ذائقة الموت

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 20 من 24

الموضوع: ذائقة الموت

العرض المتطور

  1. #1

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت



    (10)

    العالمة الآتية من السّواد


    ليست
    "ميانو شيهو/هايبرا آي" وإنما هي هذه الفتاة التي كانت تشبه شيهو خلقة وطبعا غير أنّ إعتدال لها قصب السبق في الحياء، سكبت عليها مايقرب عن خمس لترات من الماء البارد وفي شتاء قارص ذات شهر ديسمبر ولم ترد أي فعل مُشين !


    حادثة تركتها وراء ظهرها ،وبعودتنا يوم الإثنين كان أوّل أيّام الأسبوع المغلق فيها نقوم بالفروض التأليفية ثم يليها أسبوع لإصلاح الفروض وإرجاع مواضيعنا مع الأعداد ثم تأتي على إثرها عطلة الشتاء
    في ختام آخر يوم قبل بداية العطلة وقبل أن يُدقّ ذلك الجرس المُفزع ليعلن نهاية الحصّة ،كتبت لي عبر دفترها الأنيق ذي اللّون القزوردي مايلي : " أبهرني تصرّفك بأنّك لم تعتذر عمّا حصل أمام المسجد وأنا سعيدة بذلك،تصرّفك كان في جًزئه طفوليّ لكن في جزء كبير منه يرمز لشيء لا أقدر أن أكشفه الآن قد يكون آخر يوم في الدراسة غير أن تأويلي له أشعرني بغبطة !
    أعلم أنّ مثلُك لا يضرُّ أحدا حتى وإن غضبتَ "



    عند خروجنا تمنّيتُ لها عطلة طيّبة هي وصديقتها وتركت لي رواية
    "ذاكرة الجسد" لأحلام مستغانمي على أن أعيدها بعد العطلة التي تمتدُّ لأسبوعين


    يتبع بمشيئة الرحمن





  2. #2

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت



    (11)

    أمل وألم!!



    عند إنتهاء عطلة الشتاء والعودة إلى الدراسة والثلاثي الثاني لم يتغير البرنامج أعدت الرواية مع الشكر وعدنا لأيام السبت في مكتبة المعهد بين المراجعات حسب برنامج المقرر وبين التحليل النفسي رغم قصر مدته بكلمات وجيزة إلا أنه كان بليغا في الدقّة
    أوشكت بل أصبحت أشكّ بأن هذه الفتاة عفريت من الجن!!

    أمام مبدئي الرئيس "رفقًا بالقوارير" كان لزاما عليّ أن لا أصُدّها ولا أقطع الحبل خصوصًا أني وجدت نفسي أمام قيمة من القيم النبيلة :الصداقة التي تجمع فتاتين في أرقى معانيها
    فقد ترجتّني صديقتها مرارا دون علم صاحبتها بأن أبقى كما أنا بنفس الصورة التي رأتني فيها قبل عام مضى وهذه الأيّام
    مع مرور الأيام حدث أن ذهبت إلى مباراة في كرة القدم مقابلة ودية تجمع فريقي المفضل الترجي الرياضي التونسي والفريق الألماني العريق بايرن ميونخ FC Bayern München في إطار الاحتفالات بعيد ميلاد الترجي الـ 82 وكانت المقابلة في شهر جانفي وليلا
    وتونس العاصمة تبعد عن مدينتي 40 كم والمواصلات آخرها الثامنة ليلا لكن لقدوم هذا الفريق العريق أردت أن لا أترك الحدث يفوتني فكانت "الفاتورة" غالية حيث تعرّضت لنزلة برد حادة ألزمتني الفراش مدة ثلاثة أسابيع

    غياب جعل من زملائي يأتون لزيارتي فعلمت
    إعتدال لمرضي فكانت تزورني كل يوم وتفوت على نفسها الحصص وكانت خالتي من تعتني بي خلال تلك الأسابيع أخذت عطلة عمل بما أنّي أسكن عند جدّي و بفطنة النساء بعد مرور أياّم من مرضي قالت لي خالتي إنّ هذه الفتاة أَتُراها تحبّك ؟ زياراتها يعني أنّها قلقة ويهمّها أمرك !

    وهذا ماتأكدت أنا منه وماقالته لي خالتي ماكان إلّا توكيدًا ، وإضمحلّت المنزلة بين المنزلتين
    كانت هذه الحقيقة متيقن بها منذ أول لقاء وأول الكلمات عبر دفترها القزوردي

    ببساطة
    ..حُبٌّ من طرف واحد
    غير أنّ قبل أيام قليلة من الأسبوع المغلق جاءت يوما على غير ماسبق من أيّام تخفي حٌزنا شعرتُ به لكنّها تجرّأت وقالته لي : "بنهاية السنة الدراسية ستنتقل هي وعائلتها إلى بريطانيا "


    يتبع بمشيئة الرحمن




  3. #3

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت


    (12)


    خُذْ بيَدي أيّها المُستحيل*


    في لحظات صمت باردة كصقيع سيبيريا أخذت دفتري وكتبتُ لها : من روائع ماقالته دجاين أوستن "ما يُزرَعُ داخل أنفُسِنا يَنبُتُ على مَلامِحِنا" وصلت الرسالة...!


    بما أن والدتها اسكوتلنديّة لم تتأقلم كثيرًا في تونس فكان القرار حتميّا بالعودة إلى إيدمبورغ هناك في الشمال الإسكتلندي؛
    كان من المروءة أن أتحرّك وأسعى جاهدًا لإسعادها بما أستطيع فعله و بانتهاء الحصّة الصباحيّة إقترحت عليها وصديقتها أن يكون يوم الأحد القادم رحلة إلى مدينة بنزرت الجميلة شمال تونس العاصمة وقد إقترحت على والديها بما أنّها سبقت وعرّفتني بهما سابقا وزُرتهما في البيت أكثر من مرّة بطلبٍ منها فاستجابا برحابة صدر
    المدينة حتى والدها لا يعرفها كان قد هاجر مُبكرّا وهو شاب إلى أنجلترا ليكمل دراسته في إحدى الجامعات ثم إنتقل إلى اسكوتلاندا،كانت مدينة بنزرت إكتشافًا رائعا لهم قضّينا يوما ممُتعا واتّفقنا أن نعود مرّات أُخر لمدن أخرى تابعة لولاية (محافظة) بنزرت، وقد عدنا وكان نفس الإنطباع لديهم ،أمّا الهدف بقطع النظر عن الترفيه والنُزهة واعرف بلادك وتأريخًا لجميل الذكريات كان بالنسبة لي أن أُضحِك ثغرها في أصعب الأوقات وإن لم أقف أنا بجانبها فبئسَ الصّاحبُ أنا لظلّها

    اقترب الأسبوع المُغلق للثلاثي الثاني والفروض التأليفيّة بحكم أنّها تتقن اللغة الأنجليزية كانت أعدادها 20/20 ورغم أني أجلس بجانبها في القسم تحاول دائما أن تدعني أنقلُ ماتكتبه لكي أتحصّل على عددا جيّدا لكن كنت أرفض وحاولت عبثا مساعدتي في الدروس لكنها لم تفلح


    آخر يوم قبل العطلة أعطتني رواية آلام الشاب فرتر لجٌوته كنت قد قرأتها سابقا أخذت الرواية بألم لأنّي أعرف المحتوى والمغزى،،،،
    عطلة طيّبة !


    يتبع بمشيئة الرحمن

    على الهامش


    *العُنوان إقتباس من قصيدة هُو لاغيرهُ للشاعر محمود درويش




  4. #4

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت



    (13)

    بلا عنوان


    عدنا الى الثلاثي الثالث من الدراسة واقتربت إمتحانات البكالوريا،أعدت رواية آلام الشاب فرتر لـِإعتدال ووضعت فيها دفتري بدون إيداع ولا رجوع وفيه إقتباسا من الرواية " خيُر للبشر لو كفُّوا عن تقليب ذكريات الأحزان الغابرة بخيالهم المُتّقد ، بدلاً من تحمّل حاضرهم بصبرٍ و طمأنينة ، و لكنّ الله وحده يعلم لماذا جبل النّاس على هذا"
    وتمضي الأيّام سريعًا كلّها تحضير ومراجعات بنسق كثيف وإنتباه للأساتذة وكانت مراجعاتنا يوم السبت في مكتبة المعهد كما هي لم تتغيّر


    مرّ العام سريعًا بنهايته تنتهي قصّة زميلة ليست كالزميلات على مدى سنواتي الدراسية ذكرتها هنا تشريفًا لها كبداية ولو مُطوّلة وتوطئة للفصل الثاني الذي يتحدّث عن ذائقة الموت ،،،،،
    آخر يوم في الإمتحانات بعد نهاية اختبار مادة التفكير الإسلامي قالت لي : يوم سكبت علي ماتيسّر من مياه معدنيّة ولم أرد أي فعل قلت لك أن ماقمت به له رمزيّة أوّلتها وسأقولها لك آخر العام الدراسي وقد أكون مخطئة وقد حان أوانها : "كأنك أردت أن تسقي وردة جميلة !"


    مرّت بضعة سنوات إلتقيت بصديقتها الحميمة الوفيّة سألت عن أحوالي، سألت عن أحوالها وانتظرت مني أن أسأل عن صاحبتها غير أني فعلت مثلما فعل الشاعر العراقي عبد الوهاب البيّاتي عندما إلتقى بأخ إبنة الجيران التي أحبّها ورحلت لمدينة أخرى لا يعلمها ومن ذلك اليوم لم يرها تحدّث مع أخيها عن أحواله وتحاشى أن يسأله عن المدينة التي يسكن فيها وأخّص الخصوص عن أخته عائشة بكبرياء المُحب أمّا أنا فمنعني السؤال عنها كبرياء الصديق!


    يتبع بمشيئة الرحمن

  5. #5

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت


    (14)

    آسف على الإزعاج


    رُبّما قد مرّ بكم هذا العنوان يوما ما ،،،نعم هو ذاك! "آسف على الإزعاج" هو فلم لأحمد حلمي على إمتداد 40 دقيقة تشاهد فلمًا كوميديّا فجأة تأتي "الصدمة" تتحوّل وجهة الفلم 180 درجة ،ذائقة الموت (وهو لُبّ الموضوع) في نفس السياق كان الفصل الأوّل بمجموعة نصوص مُطوّلة عن تجربة شخصيّة لإبراز قيمة وإحساس وشعور إفتقدتهم واحتجتهم بقوّة في الفصل الذي سيأتي والمغاير كٌليّا عمّا سبق فكانت ذائقة الموت ،،،،


    يتبع بمشيئة الرحمن




  6. #6

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت


    (15)

    ذائقة الموت

    المشهد الأوّل

    على مايقرب عن خمسة أشهر من شهر أوت/أغسطس 2019 إلى شهر جانفي/يناير 2020 كان لي نسق كثيف،حثيث، أصلُ الّليل بالنّهار آملاً في العثور على بُقعة ضوء تحت هذه الشمس ، مسألة شخصية لي مُدة وأنا أسعى إليها جاهدًا أخذتُ بالأسباب وعملت كلّ ما في وسعي في سبيل تحقيقها لكن في كلّ مرّة أجد الأبواب مؤصدة وزاد في الطّين بلة أن تزامنت الأشهر الأخيرة بظهور جائحة "كوفيد 19" وباء بدء شيئا فشيئا ينتشر كالنّار في الهشيم على كامل أصقاع العالم وأخبار عن وفايات في كل أرض وصلها ووافق مع بداية سنة 2020 أن كانت بوادر أخبار سارة في الأُفق فتحت لي باب أمل غير تلك الأبواب التي أوصدت وكان الإنتظار بشغف عظيم و كانت الآمال كبيرة ومن المفترض أن تتحقق في آخر جانفي ثم بداية شهر فيفري ثم وسطه وآخره، وتلاه شهر مارس وكان الرّجاء كل الرّجاء في الأسبوع الأوّل غير أنّه لم يحدث شيء وبتصاعد وتيرة العدوى وكثرتها بسبب الوباء وتفاقم عدد الوفايات يوميّا من هنا وهناك حلّ الهلع في أنحاء المعمورة وأغلقت كل دولة حدودها برّا وجوّا وبحرا وبدأ العالم في حالة فريدة مُستجدّة دولة تبعتها أخرى في "الحجر الصحّي الشامل" الكل في المنزل لا للخروج ،،،الموت أقرب من شراك النعل!

    يتبع بمشيئة الرحمن




  7. #7

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت


    (16)

    ذائقة الموت

    المشهد الثاني

    بعد مضي عشرة أيام من بداية شهر فيفري/فبراير 2020 بدأت أشعر بحرارة في الجسم لكنها داخلية
    كٌلّما ألمس الفراش أجده ساخنا أو حتى عندما أجلس على الأريكة
    تواصل الأمر كذلك، لم ألتفت لهذه الحالة فعقلي منشغل أيّما إنشغال بما أنتظر تحقيقه
    على أحرّ من الجمر

    مع بداية شهر مارس،و
    مع هذه الحالة ظهرت أعراض أخرى إحمرار في وجهي مباشرة تحت العينين تظهر تارة وتارة أخرى تغيب

    حتى أنّني
    أسأل بوجس بعض أقاربي فيطمّنوني بما أنني لا أحتمل الشمس وأشعتها مع بداية فصل الربيع فربما تكون حساسية لكن تشعّبت الأمور فأصبح الإحمرار في الخدّين كحُمرة الخجل ووصل إلى الأذنين كأنّي أرى دمًا سيتدفّق ويسيل ويخرج كطوفان عظيم كُلّ هذا تحت أعين الأهل والأقارب ومن يراني وأتحدّث معهم
    لا أحد لاحظ أو لمّا لاحظ تساءل ولا أوجس في نفسه خيفة !!!!!!!!،أمّا أنا صاحب الأعراض أشعر بأنّي لستُ بخير
    غير أنّ ذلك الأمر الذي شُغِلتُ به أنْسَاني الألَم الذي تفاقم يومًا إثر يومٍ


    يتبع بمشيئة الرحمن



المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...