأت خيوط الشمس الماسية تنشر الدفء في الأرجاء
العصافير إستقبلت يومها بتغريدها الجميل والأزهار أستيقظت باكراً ودبت الحياة من جديد.

وصل المشرف إلى الجموع خاوي اليدين , منكسراً خائباً ..متعباً ومرهقا.
كان الضباب يلف اعماق الغابة وفجاءة ومن بين الاشجار ظهر ذلك الصياد الطيب
بندقيته على كتفه.. حاملاً أميرته دعاء بين يديه كما في القصص الخيالية.
إنتبه الجميع .. صفقوا بحرارة فرحين , تعالت أصواتهم بعبارات السرور ممزوجة بدموع الفرح.
أسرع المشرف وعانق صغيرته والدموع تتسابق على وجنتيه , مدت يدها إلى الصياد الطيب
وعيناها ترمقانه بإمتنان , و الذي كان قد إختفى فجأة وسط الضباب .

._. تمت ._.

[بوح القلم]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


سلمت وسلم قلمك


مسكينة فتاتي الصغيرة ... بقيت على أعصابي حتى أوصلها ذاك النبيل لبر الأمان


سياقك سلس وأسلوبك في الكتابة راقي أذهلتني بحق


حماك الله

[kaw Matsuda]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أتفق مع بوح في رأيها .. سياقك سلس جدًا ما شاء الله

أحببت هذا المشهد القصير صدقًا

الصياد اسم على مسمى فعلاً ^^

[Yonko Akagami]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


سلمت وسلم قلمك


مسكينة فتاتي الصغيرة ... بقيت على أعصابي حتى أوصلها ذاك النبيل لبر الأمان


سياقك سلس وأسلوبك في الكتابة راقي أذهلتني بحق


حماك الله

._.

أسعدني مروركِ أستاذتي الفاضلة، كل الشكر لكِ على المتابعة.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أتفق مع بوح في رأيها .. سياقك سلس جدًا ما شاء الله

أحببت هذا المشهد القصير صدقًا

الصياد اسم على مسمى فعلاً ^^

._.

يا مرحبًا، سعيد بأن النص حاز على إعجابكم، أشكر متابعتكم.

[غاسا آليرو]

لا تدعوا احداً يسرق حافلتنا الجميلة

بمجرد قراءتي لأي من مواضيع يونو فإنني أنهيه بابتسامة واسعة ")
خاتمة القصة كانت الأجمل << بعد الاقتباس أعلاه