.

.


قال تعالى .. "

يَأَيهَا الّذِينَ ءَامَنُوا اتّقُوا اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَ لا تمُوتُنّ إِلا وَ أَنتُم مّسلِمُونَ (102) وَ اعْتَصِمُوا بحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَت اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلّف بَينَ قُلُوبِكُمْ فَأَصبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَ كُنتُمْ عَلى شفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنهَا كَذَلِك يُبَينُ اللّهُ لَكُمْ ءَايَتِهِ لَعَلّكمْ تهْتَدُونَ (103) وَ لْتَكُن مِّنكُمْ أُمّةٌ يَدْعُونَ إِلى الخَْيرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالمَْعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولَئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَ لا تَكُونُوا كالّذِينَ تَفَرّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَت وَ أُولَئك لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَض وُجُوهٌ وَ تَسوَدّ وُجُوهٌ فَأَمّا الّذِينَ اسوَدّت وُجُوهُهُمْ أَ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَنِكُمْ
فَذُوقُوا الْعَذَاب بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَ أَمّا الّذِينَ ابْيَضت وُجُوهُهُمْ فَفِى رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَلِدُونَ (107) "

آل عمران


.


وَقفات تدبُّريَّة


- " يَأَيهَا الّذِينَ ءَامَنُوا اتّقُوا اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَ لا تمُوتُنّ إِلا وَ أَنتُم مّسلِمُونَ "
المقصود بـ ( تقوى الله حقَّ تُقاته )
قال السلف ؛ ابن مسعود وغيره؛ كالحسن وعكرمة وقتادة ومقاتل :
" حقَّ تُقاته : أن يُطاع فلا يُعصى ، أن يُشكر فلا يُكفَر ، وأن يُذكَر فلا يُنسى "
ابن تيمية:116/2

.

- "
وَ اعْتَصِمُوا بحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرّقُوا "
*دلالة كلمة ( جميعاً ) في الأمر بالعتصام في الآية
أي : لا تدعو أحداً منكم يشذ عنها، بل كُلما عثرتم على أحدٍ فارقها -ولو قيد شبر- فردُّوهُ إليها، ولا تُناظروه، ولا تُهملوا أمر،
ولا تغفلوا عنه؛ فيختل النظام؛ وتتعبوا على الدوام ، بل (لن) تزالوا كالرابط ربطاً شديداً حزمة نبل بحبلٍ ، لا يدع واحدة منها تنفرد عن الأخرى .
البقاعي 131/2

** ليس كُل اختلاف في وجهات النظر يُعتبر تفرُّقاً وتمزُّقاً
وليس فيه دليل على تحريم الاختلاف في الفروع ، فإن ذل ليس اختلافاً؛ إذ الاختلاف ما يُتعذَّر معهُ الائتلاف والاجتماع،
وأما حكم مسائل الاجتهاد فإن الاختلاف فيها بسبب استخراج الفرائض ، ودقائق معاني الشرع ، وما زالت الصحابة يختلفون في أحكام الحوادث، وهم مع ذلك مُتآلفون.
القرطبي241/5

.

- "
وَ لْتَكُن مِّنكُمْ أُمّةٌ يَدْعُونَ إِلى الخَْيرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالمَْعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولَئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ "
مراتب الناس في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الناس في تغيير المنكر والأمر بالمعروف على مراتب: ففرض العلماء فيه تنبيه الحكَّام والولاة؛ وحملهم على جادة العلم ، وفرض الولاة تغييره بقوتهم وسلطانهم...
وفرض سائر الناس رفعه إلى الحُكَّام والولاة بعد النهي عنهُ قولاً ؛ وهذا في المُنكر الذي لهُ دوام ، وأما إن رأى أحد نازلة بديهة من المنكر؛ كالسلب ونحوه، فيُغيِّرها بنفسه بحسب الحال والقدرة.
ابن عطية:486/1

.

- "
وَ أَمّا الّذِينَ ابْيَضت وُجُوهُهُمْ فَفِى رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَلِدُونَ "
سبب التعبير عن دخول الجنة بالرحمة.
( ففي رحمة الله ) أي:الجنة؛ فهو من التعبير بالحال عن المحل ...
وإنما عبَّر بالرحمة إشعاراً بأنَّ المُؤمن وإن استغرق عُمره في طاعة الله فإنه لا ينال ما ينال إلا برحمته تعالى.
الألوسي26/4

.
.