الموضوع موضوعكم، فشاركوا وعلقوا وتفاعلوا..

وشكرا لكل المتفاعلين ^^

------



كنتُ أفكّر قبل فترة في آليّة فعّالة يمكن من خلالها مجابهة الخوارج بأقل مجهود ممكن ودون خسائر ، وفجأة .. صرختُ كما صرخ "أرخميدس" من قبل : (وجدتها .. وجدتها) !! أعترف أن الفكرةَ لم تكن شيئًا مُبتكرًا ، بل هي مما لا تغفل عنه العقول .. لكن الصعوبة تكمن في طريقةِ تفعيلها ؛ فهي تحتاج إلى "مُخّ" و"دهاء" شديد .. ولأنني أعلمُ أن الجماعات الجهادية النقيّة لا تخلو من "عقولٍ" جبّارة و"مِخاخٍ" صقيلة .. تعجّبتُ لمَ لمْ يتسلّحوا بهذه الفكرة ؟! أم أنهم يفعلون ذلك لكن في الخفاء ؟! أم أن الأمر أعقد وأصعب مما أظن ..؟! الله أعلم .. لا أدري !
.
كذلك ، ولأن التاريخ فيه عبرة .. اخترتُ أن أتتبّع تاريخ الخوارج لعلي أجِدُ فيه مُستمسكًا يزيد من قناعتي بالفكرة ، أو يصرفني عنها .. فلم أقع على كتابٍ مستقلٍّ يجمع تاريخ الخوارج من المصادر الأصلية ، ولا شك أن وجوده يختصر الوقت ، ولا أعلم هل مثله موجود أم لا ؟!
.
ثم اهتديتُ إلى سبيلٍ جديد .. فمن خلال اطلاعي وجدتُ أن الخوارج كانوا حركةً مزعجةً للدولة الأموية - ربما أكثر من أي دولةٍ أخرى ، ولهذا الأمر أسبابه - ، ووجدتُ أن الدولة رمَتهم بالحجّاج بن يوسف ، وأن "الحجاج بن يوسف" أشهرَ عليهم سيفَه الأمير "المهلب بن أبي صُفرة" ، فجابههم "المهلب" قرابة عشرين سنة أو تزيد (تخصص خوارج) ، حتى أمكنه الله منهم فخضد شوكتهم .. هُنا .. كان لابد من بعثرة سيرة "المهلب" وفحص أخباره مع الخوارج - وهي كثيرة - ، وخيرًا فعلت .. فإنني ما كدتُ أبدأ بتتبّع أخباره مع القوم حتى وجدته قد سلَك الطريق نفسَه واختار الفكرةَ عينها !!! فكنتُ أسعدَ الناس تلك اللحظة ، ووجدتُه قد وظّف الفكرة - في موقفٍ واحد - أحسنَ توظيف .. توظيف داهيةٍ خطير ، فصدق عليه وصف ابن كثير حين قال عنه : (أحد أشراف أهل البصرة ووجوههم و"دهاتهم" وأجوادهم وكرمائهم).
.
أما الفكرة فتقوم على استغلال نقطة القوّة عند الخوارج وضربهم بها لتكون نقطة ضعف .. وبإذن الله أكون الليلةَ معكم هنا لأسرد لكم صنيعَ "المهلب" ، ومن خلال القصة ستفهمون ما أرمي إليه .



---
منقول، وترقبوا القصة..!