وأقدِّم هنا، فقرة صغيرة حول النمط الإيعازي، لنرصد ما فيها من المؤشرات وشواهدها، كما سأقدِّم، لاحقًا، نصًا سرديًا، أختمه بفقرة إيعازية، وذلك في بند النماذج التطبيقية. وإذًا، لنحاول، أيها الطلاب، استخراج مؤشرات النمط الإيعازي من هذه الفقرة:
اذكر أمَّك.
يا ولدي، مهما كبرْتَ لا تنسَ أمَّك، اذكر فضلها عليك، وتذكر كم سهرت الليالي لأجلك، لا تغضبها، هل تظن نفسكَ قد أصبحتَ رجلًا إذا عصيتَ أمرها؟ من قال لك إن جلوسك مع أمك كي تنال رضاها انتقاص من رجولتك؟ اعلم أنها تخاف عليك أن تؤذيك نسمة الهواء الرقيقة، تحمَّل كلماتها حتى لو بَدَت لك ثقيلة التنفيذ، وإياك ثم إياك أن تُظْهِر تَذَمُّرًا أمامها، لا تُحَطِّم قلبها الحنون الرقيق، احضنها كما حضنَتْكَ طفلًا، أمسك بيدها في عجزها، كما أمسكَتْ هي بيدك ضعيفًا، لا تغفل عن الجنة، هلَّا تذكرتَ أن الجنة تحت أقدام الأمهات؟ لولا تطيع والدتك لتشعر بكل السعادة في حياتك، ألا تعتقد أن الأم هي أفضل البشر على وجه الأرض؟ احذر غضب والدتك عليك، ولا تنسَ أن طريق السعادة الأول ابتسامة أمك ودعاؤها لك، حفظك الله من كل سوء، وأرشدك طريق الصواب والفلاح.
الأستاذ عمر قزيحة: 1_ 4_ 2018م


إذًا، أول ما نستخرجه في مؤشرات النمط الإيعازي، مؤشرا الأمر والنهي، ثم نبحث في سائر المؤشرات حول أكثرها وجودًا وشواهد في النص، لنسجله وفق العدد المطلوب منا استخراجه من المؤشرات ضمن نص السؤال.
ومؤشرات النمط الإيعازي هنا في هذا النص هي الآتية:
أ_ الأمر: اذكر، تذكر، اعلم، تحمَّل، احضنها، أمسك.
ب_ النهي: لا تغضبها، لا تحطِّم قلبها، لا تغفل، لا تنسَ.
ت_ الاستفهام: هل تظن نفسكَ قد أصبحتَ رجلًا إذا عصيتَ أمرها؟ من قال لك إن جلوسك مع أمك كي تنال رضاها انتقاص من رجولتك؟
ث_ التحضيض: هلَّا تذكرتَ أن الجنة تحت أقدام الأمهات؟ لولا تطيع والدتك لتشعر بكل السعادة في حياتك، ألا تعتقد أن الأم هي أفضل البشر على وجه الأرض؟
ج_ التحذير: وإياك ثم إياك أن تُظْهِر تَذَمُّرًا أمامها، احذر غضب والدتك عليك.
ح_ الدعاء: حفظك الله من كل سوء، وأرشدك طريق الصواب والفلاح.

نلحظ أننا أغفلنا ذكر النداء كمؤشر هنا، بخلاف النص السابق، وذلك لأن نص (ماريا) فيه الكثير من جمل النداء، بينما في هذا النص لا نجد سوى جملة نداء واحدة فحسب، لذا، يكون التركيز على سائر المؤشرات الأغنى بالشواهد.