تعيس بئيس! (الحلقة الأولى)
الكاتب: عمر قزيحة _ عام 1999م.
مرحبًا بكم...
تعيس يحييكم...
هذا ليس اسمي...
بل صفتي...
أو اللعنة التي لازمتني...
دعونا نبدأ بداية طبيعية...
اسمي (حسام)..
وقد سبق أن التقينا..
وسأذكركم متى بعد قليل...
في معرض الحديث عن تعاستي...
لا شك في أنكم تتلهفون على متابعة ما حدث معي...
ولن أبخل عليكم بذلك...
بداية اللعنة كانت في يوم حافل بالواجبات المدرسية والمسابقات...
واضطررت إلى مغادرة البيت لشراء بعض اللوازم التي طلبتها أمي...
وفي طريق عودتي بدأ المطر يهطل...
فاحتميت بعتبة دكان...
لكن المطر اشتد...
والريح عصفت...
وبدا وكأننا في منتصف الليل...
وطال انتظاري...
إنما دون فائدة...
زاد المطر ...
وقويت العاصفة...
وبداخلي كانت عاصفة أخرى...
بل إعصار يحمل اسم (مدرسة)...
ولذلك غادرت مكمني...
وأخذت أعدو نحو البيت، شاعرًا بأنني لن أصل إليه إلا وقد تحولت إلى (اسفنجة) يسهل عصرها!!
وما زاد الموقف سوءًا تلك السيارة التي مرت مسرعة لتفرغ ماء بركة موحلة في وجهي...
وأكثر ما واجهته في رحلة الرعب هو أنني انزلقت والتوت قدمي بشدة...
والأدهى أنه وفور وصولي إلى البيت، توقف المطر بغتة!!
الوصف الذي أجمع عليه أهلي كلهم أنني مثل (الصوص) الذي سقط في بركة مياه...
المهم أنني استبدلت ملابسي، واندسست في فراشي أقرأ من أجل المدرسة...
وبجواري وقف ابن شقيقتي _ ويبلغ أربع سنوات_ يروي لي قصة دخوله المستشفى...
وبسبب الواجبات والمسابقات المتراكمة لم أُعِرْه انتباهًا، إلا حينما قال "ورفع الطبيب الإبرة وغرسها في يدي هكذا"...
هذا لأنه حمل في يده إبرة كبيرة، لا أدري من أين أتى بها، و...
وغرسها عن آخرها...
في راحة يدي اليمنى!!
تابعوا معنا.
ملحوظة: "الصوص" في اللهجات الشامية هو "الكتكوت" في لهجة أهل مصر، ولا أعرف ما تسميته في دول أخرى!
ملحوظة ثانية: كل أحداث هذه الحلقة خيالية لم تحصل لأي شخص أعرفه.
المفضلات