ابتسم وأنت في الجحيم !

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    الصورة الرمزية الجاثوم

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    610
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي ابتسم وأنت في الجحيم !



    النور الذي ينبعث من آخر النفق، ليس إلا توهج قطار يندفع نحوك،
    راكبه الوحيد حتفك، مسافرًا من قطرٍ إلى قطر يبحث عنك،
    يرجو ملامسة أطرافك الدافئة بالحياة ليشعرها ببرودة الموت ...

    وها أنت تلهث نحوه وكلُّك أملٌ في أنه مخرجك نحو النور و نحو الحرية،
    ظَّانًا أنه نهاية هته الوحدة التي أكلت الظلام والعمق بنهم

    ولكنك الآن جثةٌ زرقاءُ الطّلة
    تفوح منها روائح العفن
    مكشوفة للهواء والشمس ..

    ولكن لابأس بذلك أليس كذلك؟
    فأنت الآن حيث تريد في الهواء الطلق معروضٌ بسخاءٍ للطبيعة
    وهاهي الديدان تستقبلك بحفاوة،
    تتكاثر بسرعة في أحشاءك و تخرجُ أفواجًا أفواجًا
    تتراقص حول نار تتأجج
    في مهرجان وليمتها المهولة التي لاطالما انتظرتها بشغف...

    يبدو أن طعمك كان لذيذًا
    رغم أن الدّابة التي يكثر شقاؤها في الحياة يكون لحمها قاسيًا ومرًا ..

    عليك أن تكون سعيدًا وملؤُك الغبطة و الفرح لأنك في عالم آخر،
    لا يوجد فيه ألم لايوجد فيه مسؤوليات ولا يوجد فيه قوي يأكل الضعيف
    بأي حق من الحقوق أو أي ذريعة،
    هذا لو تغاضينا عن عذاب القبر و يوم الحساب
    وعن جثتك باذخة التحلل فأنت في مكان أفضل ..

    هذا الإنفصال ليس سيئًا حقا لكنه مجرد انتقال وارتحال.

    هذا النور الذي ينبعث من آخر النفق،
    بفعل نار الموقد التي تحترق فيه أحلامك وآمالك وسنواتك الجحاف ..

    وسيخبو اللهيب شيئا فشيئا بعد أن يأكل بجشع كلك
    من أطرافك إلى آخر فكرة في رأسك

    ولكن !

    سينبثق من رمادك عنقاء لا تعرف كيف تحط على الأغصان
    عشها بين الغيوم
    وتنافس الشمس في ذر النور على الأرض ..

    فابتسم حتى وأنت في الجحيم.


  2. 2 أعضاء شكروا الجاثوم على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2

    الصورة الرمزية كونان المتحري

    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المـشـــاركــات
    445
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ابتسم وأنت في الجحيم !

    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته


    ما شاء الله !!!، لديكم قدرةٌ رائعة على استخدام الرموز و الإيحاءات

    قد تكون السطور قليلة في عددها و لكن بين السطر و الآخر تظهر تساؤلات تُثار في عقلي لتزيد من وزنها و هذه ميزة تثير الدهشة و الإعجاب معاً

    لا أعرف سر الشعور المظلم الذي انتابني و أنا أقرأ

    هل سببه ذلك النفق المظلم و النور القاتل في طرفه الآخر كأملٍ زائف؟!

    أم تراه الجثة البائسة التي قدمتموها وليمة للديدان؟

    أو هو ذلك الموقد الذي ظهر لاحقاً ليحرق كلما تبقى منها و مما قد تحويه مادياً و معنوياً؟

    لكن للغرابة الشديدة ينطلق رمز الديمومة و الخلود بعد كل هذه المصائب التي مرَّت على ذلك المسكين

    مع العلم أنَّ العنقاء ستعيد حرق نفسها كما تقول الأسطورة

    ربما يكون استخدامها متعمداً لهذا الغرض تحديداً

    و إن كنتُ لا أعلم هل الموت الذي ذكر هنا هو الموت الفعلي أم هو الشدائد الذي قد نمر بها مراراً و تحطمنا ثم تقوينا

    و إن كان ذكر عذاب القبر تحديداً - أعاذنا الله و إياكم منه - يشير لكونه موتاً بالمعنى المتعارف عليه


    كل التوفيق لكم و لقلمكم المتميِّز و نأمل قراءة المزيد

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...