نموذج من النمط الإيعازي: (نص لجبران خليل جبران، من كتابه النبي، تم طرحه في دورة 2013 العادية، فرع الثانوي الثالث إنسانيات):
وتكلمتِ المطْرَة ثانية فقالَت:
وماذا تقول في الزواج، يا معلِّم؟
فأجابها قائلًا:
لقد وُلِدْتُم معًا ذكرًا وأنثى، ومعًا ستبقَونَ إلى الأبدِ،
وأجنحةُ الموتِ البيضِ، وإن بدَّدَتْ أيامكم، لن تستطيع أن تفرِّقَكُم.
أجل، وستكونون معًا حتى في صمتِ ذاكرة الله.
ولكنْ ليكنْ في اتصالكم فرجةُ انفصال،
وليكنْ هنالكَ مجالٌ لرياح السماء أن ترقص في ما بينكم.
أحبُّوا بعضكم بعضًا،
ولكن حذارِ أن تجعلوا من الحبِّ قيدًا.
بل ليكن حبُّكم بحرًا مائجًا ضمنَ شواطئِ نفوسِكم.
وليملأِ الواحدُ منكم كأس رفيقه،
ولكن من غيرِ أن يشرب الاثنان من كأس واحدة.
ولْيُعْطِ واحدُكُمُ الآخرَ من خبزِه،
ولكنْ من غيرِ أن يأكلَ الاثنانِ من الرغيفِ عينه.
غنُّوا، وارقصوا، وافرحوا معًا، ولكن ليبقَ كلُّ واحدٍ منكم على حِدة،
كما تبقى أوتار القيثارةِ على حدة إذ هي تهتزُّ معًا بنَغَمٍ واحد.
جودوا بقلوبكم ولكنْ من دون أن تأتمنوا سواكم عليها.
فما من يدٍ تتسع لقلوبكم إلا يد الحياةِ.
وقفوا معًا، ولكن من غير أن يلتصق واحدكم بالآخر.
فأعمدة الهيكل تتساند ولا تتلاصق.
والسنديانة والسَّرْوَةُ لا تنمو إحداهما في ظلِّ الأخرى،
وإن هما نَبَتَتَا في تربة واحدة.

توظيف النمط الإيعازي في هذا النموذج (بإعدادي الشخصي):

أ_ بروز صيغ الأمر والاقتضاء: ليكن في اتصالكم فرجة، ليكن هنالك مجال لرياح السماء، أحبوا بعضكم بعضًا، ليكن حبكم بحرًا، ليملأ الواحد منكم كأسه، وليُعْطِ واحدكم الآخر، غنوا، ارقصوا، افرحوا، جودوا...
ب_ أسلوب النهي: من غير أن يشرب الاثنان من كأس واحدة، من غير أن يأكل الاثنان من الرغيف عينه، من دون أن تأتمنوا سواكم عليها، من غير أن يلتصق واحدكم بالآخر...
ج_ التحذير: حذارِ أن تجعلوا من الحب قيدًا.
د_ العلاقة المباشَرة بين المرسِل والمتلقي، عبر بروز ضمائر المخاطَب: ولدتُمْ، سبتقَونَ، أيامكم، تفرقكم، ستكونون، اتصالكم، أحبوا، تجعلوا، منكم...
هـ_ وظيفة الكلام التأثيرية من الكاتب إلى القراء، كونه يؤدي دور النبي الذي يسعى إلى نصح قومه وتوجيههم وإرشادهم بأمور الزواج، بأسلوب الوعظ والتنبيه والتحذير.