لوحة الشر

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: لوحة الشر

مشاهدة المواضيع

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,305
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي لوحة الشر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أحببتُ مشاركتكم هذه القصة التي كتبتها من حوالي ربع قرن (فقط)!

    وأتمنى أن تنال رضاكم!


    لوحة الشر (قصة قصيرة)

    الألم...

    الحزن...

    الإحباط...

    الكآبة...
    كل هذه المشاعر السلبية سيطرت على نفس الشاب هادي...
    هادي الذي ارتكب أسوأ خطأ في حياته، حينما أطاع رأي أصدقائه، وتزوج وهو ما يزال في التاسعة عشرة...
    كان يظن أنه قد بلغ قمة السعادة، ثم لم يلبث أن أفاق على الحقيقة المرة...
    زوجه لم تكن مجرد (قطة) وديعة، كما كانت والدته تصفها...
    بل كانت قطة (برية) متوحشة، تسلطت عليه وأحالت حياته إلى جحيم، مستغلة ضعف شخصيته...
    واليوم، يبلغ الإحباط ذروته في نفس هادي...
    الحلم الذي ظل يراوده منذ طفولته يقترب الآن، وهو عاجز حتى عن تحقيقه..
    مسابقة مفتوحة في الرسم...
    الرسم الذي برع فيه منذ صغره...
    بل وتفوق فيه...
    ولكن الرسم يحتاج إلى الهدوء...
    وأعصابه مهتاجة...
    ونفسه مضطربة...
    كما أنه لا يعرف ما الذي سيرسم حتى الآن...

    _ ما الذي تفعله؟
    ألقت زوجه بسؤالها بشماتة ساخرة، فَرَدَّ متضايقًا:
    _ أفكر في ما سأرسم ل...
    قاطعته بضحكة عالية، قبل أن تقول بتهكم لاذع:
    _ الرسام العظيم يفكر؟! ومتى كان لك عقل لتفكر به؟! حسنًا يا هادي دافنشي، فكر وارسم، ها ها ها...
    وغادرت الغرفة، فتمتم هادي بمرارة:
    _ هكذا هي دومًا، تستفز مشاعري، و...
    بتر عبارته بغتة ليصيح:
    _ المشاعر! كيف نسيت ذلك؟!

    بلغ صياحه مسامع زوجه، فهتفت ساخرة:
    _ الرسام العظيم سيرسم مشاعره، يا لها من تجربة طريفة!! ها ها ها...
    لم يتضايق هادي هذه المرة...
    بل لم يسمع زوجه من الأساس...
    فلقد كان ذهنه ينطلق بعيدًا...
    مع سنوات الطفولة.


    _ وأفضل ما في زميلكم هادي، أنه لا يرسم الشيء كما يراه، بل كما يشعر تجاهه، لنأخذ مثالًا على ذلك، الشجرة التي رسمها، كلنا نستطيع رسم شجرة! ولكننا لا نحس بالروعة والانبهار إلا حينما تتجسد مشاعر الفنان في لوحته، وهذا ما فعله هادي، رسمه مبهر، بل ويخيل إلينا أنها شجرة حقيقية للوهلة الأولى، احرصوا على رسم مشاعركم دومًا.
    بهذه الكلمات، امتدحه أحد أساتذته قديمًا...
    ومع تذكره ذلك...
    عرف هادي ماذا سيرسم...
    ولكن ليس كما يراه حتمًا...
    بل كما يشعر تجاهه...
    وبكل الصدق.


    حصل هادي على المركز الأول...
    فَجَّرَت لوحته إعجاب النقاد...
    ورعبهم كذلك!!
    وهذا أقل ما توصف به...
    أنها مرعبة للغاية...
    اسمها يدل عليها...
    (لوحة الشر)...
    وفي معرض الرسم، تدافع الصحفيون والنقاد لإلقاء الأسئلة على هادي، لمعرفة ما تمثله هذه اللوحة المرعبة بالتحديد؟!
    وتصايح بعضهم بحماسة شديدة:
    _ أنا أعرف، أكيد ديناصور منقرض!
    ثم خرج أحدهم بنظرية مفادها أن اللوحة تمثل (إبليس)!!
    ولكن هاديًا استنكر ذلك كله...
    وقال:
    _ لا بد للفنان أن يرسم مشاعره، لا ما تراه عيناه فحسب.
    وصدَّق كلامه أحد النقاد:
    _ بالضبط، فلقد شعرنا برعب حقيقي ونحن نرى لوحتك هذه، نفس ما شعر به (مايكل أنجلو) وهو ينحت تمثال العبد، إذ أثار التمثال رعبه، فلم يكمل نحته.
    تابع هادي بــــــ(فخر):

    - أنا من جهتي نقلت ملامح امرأتي -بكل مشاعري اللاهبة تجاهها- إلى الورق لأجسده لكم في اللوحة هنا!!
    واتسعت عينا المرأة بغضب رهيب...
    واتسعت عينا هادي بخو... بشجاعة رهيبة
    واتسعت عيون الناس بشماتة رهيبة...
    وبدأ الناس كلهم يركضوا هاربين مبتعدين وهم يقهقهون...
    لقد خلعت المرأة حذاءها، و...
    وبدأت تلعب به (كرة سلة)...
    والسلة كانت رأس زوجها المسكين!!



    تمت بفضل الله تعالى
    الكاتب: عمر قزيحة





  2. 3 أعضاء شكروا أ. عمر على هذا الموضوع المفيد:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...