(13)
بلا عنوان
عدنا الى الثلاثي الثالث من الدراسة واقتربت إمتحانات البكالوريا،أعدت رواية آلام الشاب فرتر لـِإعتدال ووضعت فيها دفتري بدون إيداع ولا رجوع وفيه إقتباسا من الرواية " خيُر للبشر لو كفُّوا عن تقليب ذكريات الأحزان الغابرة بخيالهم المُتّقد ، بدلاً من تحمّل حاضرهم بصبرٍ و طمأنينة ، و لكنّ الله وحده يعلم لماذا جبل النّاس على هذا"
وتمضي الأيّام سريعًا كلّها تحضير ومراجعات بنسق كثيف وإنتباه للأساتذة وكانت مراجعاتنا يوم السبت في مكتبة المعهد كما هي لم تتغيّر
مرّ العام سريعًا بنهايته تنتهي قصّة زميلة ليست كالزميلات على مدى سنواتي الدراسية ذكرتها هنا تشريفًا لها كبداية ولو مُطوّلة وتوطئة للفصل الثاني الذي يتحدّث عن ذائقة الموت ،،،،،
آخر يوم في الإمتحانات بعد نهاية اختبار مادة التفكير الإسلامي قالت لي : يوم سكبت علي ماتيسّر من مياه معدنيّة ولم أرد أي فعل قلت لك أن ماقمت به له رمزيّة أوّلتها وسأقولها لك آخر العام الدراسي وقد أكون مخطئة وقد حان أوانها : "كأنك أردت أن تسقي وردة جميلة !"
مرّت بضعة سنوات إلتقيت بصديقتها الحميمة الوفيّة سألت عن أحوالي، سألت عن أحوالها وانتظرت مني أن أسأل عن صاحبتها غير أني فعلت مثلما فعل الشاعر العراقي عبد الوهاب البيّاتي عندما إلتقى بأخ إبنة الجيران التي أحبّها ورحلت لمدينة أخرى لا يعلمها ومن ذلك اليوم لم يرها تحدّث مع أخيها عن أحواله وتحاشى أن يسأله عن المدينة التي يسكن فيها وأخّص الخصوص عن أخته عائشة بكبرياء المُحب أمّا أنا فمنعني السؤال عنها كبرياء الصديق!
يتبع بمشيئة الرحمن
المفضلات