سورة الحجرات، تفسير لغوي وشرعي

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 8 من 8

العرض المتطور

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,307
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: سورة الحجرات، تفسير لغوي وشرعي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    تكلمنا المرة الماضية معرَّفين معنى كلمة (سورة) لغويًا وفقهيًا، ومعنى كلمة (الحجرات)...

    واليوم نتابع وإياكم بإذن الله تعالى...
    كثير منا إذ يقرأ، يهتم فقط بتبيان الحروف وإعطائها حقها، وبالمعنى العام الواضح لما يقرأه، من دون أن ينتبه إلى التفاصيل التي يلزم الانتباه إليها...
    سورة الحجرات بدأت بــ(يا)... و(يا) حرف نداء، يُخاطَب به القريب والبعيد على حد سواء، والمهم أن نعلم أن (يا) تفيد التنبيه... لنتخيل أننا في مجلس، في المدرسة مثلًا، ودخل الأستاذ أو المدير، ثم نظر إلينا، وقال: (يا)... فإننا تلقائيًا ننتبه إليه، لنعلم أمرين: من ينادي منا، وماذا يريد منه... ولذا نرى في القرآن الكريم (ربِّ) (ربَّنا) (اللهمَّ) دون حرف النداء (يا) لأن الله تعالى لا ينبغي التنبيه بحقه... إلا موضعان ذُكر فيهما حرف النداء هذ اقبل مخاطبة رب العالمين {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا}{وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون}، وفي الموضعين خرج حرف النداء (يا) عن وظيفته الأصلية، فأفاد الاستنكار لفعل هؤلاء القوم، لا النداء...

    نرجع إلى سورة الحجرات، الله تعالى ابتدأ بالنداء {يا أيها الذين آمنوا} لنذكر قول ابن مسعود رضي الله عنه، أنْ إذا سمعنا الخطاب القرآني {يا أيها الذين آمنوا} فهو إما خير تُؤمَر به، وإما شرتُنْهى عنه، فأرعه سمعك، واستمع إليه لما فيه من الخير.
    وبقراءتنا الآية الكريمة، نرى أن بعد هذا النداء، نهي عن أمر: {لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم}... فما هو هذا التقديم؟
    التقديم هنا له معنيان، الأول هو السَّبْق، أي لا تحاولوا أن تستبقوا بأوامر الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، كمن يستبق شهر الصيام رمضان فيصوم أيامًا قبله ويصلها به... أو يصوم يوم الشك... فهذا ليس من باب التقوى بل من باب التقديم بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد نهينا عنه...
    (لا تنسوا الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما ذُكِر، خوفًا أن يقع أحدنا في وصف أنه البخيل، وأنه قد رغم أنفه، ولما في الصلاة عليه من الحسنات بإذن الله تعالى، ويكفينا أن أولى الناس بشفاعته يوم القيامة أكثرهم صلاة عليه).
    والمعنى الثاني للتقديم، يشمل المعنى ويتجاوزه إلى ما هو أشد وأقسى، فهو ليس مبالغة في أداء الفرائض فحسب، بل إنه كذلك محاولة التلاعب بآيات الله وأوامره ونواهيه، والابتداع في الدين ما ليس منه، كما نرى في كثير من الطوائف الإسلامية اليوم (ولسنا نتكلم عن أحد بعينه)، والمصيبة أن يبدأ من يقدم بين يدي الله ورسوله بالجدال دفاعًا عما يبتدعه في الدين!
    وبعد هذا النهي يأمرنا الله تعالى {واتقوا الله} والتقوى ليست مجرد كلام باللسان، أو أن يقول أحدنا أنا أتقي الله، بل هي إحساس بالخوف والخشية من الله تعالى في حال رأينا أننا في ظرف نستطيع به فعل السيئات ولا أحد يرانا أو يلومنا مثلًا...
    وتُختم الآية ببيان بعض صفات الله تعالى {إن الله سميع عليم}، وفيها التحذير لمن قد لا يستجيب إلى النهي عن التقديم بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم...
    والله تعالى أعلم.



    التعديل الأخير تم بواسطة أ. عمر ; 7-6-2018 الساعة 01:14 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...