مشاركتي:

امتلأ قاربه بالسمك، لكن أبت نفسه إلا المزيد. رمى بالشبكة للمرة التاسعة والخشبُ المطليّ بالقار تحته يئنّ من ثقل الحِمل. تدافعت نقاط الماء عبر ثقوب الشبكة نحو هدف مجهول في عالم مترامي الأطراف. مضت الدقائق بطيئة، يجرّ بعضها بعضًا، وكأنها تسير الهوينى خشية إيقاظ السمك النائم في أسفل البحيرة. وبينما هو في تربص وترقب إذ اهتزت الشباك فجأة، فجذبتها يداه بكل ما أوتيتاه من عزم شحذ سيفَه الطمعُ. ورغم أن أمنيته تحققت بأن علقت سمكة كبيرة في شبكته، لكن سرعان ما تبيّن له وبالها عليه، إذ استمرّت السمكة بالعراك والشدّ حتى قلبت المركب بمن فيه، وثنّت على الصياد بصفعة ثانية بأن مزّقت حبال شباكه وفرّت منها، ولحق بها ما تحرر من سمك نبضت فيه الحياة مجددًا حالما لامسته برودة المياه. وعاد الصائد إلى بيته خاويًا من صيد أو سمك، يبكي دمًا إثر جشع لم يبقَ له به حتى الحسك.