حرت واحتار القلم

[بوح القلم]

عن ماذا سأكتب ؟ !!


حرت واحتار القلم !!


أسطور تحكي حنيني تحكي الجروح ؟!


تروي في تعبٍ بؤس الشعوب ؟ .. تكشف عن قروح ؟


قصة ابتدت تخنق الآهات تكتم من أنيني وانتهت بعد أن قطع الوريد ؟


أم قصة الشعب المغيب بين أسوار الضباب ؟!


أم قصة الطفل المشرد أم الثكلى أم ذلك الشيخ القعيد؟!


هذه حكايات أهلي وبني ديني في كل البلاد !!


كلها تدمي فؤادي أنا لن أروي منها مزيد ... فاعذروني


حسنا .. فلننسى الشعوب وما مروا بها من خطوب


ماذا ستكتب أيها القلم ؟ حدثني وزدني لأفهم !


فلقد ملت النفس من سرد الهموم


وتعنّى القلب وازداد الحنين


قال مهلاً .. سوف أحكي ... عن أمتي !!


فأجبت :


ماذا قلنا .. أمة حالها يبكي الوليد


أمة قد علاها الحزن وعشعش في زواياها نسيج العنكبوت


ماؤها أضحى عكر !!


وخضار الزرع قد صار رماد !!


وسماها ؟


احتلها الغيم العقيم !!


واختفى الغيث بين سحابات الضلال !!


هذا يكفي ..


قد نادى القلم !!


سوف أحكي .. عن الحكام ..


صحت لاااااااا


لست بياع ذمم !!


أو مزوشياً .. أتسلى بالألم !!


سكت القلم لبرهة ! .. ثم قال :


سوف أحكي ...


عن الدين وعن أهل التقى !!


وعن ماذا ستحكي ؟ !


عن هوان الناس أم عن هجر العقيدة ؟


أم بعاد الناس عن درب الرشاد ؟


أم عن ذلك المهووس بتجريم العباد ؟


وينادي عن ذوي الإيمان .. عقدة ! يَتْبَع الزمن القديم .. وعدواً للحضارة !!


أم عن بنات الدين ؟ !


من باعت الإسلام بعزفٍ للموسيقى ؟


رقصت على ألحان التحرر ..


خلعت ثوب الفضيلة ..


لبست ثوب الرذيلة ..


هذا يكفي ..


ومجددا نادى القلم ..


سوف أحكي .. عن الحب وعن رسم الأمل !!


عن جمال الحرف إن صدق الشعور !!


عن ربيع العمر بألوان الزهور !!


عن حياة تولد من بين الركام .. عن نبات يزهر من تحت الحطام !!


أطرد البؤس وغني للحياة .. وانشر الدين ولا تخشى الطغاة .. أو حثاله الناس من أهل الدجل !!


إرفع الرأس بدين للسلام .. ولتثق بالله في كشف الغمم


ثم جف الحبر ... !!


قد صمت القلم !