ذكرى؟!

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: ذكرى؟!

مشاهدة المواضيع

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,305
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي ذكرى؟!

    ذكرى؟!

    أتذكر ذلك اليوم؟

    كان يومًا من أيام الشتاء الباردة

    الهواء في نسماته ريح عاصفة، فما بالك بالرياح الروامس؟

    كنتَ في غرفتك مسترخيًا في سريرك تبحث عما يخفف إرهاق أنفاسك
    وكنتَ إلى أصوات غضب الشتاء منصتًا، ولأسرار تبوح بها الطبيعة مصغيًا
    أتذكر ذلك اليوم أم اندثرت الذاكرة بك في مسرى الزمان حتى لتتلاشى أحاسيسك؟
    أتذكر ذلك اليوم؟ بلى! إنك له لذاكر، ولستَ لما حدث إذذاك بناكر!
    اسمع معي! صوت خطواتها يتعالى، وبانفعالها تدخل، وفي يدها ما لم تتوقع رؤيته قط!
    أتذكر ذلك اليوم إذ تنظر إلى أصابعها التي تتميز بألق بالخط الأحمر الفريد؟
    إن بردك يتلاشى، لكأنما أسرار الطبيعة باتت كتابًا مكشوفًا لا يستحق منك الاهتمام
    إن الأمطار المنهمرة خارجًا توقفت في مسمعك، لكنها تؤذن بالانهمار في عينيك
    إن جسمك يرتعد، لا مما يحيط بك من عواصف الطبيعة، بل لهدوء عواصف الزمان
    شفتاك ترتجفان تأثرًا، وصوتك يخرج في غمغمة باهتة ضعيفة
    لا تفهم أنت ما تهمس به لك نفسك التي أرهقها جراح السنوات الطوال

    أتذكر ذلك اليوم أم أنك قد نسيتَه؟
    لا! بل إنك تتناسى!

    تتناسى ذكرى ظننتَها لحياتك بلسمًا ولجراحك مأتمًا
    أتذكر ذلك اليوم إذ علمْتَ فيه جاهلًا أن حياتك، بأمر ربك، ستنقسم!
    سيكون فيها من يتطفل على راحتك ويشاطرك أوقات عملك وفراغك!
    أتذكر ما أدركت أنه حاصل حكمًا في ذلك اليوم، ومع ذلك به كنتَ فَرِحًا سعيدًا؟
    كنتَ تظن أمورًا فرضَها حقائق الحياة بِدَورَةِ أيامها واستمرار أعوام حياتك فيها
    أتذكر ذلك اليوم؟ أتذكره؟ كان يومًا ظننتَه بدء حياة جديدة، بكل معنى الحياة وبأرقى مفهوم التجدد...
    لكنك ما ظننتَ يومئذٍ أن حياتك لن تعود كما كانت!
    وإن كنتَ قد أيقنتَ بعدها أن حياتك لن تستمر كما كانت!
    فما كان هذا التجدد المرتقب سوى عدمٍ في عالم العدم...
    وما كانت هذه الحياة الجديدة المنتظرَة إلا عدمًا في حياتك مستديمًا!
    أتذكر يا صاحبي ذلك اليوم؟
    أتذكر... لكنْ، أي يوم هذا الذي ستذكره؟!

    أنا لا أتذكر! أنا لا أعلم!
    دعنا نَنْسَ ذلك معًا، ولنعتبره وهمًا مررنا به أو كابوسًا في منام الحياة
    أتعتبر ذلك فرارًا من مواجهة الحقائق القاسية الجارحة؟
    صدقني يا صديقي، لا فارق!
    فاستيقاظ أعيننا أو نومها أمام طعنات الحياة لن تنقص من مرارتها شيئًا ولن تزيده!

    وإذا فتحتَ عينك أو أغمضتَها...
    ستظل روحك محلقة في فضاء الغيوم الحالكة، سابحة في أعماق البحار المظلمة!

    وسيظل كيانك هناك يحيا...
    سيبقى وجدانك مدركًا أن حياتك الجديدة المنتظرة ما كانت إلا عدمًا مستديمًا!!

    أتذكر يا صاحبي ذلك اليوم؟ أتذكر؟... أي يوم هذا الذي ستذكره؟
    أنا لا أتذكر! أنا لا أعلم!
    دعنا نَنْسَ ذلك معًا، ولنعتبره وهمًا مررنا به أو كابوسًا في منام الحياة
    أتعتبر ذلك فرارًا من مواجهة الحقائق القاسية الجارحة؟
    صدقني يا صديقي، لا فارق، فاستيقاظ أعيننا أو نومها أمام طعنات الحياة لن تنقص من مرارتها شيئًا ولن تزيده!
    وإذا فتحتَ عينك أو أغمضتَها... ستظل روحك محلقة في فضاء الغيوم الحالكة، سابحة في أعماق البحار المظلمة!
    وسيظل كيانك هناك يحيا... سيبقى وجدانك مدركًا أن حياتك الجديدة المنتظرة ما كانت إلا عدمًا مستديمًا!!


    (عمر قزيحة: 31_10_2019م، الساعة: 11:20 ليلًا).












  2. 4 أعضاء شكروا أ. عمر على هذا الموضوع المفيد:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...