5_ النمط التفسيري: لئن كانت غاية النمط البرهاني الأساسية تتمثل في الإقناع، ما يدعو الكاتب إلى استخدام أدوات التوكيد المنوعة للدفاع عن رأيه الشخصي، فإن النمط التفسيري ليس له من غاية سوى إخبارنا بمعلومات معينة، بتطور الطب في العالم مثالًا، بالمخاوف من التقدم العلمي واحتمال نشوء حرب عالمية ثالثة، بمشكلة عمل الأطفال في الشوارع بدلًا من أن يكونوا على مقاعد الدراسة، وبالتالي من المؤكد أن الكاتب، في النمط البرهاني، يُبدِي رأيه، غير أن الكاتب، في النمط التفسيري، حيادي، يقدِّم المعلومات بتجرُّد، وربما يُبدِي رأيه وربما لا يفعل، ولكن، حتى لو أبدى رأيه، فإنه يبديه عرضًا، من دون الدفاع عنه، وإثبات صحته، أو عرض الرأي المخالِف ليثبت خطأه.
ومؤشرات النمط التفسيري، إذًا، هي الآتية:
أ_ حيادية الكاتب.
ب_ ضمير الغائب.

ت_ أسلوب الشرط.
ث_ الأسلوب الخبري.
ج_ أدوات الربط المتعلقة بالسبب والنتيجة والتفصيل.

ح_ الأفعال المضارعة التي لا ترتبط بزمن معين.

وما نقصده بوصف الأفعال المضارعة بأنها (لا ترتبط بزمن معين)، أن ما يذكره الكاتب في عرضه إشكالية الموضوع، هو أمر متكرر، كأن يقول (يلجأ بعض الأمهات إلى مراقبة بناتهن بأسلوب مستفز)، أو أن هذه الظاهرة الاجتماعية التي يبحثها الكاتب، قابلة للتكرار إذا تكررت ظروفها، كأن نقول مثلًا (يرتبط عمل الأطفال في الشوارع بضعف حالة الأهل المادية)، إذًا، عمل الأطفال في الشوارع لا يرتبط بالزمن الماضي، أو الحاضر، أو المستقبل، بل إنه قابل للحصول في أي زمان كان، إذا لحظنا ضعف حالة الأهل المادية، وإذا شعر التلميذ بأنه لا يقدر على تحديد هذا الأمر، فليكتفِ بذكر المؤشر (الأفعال المضارعة)، من دون الوصف اللاحق (التي لا ترتبط بزمن معين)، وإن كان هذا المؤشر (الأفعال المضارعة التي لا ترتبط بزمن معين) من أساسيات مؤشرات النمط التفسيري في المرحلة الثانوية.

وفي بعض النصوص يتمازج النمط التفسيري بالبرهاني، ولكننا نستطيع تحديد النمط الغالب منهما عبر دراسة مؤشرات كل نمط، ونقدِّم هذا الجدول المقارن بين النمطين:
[TABLE="class: MsoTableGrid"]
[TR]
[TD]النمط التفسيري
[/TD]
[TD="width: 355"]النمط البرهاني
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="width: 355"]حيادية الكاتب
[/TD]
[TD="width: 355"]- وجود رأي للكاتب في النص.
- عرض الرأي المخالِف وإثبات خطئه.
- تقديم الشواهد الواقعية.

[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="width: 355"]الأسلوب الخبري
[/TD]
[TD="width: 355"]إثبات الكاتب رأيه باستخدام أدوات التوكيد (الأسلوب الخبري المؤكد).
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="width: 355"]ضمير الغائب[/TD]
[TD="width: 355"]ضمير المتكلم
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="width: 355"]أسلوب الشرط
[/TD]
[TD="width: 355"][/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="width: 355"]أدوات الربط المتعلقة بالسبب والنتيجة والتفصيل[/TD]
[TD="width: 355"]أدوات الربط المنوعة
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="width: 355"]الأفعال المضارعة التي لا ترتبط بزمن معين[/TD]
[TD="width: 355"]الأفعال المضارعة
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]