ذائقة الموت

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 20 من 24

الموضوع: ذائقة الموت

العرض المتطور

  1. #1

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت


    (12)


    خُذْ بيَدي أيّها المُستحيل*


    في لحظات صمت باردة كصقيع سيبيريا أخذت دفتري وكتبتُ لها : من روائع ماقالته دجاين أوستن "ما يُزرَعُ داخل أنفُسِنا يَنبُتُ على مَلامِحِنا" وصلت الرسالة...!


    بما أن والدتها اسكوتلنديّة لم تتأقلم كثيرًا في تونس فكان القرار حتميّا بالعودة إلى إيدمبورغ هناك في الشمال الإسكتلندي؛
    كان من المروءة أن أتحرّك وأسعى جاهدًا لإسعادها بما أستطيع فعله و بانتهاء الحصّة الصباحيّة إقترحت عليها وصديقتها أن يكون يوم الأحد القادم رحلة إلى مدينة بنزرت الجميلة شمال تونس العاصمة وقد إقترحت على والديها بما أنّها سبقت وعرّفتني بهما سابقا وزُرتهما في البيت أكثر من مرّة بطلبٍ منها فاستجابا برحابة صدر
    المدينة حتى والدها لا يعرفها كان قد هاجر مُبكرّا وهو شاب إلى أنجلترا ليكمل دراسته في إحدى الجامعات ثم إنتقل إلى اسكوتلاندا،كانت مدينة بنزرت إكتشافًا رائعا لهم قضّينا يوما ممُتعا واتّفقنا أن نعود مرّات أُخر لمدن أخرى تابعة لولاية (محافظة) بنزرت، وقد عدنا وكان نفس الإنطباع لديهم ،أمّا الهدف بقطع النظر عن الترفيه والنُزهة واعرف بلادك وتأريخًا لجميل الذكريات كان بالنسبة لي أن أُضحِك ثغرها في أصعب الأوقات وإن لم أقف أنا بجانبها فبئسَ الصّاحبُ أنا لظلّها

    اقترب الأسبوع المُغلق للثلاثي الثاني والفروض التأليفيّة بحكم أنّها تتقن اللغة الأنجليزية كانت أعدادها 20/20 ورغم أني أجلس بجانبها في القسم تحاول دائما أن تدعني أنقلُ ماتكتبه لكي أتحصّل على عددا جيّدا لكن كنت أرفض وحاولت عبثا مساعدتي في الدروس لكنها لم تفلح


    آخر يوم قبل العطلة أعطتني رواية آلام الشاب فرتر لجٌوته كنت قد قرأتها سابقا أخذت الرواية بألم لأنّي أعرف المحتوى والمغزى،،،،
    عطلة طيّبة !


    يتبع بمشيئة الرحمن

    على الهامش


    *العُنوان إقتباس من قصيدة هُو لاغيرهُ للشاعر محمود درويش




  2. #2

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت



    (13)

    بلا عنوان


    عدنا الى الثلاثي الثالث من الدراسة واقتربت إمتحانات البكالوريا،أعدت رواية آلام الشاب فرتر لـِإعتدال ووضعت فيها دفتري بدون إيداع ولا رجوع وفيه إقتباسا من الرواية " خيُر للبشر لو كفُّوا عن تقليب ذكريات الأحزان الغابرة بخيالهم المُتّقد ، بدلاً من تحمّل حاضرهم بصبرٍ و طمأنينة ، و لكنّ الله وحده يعلم لماذا جبل النّاس على هذا"
    وتمضي الأيّام سريعًا كلّها تحضير ومراجعات بنسق كثيف وإنتباه للأساتذة وكانت مراجعاتنا يوم السبت في مكتبة المعهد كما هي لم تتغيّر


    مرّ العام سريعًا بنهايته تنتهي قصّة زميلة ليست كالزميلات على مدى سنواتي الدراسية ذكرتها هنا تشريفًا لها كبداية ولو مُطوّلة وتوطئة للفصل الثاني الذي يتحدّث عن ذائقة الموت ،،،،،
    آخر يوم في الإمتحانات بعد نهاية اختبار مادة التفكير الإسلامي قالت لي : يوم سكبت علي ماتيسّر من مياه معدنيّة ولم أرد أي فعل قلت لك أن ماقمت به له رمزيّة أوّلتها وسأقولها لك آخر العام الدراسي وقد أكون مخطئة وقد حان أوانها : "كأنك أردت أن تسقي وردة جميلة !"


    مرّت بضعة سنوات إلتقيت بصديقتها الحميمة الوفيّة سألت عن أحوالي، سألت عن أحوالها وانتظرت مني أن أسأل عن صاحبتها غير أني فعلت مثلما فعل الشاعر العراقي عبد الوهاب البيّاتي عندما إلتقى بأخ إبنة الجيران التي أحبّها ورحلت لمدينة أخرى لا يعلمها ومن ذلك اليوم لم يرها تحدّث مع أخيها عن أحواله وتحاشى أن يسأله عن المدينة التي يسكن فيها وأخّص الخصوص عن أخته عائشة بكبرياء المُحب أمّا أنا فمنعني السؤال عنها كبرياء الصديق!


    يتبع بمشيئة الرحمن

  3. #3

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت


    (14)

    آسف على الإزعاج


    رُبّما قد مرّ بكم هذا العنوان يوما ما ،،،نعم هو ذاك! "آسف على الإزعاج" هو فلم لأحمد حلمي على إمتداد 40 دقيقة تشاهد فلمًا كوميديّا فجأة تأتي "الصدمة" تتحوّل وجهة الفلم 180 درجة ،ذائقة الموت (وهو لُبّ الموضوع) في نفس السياق كان الفصل الأوّل بمجموعة نصوص مُطوّلة عن تجربة شخصيّة لإبراز قيمة وإحساس وشعور إفتقدتهم واحتجتهم بقوّة في الفصل الذي سيأتي والمغاير كٌليّا عمّا سبق فكانت ذائقة الموت ،،،،


    يتبع بمشيئة الرحمن




  4. #4

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت


    (15)

    ذائقة الموت

    المشهد الأوّل

    على مايقرب عن خمسة أشهر من شهر أوت/أغسطس 2019 إلى شهر جانفي/يناير 2020 كان لي نسق كثيف،حثيث، أصلُ الّليل بالنّهار آملاً في العثور على بُقعة ضوء تحت هذه الشمس ، مسألة شخصية لي مُدة وأنا أسعى إليها جاهدًا أخذتُ بالأسباب وعملت كلّ ما في وسعي في سبيل تحقيقها لكن في كلّ مرّة أجد الأبواب مؤصدة وزاد في الطّين بلة أن تزامنت الأشهر الأخيرة بظهور جائحة "كوفيد 19" وباء بدء شيئا فشيئا ينتشر كالنّار في الهشيم على كامل أصقاع العالم وأخبار عن وفايات في كل أرض وصلها ووافق مع بداية سنة 2020 أن كانت بوادر أخبار سارة في الأُفق فتحت لي باب أمل غير تلك الأبواب التي أوصدت وكان الإنتظار بشغف عظيم و كانت الآمال كبيرة ومن المفترض أن تتحقق في آخر جانفي ثم بداية شهر فيفري ثم وسطه وآخره، وتلاه شهر مارس وكان الرّجاء كل الرّجاء في الأسبوع الأوّل غير أنّه لم يحدث شيء وبتصاعد وتيرة العدوى وكثرتها بسبب الوباء وتفاقم عدد الوفايات يوميّا من هنا وهناك حلّ الهلع في أنحاء المعمورة وأغلقت كل دولة حدودها برّا وجوّا وبحرا وبدأ العالم في حالة فريدة مُستجدّة دولة تبعتها أخرى في "الحجر الصحّي الشامل" الكل في المنزل لا للخروج ،،،الموت أقرب من شراك النعل!

    يتبع بمشيئة الرحمن




  5. #5

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت


    (16)

    ذائقة الموت

    المشهد الثاني

    بعد مضي عشرة أيام من بداية شهر فيفري/فبراير 2020 بدأت أشعر بحرارة في الجسم لكنها داخلية
    كٌلّما ألمس الفراش أجده ساخنا أو حتى عندما أجلس على الأريكة
    تواصل الأمر كذلك، لم ألتفت لهذه الحالة فعقلي منشغل أيّما إنشغال بما أنتظر تحقيقه
    على أحرّ من الجمر

    مع بداية شهر مارس،و
    مع هذه الحالة ظهرت أعراض أخرى إحمرار في وجهي مباشرة تحت العينين تظهر تارة وتارة أخرى تغيب

    حتى أنّني
    أسأل بوجس بعض أقاربي فيطمّنوني بما أنني لا أحتمل الشمس وأشعتها مع بداية فصل الربيع فربما تكون حساسية لكن تشعّبت الأمور فأصبح الإحمرار في الخدّين كحُمرة الخجل ووصل إلى الأذنين كأنّي أرى دمًا سيتدفّق ويسيل ويخرج كطوفان عظيم كُلّ هذا تحت أعين الأهل والأقارب ومن يراني وأتحدّث معهم
    لا أحد لاحظ أو لمّا لاحظ تساءل ولا أوجس في نفسه خيفة !!!!!!!!،أمّا أنا صاحب الأعراض أشعر بأنّي لستُ بخير
    غير أنّ ذلك الأمر الذي شُغِلتُ به أنْسَاني الألَم الذي تفاقم يومًا إثر يومٍ


    يتبع بمشيئة الرحمن



  6. #6

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت


    (17)

    ذائقة الموت

    المشهد الثالث

    إنتصف شهر مارس ومع فقدان الأمل لما أسعى إليه جاهدًا وهيهات ! إزداد الألم والإحمرار في الوجه والحرارة التي أشعر بها تُحيّرني،
    بما أن كلّ دولة من دول العالم تبيتُ مفزوعةً على وجلٍ ولا تدري ماذا تصنع
    وباء مستجد سلاح فتّاك فعّال أخافها وأقلق ليلها ونغّص نهارها وجعل أهلها مشرّدين أو يريدون أن يتشردّوا في أنحاء العالم كأنّما يريدون الفرار من الموت،جعل الله تبارك وتعالى من جُنده كائنًا حيّا هو أدقّ الكائنات الحيّة فيروس
    ("التاج" كوفيد 19) فيروس لا يُرى في الغالب إلّا إذا كُبّر ربع مليون مرّة ونصف مليون مرّة من أجل أن تراه العين المُجرّدة بالميكروسكوبات الدقيقة الحديثة التي تُكبّر هذا التكبير العظيم،
    أُغلقت بسببه الموانئ والمطارات والحدود البرّية وتُمنع بسببه الرِّحلات وتعطى لأجله الإجازات وأُنفقت من أجل الحياطة منه مليارات البليارات وهو لا يُرى ولا يُنظر ولا يدري أحدٌ من أين يأتيه و قد مسّني الضرُّ وأنا حينئذ كنت أعيش في عالم لوحدي خارج شبكة التغطية !!

    لم تكن لي المعلومات الشافية عن هذا الفيروس هذا المٌخيف المُفزع ،
    هذا العدو المُفضعُ خِلت لوهلة أنني -سلّمني الله وإياكم - قد أُصبت بهذا الفيروس

    يوم 16 مارس 2020 من باب التأدّب والخُلق ،قلت لوالدي أشعر بأنّني لستُ على مايرام سأذهب إلى الطبيب غدًا بحول الله،
    قال لي : إنتظرني يوم غد منتصف النّهار نذهب معا غير أنّه رجع إلى البيت مع آذان المغرب
    وكأني به نسي أمري وله الحق في ذلك فقد عشت دهرا في منزل جدّي أين نشأت وترعرت وعدت إلى منزله حديثًا
    فأصبح غيابي عن العائلة شيئا مألوفًا فكانت هذه البرودة!!!
    إتفّقنا من الغد صباحًا
    على أن نذهب إلى طبيب عام سوري الجنسيّة فرّ بجلده قديما حين كان حافظ الأسد رئيسا للجمهوريّة العربية السوريّة

    يوم 18 مارس 2020 ذهبنا للطبيب "خَلدون" باقتراح من والدي
    ، في تونس بدأنا في التباعد الجسدي بين أفراد العائلة وبين النّاس في حالة الخروج و غسل الأيدي بالماء والصابون أو تنظيف اليدين بفركهما بمُطهّر كحولي الكثير من المرّات في اليوم وإرتداء "اللثام" عند الخروج من المنزل وهي أصحُّ لغويَّا من"الكمّامة" كما وضّحها بعض أهل اللغة المعاصرين في الطريق بما أنّه ذهب في إعتقادي قد أكون مُصاب بالفيروس لحيرتي لما أنا فيه وتزامنا مع ظهور هذا الوباء وجهلي بأعراضه بسبب ماشٌغلت به دار حوار بيني وبين والدي حول هذا الأمر فبدأ يزوّدني بمعلومات ثم إستوقفني للتجربة عمليّا
    قال لي : خُذ نفسًا عميقًا هل تحس بوجع في صدرك؟
    قلت : لا
    قال : لا تقلق ..

    كان أحد المارّة متوقّفا ينتظر وسيلة نقل و كان يشاهد التجربة العمليّة والتنفّس،عندما
    إقتربنا منه قال: كورونا،كورونا!!وكم هم المتطفّلون عديمي الأخلاق في مجتمعنا،لولا إحترامًا لوالدي لرجعت لهذا اللُّكع ولرُبما وكزته وأنا في حالة لا يعلمها إلاّ الباري عزّ وجل

    يتبع بمشيئة الرحمن

  7. #7

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت


    (18)


    ذائقة الموت

    المشهد الرّابع


    مُنذ زمن بعيد يعود إلى فترة الطفولةلم ألج عتبة باب عيادة الطبيب "خلدون"،لما دخلت العيادة عاد بي طيف الذّاكرة
    ،تقريبا لم يتغير شيء: البهو،قاعة الإستقبال،الجدران العتيقة،السقف،وكراسي "مُوديل" قديم! أمّا المرضى فكانوا كثر
    يومها الكل في قاعة الإستقبال رغم بعض التباعد ففي عيادات أخرى يدخل المرضى فُرادى ويستعملون المطهّر الكحولي ومن
    يسعل أو عنده كٌحة يعطونه اللّثام أو هذا القناع الواقي
    إنتظرت دوري طويلاً،كنت أشعر بالإختناق لقدم مبنى العيادة وظُلمتها المهم الحصول على المال أما العيادة فلما تبذير النقود ؟! المهم المضمون لا الشكل كذا لسان حال "خلدون" يقول

    أخيرًا حان دَوري، مايزال "خلدون" على لهجته السوريّة لم يتمكّن من إتقان اللهجة التونسيّة رغم أنّه يعيش فيها منذ أكثر من أربعين سنة ،مازال يتتعتع جملة فسيفسائيّة تونسيّة -سوريّة
    قاس لي ضغط الدم،ثم
    أخرجني من مكتبه إلى غرفة أخرى فيها آلة تصوير تشخيصي طبي
    قائمة كالخزانة تلصق بأحد أطرافها ثم يُطبق الطرف الآخر على جسمك قال "إرفع إيديك لفوق"،ثم عدنا إلى مكتبه قاس لي الحرارة ثم قال 37 وشويّييييية !أطال في كلمة شوية لخفظ التوتر الذي لاحظه
    عندي
    قال لابأس عليك وتحدّث معي قليلا ثم أمدنّي بوصفة دواء أحدهما إسمهُ Kela Vit energy أقراص غنيّة بالمعادن والفيتمينات
    و يُنصح به لمن يعاني من الضغط اليومي



    ثم قال لي كُل البرتقال!

    لامني بعض أبناء الجيران وصديق الطفولة لمّا قابلني في طريق العودة من عيادة الطبيب "خلدون" فـ"خلدون" مدرسة قديمة أكل عليها الدهر وشرب كيف أذهب
    إليه ؟!،دعا لي بالشفاء وأوصاني بطبيبين الطبيب فُلان أوّلا ثم الطبيب الآخر إذا ما استجد أمر ما ولا تعد لخلدون
    السباق ضد السّاعة ومراطون فاق الخمسة أشهر من الركض وراء أُمنية ، وبعض أشهر كنت صائمًا عن الطعام لا صوم نافلة وعبادة بل صوما لقلّة الوقت الذي أجده لنفسي في سبيل تحقيق ماأريد تحقيقه وغضبُ دخيلٌ على طبعي بدأ يخنقني والإكثار من إحتساء بعض أنواع القهوة السوداء القويّة لستُ من عُشّاقها وقلّة النوم من الأرق سبّب لي إرهاقا وإنهيار نفساني قوي
    إمتثلت لوصفة خلدون غير أن الأمر إزداد سوءً مع الدواء الذي لم يكن فعّالا معي لأن التشخيص كان تقريبا ساذجًا وافق مع
    20 مارس 2020 أن أعلنت الحكومة التونسيّة عن الحجر الصحّي الشامل وفرضت إغلاقا عاما
    خبرُ زاد في الطين بلّة ساءت حالتي كثيرا بعد ثلاثة أيّام من ذهابي للطبيب مساء السبت
    21 مارس 2020 إرتفعت حراراتي ،بمجرّد أن تأخذني سِنة أفيق مرتجّاً كزلزال عظيم ،آلام كبيرة ،أوجاع لم أعتد عليها من قبل ،لم أستطع النّوم تلك اللّيلة جسمي يرُجُّ رجًّا كلّما أردتُ النوم!
    من الغد ، يوم الأحد الثانية ليلاً
    وأنا أدور كالرحى أو كجمل بئر روطة في مدينة "القيروان" موقوف على بئر يدور ويدير ناعورة ليُخرج ماءً رقراقا في قواديس من فخِار مُلوّنة ؛أتألّم،أصيح، أرقي نفسي تارة ،أُناجي ربّي تارة أخرى وأسأله السلامة والعافية ،عقلي يكاد ينفجر
    كثوران بركان "ماونت بيناتوبو"

    الأحد ليس يوم عمل في تونس بقطع النظر عن الحجر الشامل والذّاتي وتم إغلاق تقريبا كافة المؤسسات والمحلّات
    باستثناء المنشآت الحيويّة المستشفيات والمخابز والدكاكين وبعض المؤسّسات يوم الأحد بالنسبة لأصحاب العيادات فيوم راحة ،في حالة مثل ما أنا عليها حينئذ لم يكن في خاطري أن العيادات مغلقة
    بقيت على حالي وأنا أعاني الأمرّين لم أرد أن أوقظ والدي
    إنتظرت الساعة التّاسعة صباحًا ذهبت لأوقظه : أبي ،،،سأموت !

    يتبع بمشيئة الرحمن

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...