مجاملة (قصة ساخرة) بقلمي: أ. عمر

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 7 من 7

مشاهدة المواضيع

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,306
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي مجاملة (قصة ساخرة) بقلمي: أ. عمر

    قصة مجاملة
    قصة ساخرة _ إنتاج العام 1998م


    ارتشفت الحاجة رابعة رشفة من فنجان الشاي في استمتاع، ثم أطلقت تنهيدة ارتياح قوية...
    فعلى الرغم من موجة البرد التي سيطرت على الطقس في الأيام الماضية، أتى اليوم دافئًا يبث النشاط في الأجسام والقلوب...
    وهذا ما شجع السيدة رابعة على الجلوس في الشرفة، تتأمل الناس وحركتهم المستمرة...
    فجأة، شعرت رابعة بالحنين إلى أيام الشباب...
    أيام كانت تسير لساعات وساعات...
    من دون كلل أو ملل...
    أفاقت رابعة من شرودها مع تلك الكلمات التي سمعتها...
    كلمات مجاملة تتدفق من بين شفتي شاب لمخطوبته الحسناء...
    وامتلأت نفس العجوز بالمرارة...
    كانت جميلة في يوم من الأيام...
    وكان خاطبها يجاملها...
    واستمر يفعل بعد زواجهما...
    لسنوات وسنوات...
    لكن، مرت سنوات أطول وأقسى، لم تسمع خلالها كلمة مجاملة واحدة من زوجها...
    وغادرت الشرفة باكية مولولة...
    ليفاجأ بها زوجها تصرخ: "أخبرني، هل تراني قبيحة يا حسن"؟
    ظن حسن أن أحدًا قد سبها...
    ثم اتسعت عيناه ذهولًا واستنكارًا حين تابعت: "لم لا تجاملني يا رجل"؟!
    تمتم في حيرة: "ولكننا لسنا شبابًا، وللعمر حقه، و..."
    قاطعته وهي تبكي بعنف: "إذًا فأنت تراني عجوزًا شمطاء! كنت أعلم ذلك"!!
    أسرع يهتف: "غير صحيح، أنت في نظري صبية وجميلة، أجمل من في الدنيا".
    هتفت بسعادة جارفة: "حقًا؟ أتنطق صدقًا"؟!
    أجابها بحزم: "بالتأكيد".
    تلاشت سعادتها في لحظة، وهي تسأله بارتياب: "لم لا تجاملني إذًا"؟!
    تصبب العرق على وجه المسكين...
    إنها لم تعد في العشرين...
    ولا الثلاثين...
    أو حتى الأربعين...
    بل إنها في السبعين!!
    فبم سيجاملها؟؟
    وكان الجواب عسيرًا...
    جدًا.

    شعرت السيدة هناء بالدهشة وهي تستقبل رابعة في بيتها...
    وبانت دهشتها واضحة في صوتها: "أهلًا يا رابعة، لم أتيت؟ أعني أننا نادرًا ما نراك خارج بيتك، فكيف.."؟
    قاطعتها رابعة فجأة: "أنا سعيدة جدًا، لقد جاملني حسن اليوم"!
    اتسعت عينا هناء دهشة، فيما كررت رابعة: "أشعر بالحياة تسري في جسدي، أنا سعيدة جدًا جدًا".
    سألتها هناء بفضول بالغ: "وماذا قال لك"؟
    تراقصت ابتسامة حالمة على شفتي رابعة وهي تجيب بنشوة: "قال لي يا (قطتي) الصغيرة الحبيبة"!!
    وكادت عينا هناء تغادران محجريهما.


    تمت بحمد الله

    الكاتب: عمر قزيحة

    تمـــــت بحمـــد الله تعــالـــى

  2. 4 أعضاء شكروا أ. عمر على هذا الموضوع المفيد:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...