إتْعّدَى على وَادْ هَرْهَارْ و ما تِتْعدّاش على واد ساكِت


إتْعّدَى: مُرَّ من المُرور
وَادي هَرْهَار: الذي يحدث صوتا بجريانه وتحرّكه
ما تِتْعدّاش : لا تمُر
واد ساكِت : وادي ساكن هادئ


ترجمته: مُرَّ من على وادي دائم التحرّك و الهيجان أكـثر أمــانا من أن تمُرّ من على وادي ساكن لأنه قد يخفي مفاجآت


فالوادي «الهرهار» مكشوف، يعلن عن اتجاه جريانه، ويدلّ بذلك على عمقه وفروعه وما يحتويه ويفيض من جوانبه بما يساعد المارّ على التعامل معه بالحذر المطلوب ومن ثمّة مجاوزته والمرور منه دونما أخطار وهذا على خلاف الوادي الساكت الذي لا يكشف عن أي ملمح من ملامحه، بما يجعله مصدرا لكلّ المفاجآت غير المتوقعة



يستعمل المثل بين الأفراد للتحذير من الرّجل أوالمرأة الهادئة أوالساكتة لا بالمعنى المعروف للهدوء والسكوت اللّذان يقترنان بمعاني الحكمة في سياقات أخرى وإنما الصمت بما هو سلوك يتستّر به صاحبه مضطرّا أوعن قصد. في هذا السّياق فإن الشخّص الذي يتكلّم وينفعل ويغضب ويعبّر عن دواخله وأفكاره يكون مكشوفا أمام أصدقائه وخصومه أيضا وبهذا المعنى فإنّه أكثر أمانا من الشخص الذي يتخفّى وراء حجاب الهدوء والصمت، فالثاني مجهول الطبيعة والنوايا، لا نعرف ما يخفي وما يبطن، لا نعرف أصدقاءه وخصومه، ولم يتح لنا مجالا لنتعرّف على أفكاره التي تعتمل داخله وبهذه الملامح فهو شخص ينبغي الحذر منه