نص: (لبنان)
اللبناني كريم العِشرة، لطيف الحديث، يخدم ضيفه بيده، ولكنه لا يتدنى، يحتفظ بكرامته، يجمح كالفرس الجموح إذا أحسَّ باحتقار، وويل إذ ذاك لمن أثار الأسد في عرينه.
رسا جبله بين البحر الأبيض، والسهول الواسعة الخضراء، والبراري المقفرة الجرداء. فكم من مدنيَّة مَرَّت من دونه، وكم من أمم وقفت عند أقدامه، فكان الصلة بين السهول والبحار، بين المغرب والمشرق، فجمع بينهم وعرَّف الواحد بالآخر، ولا يزال.
ثم إن لبنان شاعر، ومن لا يكون شاعرًا إذا سكن لبنان؟ إذا أصبح وكحَّل عينيه ببهاء صنين، تنبعث من ورائه أشعة الشمس، وتنشَّق عطر الأزهار المنتشرة في أودية الجبل ووهاده، ونظر إلى البحر الأزرق، والسماء الصافية الأديم، وأشرف على تلك القمم المزينة بالمعابد والقبب والأجراس، وتظلَّل بظل الأرز المرتفع في الفضاء.
يوسف غصوب _ أخلاق ومشاهد