(( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ))
الدعاء أهم مقامات العبودية، ومن أفضل العبادات
والدعاء هو سلاح المؤمن، يستعين به على درب الحياة.
قال السدي في تفسيرهذه الآية : ليس من عبد مؤمن يدعو الله إلا استجاب له
فإن كان الذي يدعو به هو له رزق في الدنيا أعطاه الله، وإن لم يكن له رزقًا في الدنيا ذخره له إلى يوم القيامة، ودفع عنه به مكروها .
وقال أهل العلم: في ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء، متخللة بين أحكام الصيام
إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل وعند كل فطر.
وأيضاً هي إيماء إلى أن الصائم مرجو الإجابة، وأن شهر رمضان مرجوة دعواته، واستحباب الدعاء عند انتهاء كل يوم من رمضان.
وفيما ثبت أن أوقات استجابة الدعاء هي:
عند السَّحَر، وفي الثلث الأخير من الليل، ووقت الفطر، وما بين الأذان والإقامة، وأوقات الاضطرار
وحالة السفر والمرض، وعند نزول المطر، والصف في سبيل الله، والعيدين
والساعة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة: وهي من الإقامة إلى فراغ الصلاة.
ومن الأماكن التي يستجاب فيها الدعاء : في الكعبة، وفي الحرم، وفي المشاعر المقدسة، كعرفات، وعند الجمرات، وعلى الصفا والمروة.
وباب الدعاء مفتوح على مصراعيه،لكل عبد - صالحًا كان أو غير صالح -
وقد قال سفيان بن عيينة رحمه الله : لا يمنعن أحد من الدعاء ما يعلم من نفسه، فإن الله تعالى قد أجاب دعاء شر الخلق إبليس:
(( قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون)) [الحجر:36]
فاستجاب الله له، وذلك قوله: ((قال فإنك من المنظرين))[الحجر:37].
فحريٌّ بنا أن نجتهد في الدعاء، ولا نتوانى في ذلك.
فـ أمر الدعاء في حياتنا هو منّة من الله سبحانه وتعالى وفضل لا يجب أن يُقلَل من شأنه
ولا أن يحرم شخص نفسه من هذا الخير الذي أكرمنا الله به، بل يجب أن نحرص على الخير
أولم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (واحرص على ما ينفعك)
فلنتأمل في قوله صلى الله عليه وسلم: (احرص) سيتبين لنا قيمة هذا الهدي النبوي.
ولا شك فإن النفع كل النفع في الدعاء، ويؤكد هذا ما خُتمت به الآية الكريمة ((لعلهم يرشدون ))
فما أجمل العبد وهو يظهر فقره وعبوديته بدعاء مولاه، والانكسار بين يدي خالقه ورازقه، ومَنْ ناصيته بيده!
وما أسعده حينما يبتهل أوقات الإجابة ليناجي ربه، ويسأله من واسع فضله في خيري الدنيا والآخرة!
نسأل الله تعالى أن يرزقنا صدق اللجأ إليه، والانطراح بن يديه، وكمال التضرع له، وقوة التوكل عليه، وأن
لا يخيب رجاءنا فيه، ولا يردنا خائبين بسبب ذنوبنا وتقصيرنا.
المفضلات