المشهد الختامي

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: المشهد الختامي

مشاهدة المواضيع

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,307
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي المشهد الختامي

    المشهد الختامي!
    الكاتب: د. عمر قزيحه

    حيَّةٌ وحيَّةٌ!
    أختان على طرفَي نقيض
    إحداهما طويلة بأنياب حادة بارزة
    وأخرى قصيرة بأنياب حادة كذلك غير أن أنيابها مخفيَّة
    وشرورها مستترة خلف مظهر الملاك الطاهر
    والطهر منها بريء براءة الذئب الذي اتهمه أناس قديمًا بأنه أكل أخاهم وترك على قميصه آثار الدماء!

    حيَّةٌ وحيَّةٌ
    أختان على طرفَي نقيض!
    رغم أن هدفهما واحد
    رغم أن مرادهما لا ينقسم ولا يتجزأ
    إلا أنهما لا تطيقان بعضهما!
    كلتاهما من أختها تغار ومن مرمى عينيها تبتعد بُعدًا شديدًا
    أختان اختلفت قلوبهما واتفقت عقولهما بمسار السم اللعين في أعماقهما
    وما بينهما طفلة حائرة في ظلام النهار الذي تغمره أشعة الضياء
    فكيف الحال بها في حلكات الدجى الليلية!
    ودموع تسيل وضلوع ترتجف ومشاعر تنتفض!
    وأحاسيس تبكي تبكي!
    والأنياب تحاصرها في كل زوايا الأمان في حياتها فلا تجد فرارًا من الخوف إلا إلى الخوف!
    مشاعرها أوهامًا تنتفض وأحاسيسها آلامًا تبكي تبكي!
    إنها دموع المناجاة وأوجاع المناغاة المفقودة
    وأب يسعى ليلًا نهارًا يريد حماية طفلته من الأفاعي...
    يبتغي أن ينقذها من الحيَّة الغائبة التي تركتها ومضت
    يريد أن ينجو بها من الحيَّة الحاضرة التي باعتها رخيصة بلا ثمن
    ويفشل الأب في مساعيه!
    وتخسر الطفلة روحها ويبقى الأب عاجزًا حتى عن دفنها
    سيبقى جسدها ماثلًا في ذاكرة الزمان ولن تطويه صفحات التراب بعيدًا من البصر والبصائر
    فالحيَّتان التقتا أخيرًا على تباغضهما!
    وزحفًا نحو الأب تتقدمان... ولا يجد الرجل لنفسه مناصًا إلا الفرار
    غير أنه فَرَّ بعقله إلى عالم الأوهام!
    أما جسمه فما يزال في موضع الخطر ومكامن الردى
    وما عساه يفعل؟
    وما بِيَدِهِ أن يقدم لابنته التي ارتمت أمام عينيه جثة هامدة لا حراك فيها؟
    ربما يكون عزاءه الوحيد أن جسدها سيبقى ماثلًا في ذاكرة الزمان ولن تطويه صفحات التراب بعيدًا من البصر...
    ومن البصائر...
    على حدٍّ سواء!!

    في الثاني من شهر شباط/فبراير، عام 2020م: الساعة: 12:36 دقيقة بعد منتصف الليل.

  2. 3 أعضاء شكروا أ. عمر على هذا الموضوع المفيد:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...