وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

كما ذكر من سبقني، فإن الأمر لا يعدو كونه انحلالًا أخلاقيًا ينافي الفطرة السليمة..

لا يمكن اعتبار الأمر مرضًا سوى إن كانت هنالك مشكلة عضوية حقيقية، أما ما سوى ذلك فهو محاولة لشرعنة الشذوذ..

إن كان هنالك من يعاني من شعورٍ حقيقيٍّ كهذا ضد إرادته فهو قد تعرض بالتأكيد لضغوطٍ نفسية أو مشاكل في أسرته أو مجتمعه أو بيئته أدت به إلى هذا وعليه أن يخضع للعلاج النفسي كما ذكرت في موضوعك..

أما تقبل الأمر باعتباره حالةً طبيعية الوجود وأن هذا الشعور المنافي للفطرة يعبر عن حقيقة الشخص فهذا مما لا يمكن قبوله.. ولا يُعتد هنا بالعلم طالما لا توجد مشكلةٌ عضوية، فالكثير من الأفكار الفاسدة يتم تمريرها وفرضها باسم العلم، كالدارونية ونظريات فرويد النفسية المنحلّة.. حقيقة الأمر هو سعي المجتمع الغربي نحو تقنين وشرعنة الشذوذ باسم الانفتاح وتقبل الآخر، واستخدام العلم وسيلةً لذلك بأن يجعلوا من الأمر طبيعةً بشرية بدلًا من كونه انحلالًا أو مرضًا نفسيًا يحتاج إلى علاج وشجاعة لمواجهته (حتى إن هنالك من يدعي الآن وجود ثنائيي الاتجاه، أي أنهم لا يمانعون أن يكون شريك حياتهم ذكرًا أو أنثى طالما هنالك حب!! هل هذه حالةٌ طبيعيةٌ أيضًا؟!!)

وأختم بحالةٍ شاهدتها بنفسي لفتاةٍ أظن أن محيطها أقنعها بانعدام أنوثتها بسبب شكلها وبنيتها الجسدية، فكانت تلبس كالرجال، وتتحدث كالرجال، وتتحرك وتتصرف كالرجال.. كانت تعمل حارسة أمن في منشأةٍ نسائية وكانت محبوبةً ممن حولها.. وضبطتها إحداهن مرة تحاول وضع أحمر الشفاه فبدأت بالسخرية منها ووتوجيه عبارات الاستهزاء القاسية بحجة المزاح! وما كان من صاحبتنا سوى مسح شفاهها بحرج وهي تحاول أن تبرر بإحراجٍ شديد أنها كانت تجرب فقط، آلمني أنها شعرت وكأنها ضُبطت بالجرم المشهود.. هي تتمنى تحرير الفتاة في داخلها ولكن مجتمعها أعطاها قالبًا وكون عنها صورةً لم تعد تستطيع محوها..