المدوّنة المعرفيّة السوليدية ~

[ منتدى نور المعرفة ]


النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    الصورة الرمزية S O L I D

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    1,865
    الــــدولــــــــة
    الجزائر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Etoile Icon المدوّنة المعرفيّة السوليدية ~


    محاكاة بالحاسوب للمجال المغناطيسيّ المحيط بكوكب الأرض. الخطوط الزرقاء/البرتقالية تمثّل
    خطوط المجال المغناطيسيّ (تشكّل ما يُسَمّى بالطيف المغناطيسي). جميع الكائنات الحية
    التي تقطن الأرض تدين بحياتها لهذا المجال، لأنه يحميها من الرياح الشمسيّة القاتلة.

    -

    تحيّة عابرة للأماكن والأزمان، معطّرة بعبق الإسترات، كبيرة بحجم درب التبّانة،
    فريدة كفرادة الصفر بين الأرقام: سلام الله عليكم آل المعرفة ورحمته وبركاته ~

    هذا الموضوع سيكون مساحتي الخاصّة في قسم نور المعرفة (على شاكلة مدوّنتي التصميمية
    في قسم التصميم)، سأشارككم فيه بمنشورات معرفيّة وعلمية متنوّعة. هذه الأخيرة قد تكون
    اقتباسات من كتب وَروايات، مقاطع ومراجعات أفلام ووثائيات، وتأمّلات تدور في فلك الفيزياء
    والكيمياء والكونيّات والأحياء والتاريخ وغيرها من فروع العلم والمعرفة الإنسانيّة.

    سأحاول أن أجعلَ حجمَ المشاركات مناسباً: بدون إطناب مُملّ أو اختصار مُخِلّ.
    كما أنّي سأتحرّى البساطة والعموميّة قدر الإمكان، وأتجنّب التعقيد والتخصّص، لأنّ هذا الموضوع
    مُوجَّه بدرجة أولى إلى القارئ غير المتخصّص، والذي آمُلُ بأن يكون -القارئ- مهتمّاً بإثراء رصيده
    المعرفيّ، وأن يتدارك النقصّ في مهاراته الملموسة في ممارسة العلم بمجموعة من المزايا:
    مثل الفضول والحدس والصّبر والتأنّي في قراءة النصوص العلميّة.

    يمكنكم المشاركة في الموضوع سواءً للاستفسار، التعقيب، الإضافة أو التصحيح،
    جميعُ مشاركاتهم مُرَحّبٌ بها! إنّ هذا الموضوع هو حوارٌ بيني وبينكم، ويكون قد بلغ هدفَه
    إذا أُتيحَ لهذه المشاركات أن تُنمّي اهتمامكم بالأفكار والمفاهيم العلمية وتثري خلفيّاتكم
    المعرفيّة، وتكون حافزاً لكم للبحث والإطلاع والتوسّع أكثر وأكثر.


    كونوا بالقرب ~


  2. 6 أعضاء شكروا S O L I D على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2

    الصورة الرمزية S O L I D

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    1,865
    الــــدولــــــــة
    الجزائر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: المدوّنة المعرفيّة السوليدية ~




    "الأصل" (Origin) هي آخر رواية من تأليف الكاتب الأمريكي الغنيّ عن التعريف "دان براون".
    الرواية بشكل عامّ مثيرة ومليئة بالغموض والتشويق، وتحتوي على العديد من المعلومات
    التاريخية والفنية والعلمية والدينية المثيرة للاهتمام، وأتوقّع بأنها ستنجح في الوصول
    إلى السينما ويتم تجسيدها في فيلم سينمائيّ كعادة مؤلفات بروان.

    تدور أحداث الرواية حول فكرة محوريّة واحدة: الصراع التاريخي المحموم بين العلم والدين.
    كما تتناول العديد من السياقات التي تناقش أصل ومستقبل الإنسان. إذا أعجبتك المؤلفات
    السابقة للكاتب، فإن هذه الرواية الأخيرة ستعجبك هي الأخرى بلا شك.

    أثناء قراءتي لرواية "الأصل" مررتُ على هذا النصّ المقتبَس أسفله، حيث يتحدّث فيه الكاتب
    على لسان شخصيات الرواية (إدموند وَلانغدون) عن النهضة العلمية التي كانت مزدهرة
    إبّان حكم الخلافة العباسية في بغداد. شاركتُ هذا الاقتباس بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية
    العامَ الماضي، لأنه يصف تأثير اللغة العربية على المصطلحات العلمية الحديثة.


    "وتحوّلت الصُّوَر في السقف إلى رسمٍ لمدينة مسوّرة قديمة، مدينة دائريّة تماماً تقع على ضفاف
    نهر يجري في الصحراء. عرف لانغدون على الفور بغداد القديمة، بمخططها الدائريّ المُدَعّم بثلاث
    جدران متّحدة المركز تعلوها الشرفات وأبراج المراقبة.

    قال إدموند: 'في القرن الثامن الميلاديّ، برزت بغداد كأكبر مركز علميّ على وجه الأرض،
    واستقبلت جميع الديانات والفلسفات والعلوم في مدراسها ومكتباتها. وعلى مدى
    خمسمائة عام، تدفقت الابتكارات العلمية من المدينة على نحوٍ لم يشهد له العالم مثيلاً،
    ومازال تأثيرها ملموساً حتى اليوم في علومنا وثقافتنا المعاصرة'.


    في الأعلى، عادت النجوم إلى الظهور، والكثير منها مع أسمائها: إبط الجوزاء (Betelgeuse)،
    رجل الجبار (Rigel)، ذنب الدجاجة (Deneb)، العقرب (Acrab)، المنطقة (Almintaca)..
    'وجميع أسمائها مشتقة من اللغة العربية. وحتى هذا اليوم، يحمل أكثر من ثلثي نجوم
    سماء الليل أسماءً عربيّة الأصل لأنها اُكتُشِفَت على أيدي علماء فلك من العالم العربي'.
    سرعان ما شعّت السماء بعدد كبير من النجوم ذات الأسماء العربية، حيث أوشكت
    أن تحتجب خلفها، ثمّ تلاشت الأسماء مجدّداً من صفحة السماء.

    'وبالطبع، إذا أردنا أن نعدّ هذه النجوم: V، IV، III، II، I ... توقفت الأرقام فجأة واختفت.
    قال إدموند: 'فإنّنا لا نستخدم الأرقام الرومانية، بل الأرقام العربيّة'. بدأت الأرقام بالظهور مجدّداً
    باستخدام نظام الترقيم العربي: 1، 2، 3، 4، 5 ... 'ربّما ستعرفون أيضاً أنّ هناك الكثير
    من المصطلحات التي تُنسَب إلى علماء مسلمين، ومازلنا نستخدم أسماءها العربية'.
    ظهرت كلمة الجبر (Algebra) في السماء، محاطة بسلسلة من المعادلات الرياضية
    ذات المجاهيل، وأتت بعدها كلمة الخوارزمية (Algorithm) مع مجموعة متنوّعة من الصِّيَغ.
    ثمّ أتت كلمة السّمت (Azimuth) مع رسم بيانيّ يصوّر زوايا على أفق الأرض.
    وتتابع سيل الكلمات: الكيمياء (Chemistry)، شيفرة (Cipher)، الإكسير (Elexir)،
    الكحول (Alcohol)، صفر (Zero)...

    ومع تتالي الكلمات العربية المألوفة، فكّر لانغدون كم أنّه من المأساويّ أن يتخيّل الكثير
    من الأمريكيّين مدينة بغداد كواحدة من مدن الشرق الأوسط المغبّرة التي تمزّقها الحروب،
    كما تظهر في نشرات الأخبار، من دون أن يعرفوا أنها كانت في ما مضى مركز التقدّم العلميّ الإنسانيّ."


    وهذا اقتباس آخر يصف فيه الكاتب التطوّر العلميّ السريع الذي نعيشه ونلمس آثاره المباشرة اليوم:

    "استغرق البشر ما يزيد عن مليون سنة للتقدّم من اكتشاف النّار إلى اختراع العجَلَة،
    ثمّ احتاجوا إلى بضعة آلاف من السّنين لاختراع المطبعة، ولم يمضِ سوى مائتي عام بعد ذلك
    حتى صنعوا التلسكوب، وفي القرون التي تلَت ذلك، وعلى فترات زمنية أقصر من ذي قبل،
    انتقلنا من المحرّك البخاريّ البدائيّ إلى محرّكات السيارات الحديثة، ومن ثمّ إلى المكّوك الفضائيّ!
    ولم يلزمنا بعد ذلك سوى عقدين من الزمن لنبدأ بتعديل حمضنا النووي (الهندسة الوراثية).

    نحن نقيس الآن تقدّمنا العلميّ بالأشهُر، ونتقدّم بسرعة مذهلة. ولن يمضيَ وقت طويل
    قبل أن يبدوَ أسرع جهاز كمبيتور خارق في يومنا هذا قديمَ العهد، وتصبح الوسائل الجراحية
    الأكثر تقدّماً بربريّةً، وتبدو مصادر الطاقة التي نستخدمها في عصرنا غريبة علينا،
    تماماً مثل استخدام شمعة لإنارة غرفة!"




  4. #3

    الصورة الرمزية S O L I D

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    1,865
    الــــدولــــــــة
    الجزائر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: المدوّنة المعرفيّة السوليدية ~



    مقارنة بين الأرض وثلاث كواكب تقع خارج النظام الشمسيّ، أي أنها تدور حول نجوم أخرى. صور الكواكب الثلاثة غير حقيقية،
    تمّ اكتشافها منذ بضع سنوات بالتلسكوبات المحمولة على الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكيّة ناسا.



    إذا كنتَ تعتقدُ بأنّ نظامنا الشمسي هو النظام الوحيد الموجود في الكون، يجدر بك أن تعيد النظر في هذا الاعتقاد!
    مبدئيّاً، كلّ نجمة تراها في سماء الليل هي عبارة عن نظام شمسيّ! بمعنى آخر، كلّ نجم يمتلك مجموعة من الكواكب والمذنبات
    تدور حوله في أفلاك شبه دائرية، بنفس الطريقة بالضبط التي تدور بها الأرض والمريخ والمشتري وبقية الكواكب حول الشمس.

    أوّل من خرج بهذه النظرة الثورية والشموليّة للكون هو "جوردانو برونو": راهب وفيلسوف إيطالي عاش خلال القرن الـ 16 الميلاديّ.
    اعتنق برونو النظرية الهيليومركزية لِكوبرنيكوس، القائلة بأنّ الأرض ليست مركز الكون وأنها كوكب يدور حول الشمس.
    ذهب برونو إلى أبعد من ذلك عندما افترض بأن نظامنا الشمسي هو واحد من عدد لانهائيّ من النظم الشمسية المنتشرة
    في الكون. كما افترض بأنّ بعض الكواكب التي تدور حول النجوم الأخرى زاخرةٌ بالحياة ولا تختلف عن الأرض في شيء.

    لعلّ أفضل وصف لهذه الفكرة هو كلمات برونو نفسه:

    " يوجد عدد لا نهائيّ من الشموس وعدد لا نهائيّ من الأراضي التي تدور حول شموسها بنفس الطريقة التي تدور بها
    الكواكب السبعة حول شمسنا. نحن قادرون على رؤية الشموس فقط لأنها كبيرة جدا ومضيئة، في حين أنّ الكواكب التي
    تدور حولها تظلُّ غير مرئيّة لنا لأنها صغيرة جدّاً ومعتمة. الكثيرُ من هذه العوالم التي لا تعدّ ولا تُحصى صالحٌ للعيش مثل أرضنا تماماً."

    ويقول أيضا:

    "كوبرنيكوس كان محقّاً عندما افترض بأنّ عالمنا ليس مركز الكون. إنّ الأرض تدور حول الشمس مثل أيّ كوكب آخر.
    ولكن كوبرنيكوس هو مجرّد البداية! أمّا أنا فسأطلعكم على الحقيقة الكاملة: إنّ النجوم هي شموس ملتهبة
    مكوّنة من نفس المواد الخاصّة بشمسنا، ولكلّ منها كواكبها المائية الزاخرة بالنباتات والحيوانات
    التي لا تقلّ شأناً عن تلك الموجودة في أرضنا."

    لم يحتفظ برونو بنظرته الجامحة عن الكون لنفسه، بل عمل على نشرها والتبشير بها في جميع أنحناء إيطاليا،
    وبما أنّ أفكاره هذه كانت ضد تعاليم الكتاب المقدس القائلة بمركزية الأرض وتميّزها عن بقيه الأجرام السماوية،
    فإنّ محكمة التفتيش التابعة للفاتيكان ألقت عليه القبض بتهمة الكفر والهرطقة، وفي النهاية تمّ إعدامه حرقاً.

    كان افتراض برونو غير علميّ، لأنه كان مبنيّاً على الحدس وقناعات دينية. ولكن اليوم، بعد أكثر من 4 قرون
    من إعدام برونو، أثبت العلم بأنّه كان محقا بالفعل، فقد تمّ اكتشاف آلاف الكواكب التي تقع خارج
    المجموعة الشمسيّة، أي أنها تنتمي إلى مجموعات شمسية أخرى. كما أنّ جائزة نوبل
    في الفيزياء لعام 2019 مُنِحَت للفلكيّين الذين اكتشفوا أوّل كوكب تابع لنجم آخر غير الشمس
    (كان هذا الاكتشاف في تسعينيات القرن الماضي). من جهة أخرى، لم يتمّ التأكد حتى الآن
    من فرضية وجود حياة، فضلا عن كونها عاقلة، على هذه العوالم البعيدة.





    الحلم الذي غيّر حياة برونو إلى الأبد وألهمه بنظرته الجامحة عن الكون. المقطع مقتبس من الحلقة الأولى
    للوثائقيّ الشهير والرائع Cosmos، أنصح بمشاهدته بشدّة!



المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...