الواقع أننا مهما كانت علاقتنا بالشخص الآخر قوية، يبقى من الصعب غالبًا أن تثق به كما تثق في نفسك..
فهل الأصوب أن يختار المرء الوقوف مع الآخر مهما كان الأمر رغم علمه باحتمال كونه مذنبًا، أم يختار السلامة والنجاة بنفسه مع علمه باحتمالية كون الآخر بريئًا (مما قد يشكل خيانةً بشكلٍ أو بآخر لهذا الآخر)؟
من الصعب أن يقرر المرء أمرًا كهذا دون أن يعيشه، ولكني لا أظن أن أمجد قد أخطأ، فالتعامل مع الناس ينبغي أن يُبنى على الثقة أساسًا وإن كانت الأحوال تغيرت، ومن يدري قد يسبب موقفٌ كهذا تغييرًا في نفوس من عايشوه وينشر بالتالي الثقة في التعامل بين الناس أكثر من ذي قبل.. لعل من الأفضل أن نقف مع متهمٍ قريبٍ منا وإن ثبتت التهمة عليه لاحقًا على أن نقف ضده (أو نتخلى عنه على الأقل) ثم تظهر براءته لاحقًا..
ومع ذلك يبقى القرار صعبًا، وأتساءل إن كان أمجد ثبت على مبادئه أم تخلى عنها بعد أن خذلته..
شاكرة لك مرورك وطيب كلامك..
هذه نظريةٌ مثيرةٌ في الواقع، لسببٍ ما ذكرتني بنظرية البقاء للأصلح والانتقاء الطبيعي، التي ترى أن تطور عالمنا الذي جلب الرخاء والصحة والعلاج لكل الفئات هو في الواقع يؤذي العالم أكثر مما ينفعه، وأنه من الأفضل لو بقي الأصلح فقط ومات من لا يقدر على مواجهة العالم، فبهذا تصبح الأجيال أفضل وأكثر صحةً جيلًا بعد جيل، ويكون عدد البشر متناسبًا مع موارد الأرض..
شخصيًا لا أرى فرقًا بين هذه النظرية وبين ما فعله هتلر وإن كانت النظرية لا تقتل العاجزين مباشرة، نعم قد تؤدي التضحيات إلى عالمٍ غير متوازنٍ من الناحية المنطقية المجردة، ولكن العلاقات والمشاعر جزءٌ من عالم البشر، ولن يبقى كما هو إن أخضعناه للنظريات الجافة..
جزيل الشكر لمرورك وتعقيبك والمميز..
نعم للأسف بات الناس يسعون وراء مصالحهم وحسب..
العودة لتعاليم الدين الحنيف فيها تهذيبٌ لكل جوانب حياتنا وتعاملاتنا مع الناس، ولكن قلّ من يتبعها الآن للأسف..
جزيل الشكر لمرورك وردك..
المفضلات