خُذ دمعي وجرعاتِ الألمِ

[SuraAltamimi]

حين قرأت كتاباتك
دمعي قد فاض على بلدي

حين مررت بكلماتك
أضعافًا زادت من وجدي

هلا جدت بألحانك
كي تلهمني في ردي

أحفظ جزءً من نغمك
أو سطرًا أكمل سردي

هل تعرف عما أتكلم؟
عن أصلي وحضارة مجدي

في نظري زينه أملٌ
في قلبي أوجدهُ عهدي

فيه قضيت أجمل عمري
دهرًا لم يفتر له ودي

فلتقرأ مني ما أكتبُ
ولتفهم مني ما قصدي
•••••••••
أحكي عن حلمٍ قد كان
بحياةٍ مُلئت بأمانْ

فورود تنتشر هناك
تهادى بذاك البستانْ

من كل الانواع تجدها
تجمع من كل الألوانْ

وبقاع يغمرها خيرٌ
لا تمحوه يد الأزمانْ

لكن في ليلة يومٍ
هاجمه شرُ الانسانْ

فأحال الفرحَ إلى حزنٍ
وأزالَ جذور اطمئنانْ

والنور بدا فيه ظلاما
طمسٌ وارى كلّ جنانْ

أرأيتم من قبل وطني؟!
عندي من خير الأوطانْ

هل تدرون عما أحكي ؟
ما حبه سرٌ ، إعلانْ

فيه قد كانت مملكتي
عاشت خالية الأحزانْ

اما الأرض عليها ولدت
تُثمر من أبهى الأفنانْ

قد كان هناك بها سكني
بيتٌ فيه وجدتُ حنانْ

ولأروي ما صار هناك
قد زلزل أقوى الأبدانْ

ما حدث بعد يد الشرِ
لم يُبقي شيئًا لعيانْ

فإذا نظرت إليه الآن
لن تبصر فيه ما كانْ

أما الحلم فأصبح واقع
بقيودٍ تتبع سجانْ

يفتك بطشًا يمضي سعيا
قلبٌ خالي من الإيمانْ

يرمي بريئًا يأخذ شيخا
بذريعة دعوى وبطلانْ

يعطي حُكمًا بئِس الحاكِم
يمضي في نشر الطغيانْ
•••••••••••••
وهنالك تلقى ظُلما
لشبابٍ حُرِم الحريّة

في السجن تراه بلا تهمة
أو حتى من غير قضيّة

لا يقوى أن ينهض أبدا
من شدة جور وأذيّة

من جسدٍ أعياه تعبٌ
قد مُسّ بأيدٍ وحشيّة

لم تترُك للروح مقاما
لم تبقى ذممٌ بشريّة

قد سقطت كل مبادئ
بل هانت قِيمٌ خلقيّة

صار القتل لديهم ديدن
بل أضحى دُربًا يوميّة

في طرق التعذيب تفنُن
قد رسموا خططًا تبعيّة

إن عزموا تبرئة منافق
اتهموا بريئًا وبسريّة

يعدوا بطشا يمحوا أثرا
حتى يُخفوا أيّ هويّة

هذا والكل بهم يعلم
من أعمال إجراميّة

بنفوذ قد سلكوا نهجا
وأباحوا الفُحش علانيّة
•••••••••••
يُكتم نَفَسٌ تُحبس نَفْسٌ
وبظلم تُطلق أحكام

يُؤخذ قسرا يدخل أسرا
لا يدري ما كان يقام

قد حال الحول عليه
بل أمضى فيه الأعوام

يُنسى فيه وما من ذاكر
قد رُفعت عنه الأقلام

يحيا فيه كأنه ميت
فالميت يحيا بسلام

أما حياةٌ، تلك ممات
كبتٌ عجزٌ واستسلام

لن يرتاح بها أو يرقد
روحه ملأتها الأسقام

تعذيب يتجرع مُرا
فيسيغ كؤوس الآلام
•••••••••••
فإذا أطلق من محبسه
من هرمٍ قد صار مُسنا

تيهًا والأرض بها عبثا
يبحث عما خال وظنا

ما قد كان له ملجأ
و الأرجاء له سكنا

في يومٍ كان له بلد
قد كان هناك الوطنا

يعجب مما ترى عيناه
من بشر سيمتهم ودنا

أشباه الاحياء تراهم
فالبنية تشكو الوهنا

والهم طعام وشراب
غمٌ قد أخلف ردنا
•••••••••••

فإذا وصل الى مرتعه
لم يجد الأهل إذا رحلوا

اما في سفرٍ أو موتٍ
أو في منفى له قد نُقلوا

أما النساء فهنَّ سواءٌ
نفس الحال إذا ارتُحِلوا

فالأسر إليه أُخذوا
والإخوان لهم ذلّوا

لا يأبه أحد لمصيرٍ
لا ردٌ حتى إن سُئلوا

فالآذان بها صممٌ
والأفواه لها قد قفلوا

كبلهم حُمقٌ مستشري
ويمينًا أرداها شللُ

باعوا أنفسهم بخيانة
ثوب العار به قبِلوا
•••••••••••
أما الطفلُ فهو الآخر
قد لا ينجو من تنكيل

جرمًا يشهدُه شاهد
زورًا من غير دليل

ليساق إلى السجن صغيرا
فيباد ضعيفاً وذليلْ

إهمال نزعٌ لحقوق
آفاق ينعدم سبيل

وفؤادًا ضعضعه قهرٌ
خوف ٌوبكاءٌ وعويل

من ثقل الأحمال تأذى
والكاهل تعِبٌ وعليل

جمرا يتوسد وبخيبة
قد عانى والصبر قليل

•••••••••
الله لنا خير معينٍ
لا يغفل عن حالٍ أبدا

سبحانه ربُ الأرباب
هو وحدهُ نعبده فردا

لا يشكو له عبدٌ أمرا
إلا كان له قد رصدا

وسندعوه بقلبٍ خاشع
أن يرسل منه مددا

ينقلب السحر على ساحر
حتى يتعظ إذا صدا

ينتصر الحق بلا ريبٍ
ونعيش العيش الرغدا

فالله سيعلي الاسلام
كي يشرق بالمجد غدا
•••••••••
خذ دمعي وجرعات الألمِ
كالحبرِ بها أختم ردي