(19)

ذائقة الموت


الفصل الأخير


إستيقظ والدي ولا يزال نومه ثقيلا لم يكد يفهم ما أقوله ، كانت ليلة رهيبة مهما وصفتها لا أفي بماشعرت به قلت له أشعر بأوجاع أريد الذهاب إلى الطبيب لو سمحت إهتف لعمّي يأتي بسيارته لأني لا أقدر على المشي،عارضني في الأول تركته في غرفته وعُدت إلى غرفتي أنتظره ،مضت ساعة ولم يأتي ،وفي ذلك الوقت وأنا أغوص عميقًا في أنين الألم متكئا على فراشي أنزل الله الرؤوف الرحيم السَكينة فغلبني النُّعاس بعض الوقت ثم إستفقت وعدت لوالدي وجدته يستعمل حاسوبه لا أدري عما يبحث قلت له سأموت يا أبي أجد لي سيّارة توصلني إلى العيادة قال لي اليوم يوم أحد وحدها المستشفيات مفتوحة كان الجميع حينئذ يخاف الذهاب إلى المستشفى لبداية ظهور الإصابات فكان النّاس في حالة رعب وأخيرا تحرّك والدي ذهب لمنزل عمي القريب من منزلنا فلم يجده كان في ضيعته عندما صدر قرار الحجر الصحّي الشامل ومنع التنقل
بين المدن والقرى ، لم يكن لي خيارا إلا الذهاب على قَدماي بعد 200 متر مشيا قال لي أبي لا داعي للذهاب إلى المستشفى فلنحاول علّنا نجد عيادة مفتوحة
قطعت كيلومترين مشيا لأصل لعيادة طبيب عام كفؤ وهو أحد الأطبّاء اللذين دلّني عليهم صديق
الطفولةوابن جيراننا عند منزل جدّي ،غير أننا وجدناه مغلقا ،ذهبت إلى محل تمريض لقياس ضغط الدم فوجدت الضغط مُرتفعًا بعض الشيء ،عدنا إلى المنزل ماباليد حيلة فقط الصبر والتصبّر قدر الله نافذُ في الإبتلاء عساه طهورًا ،كفّارة للذنوب

عدت بألمي ووجعي ماديّا ومعنويا خُذلت وأنا في
أمسّ الحاجة

إلى الغير قريبا أم بعيدا، من هاتفناهم كانوا مرعوبين كرعب بعض المسلمين أمام التَّتر وجدتُ نفسي أمام قدري

في المساء عاودتني الأوجاع بعدما سكنت بعض الشيء نفس الأعراض تتزامن مع بعضها البعض وفي نفس التوقيت إرتفاع في الحرارة ،واحمرار في الوجه والأذنين وألم في المعدة طال اللّيل وأنيني متواصل
في الغد ذهبت إلى الطبيب الذي ذهبت إليه يوم الأحد لكني وجدته مغلقا فذهبت إلى الطبيب الآخر
كان يُدخل المرضى فُرادى مع تنظيف اليدين بالمطهّر الكحولي كانت في مكتبه شاشة تريه سائر الغرف كان مرعوبا هو الآخر حتى مُعاينته كانت في بضع دقاىق لكن أكثر حرفيّة بمراحل على الطبيب "خلدون"
قال لي لديك ضغط رهيب أربك الجسم ولديك حرقة في المعدة وارتجاع معدي مريئي، أمدّني بأدوية
أعانتني قليلا ثم عادت الإرتجاجات في كل غفوة !!!!
منذ 18 مارس 2020 إلى غاية 5 ماي2020 ذهبت إلى أربعة أطبّاء منهم الخاص والعام زيادة لبعض التحاليل في بعض المخابر ،أطبّاء ليس لهم همّ إلاّ المال أظهر جشعم الوباء

في كل مرة تأتيني أعراض جديدة من جرّاء الضغط الذي انبثق عنه الإنفعالات والأعصاب ولرُبما من بعض الأدوية التي كانت قويّة على جسمي الهزيل المُنهك من قلّة الأكل والنوم وكثرة التفكير والقلق وحرق الأعصاب بغضب طارئ مع مُنبّهات كالقهوة السوداء القويّة
الحمدلله على ماقدر وقضى لك الحمد ربي مِلئُ أرضك والسماء حمدا ً يليق بوجهك وعظيم سلطانك

وفي الإبتلاء دروس نتعلّمها وعبر نستخلصها في أحلك الأوقات تظهر معادن الرّجال ،
زميلتي في الدراسة تلك الفتاة المثقّفة "شُرطيّة إسكوتلاند يارد " كما كنت أطلق عليها لم تكن تدرس في الجامعة حينئذ وليس لها تخصّص في علم النفس ولم تتعرّف عن بعض أعماقي وهي تجلس معي في نفس المقعد الدراسي في كامل العام بل عندما كانت تراقبني عن بعد قبل أن تدرس معي أمّا هؤلاء فهم كسراب بقيعة؛

هي نقاء الأرواح وصفاء الطويّة هي العلاقات الإنسانيّة في أسمى معانيها حين تُعطّر الذّات بأزكى عطور الدنيا فتُضفي على القلب بصيرة،،،،


تمّت بحمد الله

******



جزيل الشكر والإمتنان ووافر الثناء وجميل العرفان لمن سمح (ت) لهذه النصوص أن تُنشر في هذا الصرح الطيب ولكل من مرّ من هُنا بهدوء أو بصخب


دمتم بخير