ذائقة الموت

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 20 من 24

الموضوع: ذائقة الموت

العرض المتطور

  1. #1

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت


    (7)


    وتكلّمت الحسناء!


    إنتهت أيّام الدفاتر وبانتهائها بدأ التواصل عبر الّلسان بطيب الكلام وفق معجم الصداقة وكانت أوّل مانطقت به أن قالت لي: ”إن الله لا يُمسك عنّا فضله إلا حين نطلب ما ليس لنا أو ما لسنا له“
    - صباح الخير أنيس
    صباح الخير إعتدال
    قلتها وكأنّه شيئا عاديّا، بديهيّا ،روتينيّا ،لكن ببداية حصّة الفلسفة إسترجعتني الومضة الورائية لقد تكلّمت الحسناء أخيرًا!
    بأولى كلماتها بزغ فجر يوم جديد سيُحمّلني عبئا ثقيلا بين الخوف والرجاء وكان أول يوم تكلمت فيه أحضرت معها رواية "حديث القمر " للرافعي ومنها إقتبست أولى كلماتها كأسلوب سريالي واختيار موفّق يتماهى مع إشراقة صباح جديد غير كلّ الصباحات
    كان يوم سبت تنتهي الحصص في قسمنا نحن آنذاك في العاشرة صباحًا ولا دروس مسائيّة لا يوم الجمعة ولا السبت أمّا يوم الأحد فراحة أبديّة في سلك التعليم والمؤسّسات.
    عندما إنتهت حصّة مادة الفلسفة وكانت ساعتين مرهقتين لقوّة المادّة ومحاورها
    فمادّة الفلسفة عندنا في الباكلوريا شعبة أداب ضارب 4 وهي
    أكبرضارب بين سائر المواد في شعبة الاداب في السنة السابعة ثانوي ، إقتربت صديقة الحسناء ونحن نجمع أقلامنا دفاترنا وكتبنا
    صباح الخير أنيس
    صباح الخير
    بلاسابق إنذار وإعلام وإعلان قالت لي نادية مارأيك أن تذهب معنا إلى العاصمة جولة وترفيه عن النفس وإقتناء مراجع لبعض المواد التي تعيننا في المُراجعة
    اندهشت لجرءتها والراحة التّامة المطلقة وهي تتحدّث
    قالت مارأيك يا اعتدال وقد تفاجأت هي الأخرى ،نظرت لي باستحياء كأنها تريد أن تقول هذا ليس من تدبيري
    تلك النظرة جعلتني أوافق...

    ******

    ** طبعا هنا لابد من تأصيل مسألة على غاية من الأهميّة أن تونس دولة علمانية حداثية معروفة بين الأمم
    بموجب الدستور والقانون في تونس كان الإختلاط عاديّا وتكون ذروته بين سكّان الحضر وشعب تونس متفتح على العالم فهو شعب أغلبه تغريبي وهو جزء من البحر الأبيض المتوسط لكن ميزة جيلنا على الأقل كانت علاقاتنا تسودها الأخوّة المتينة العميقة كأخ وأخت من أمّ وأب نخشى عليهن نحميهن وكانت الصداقات الجميلة البريئة بعضها إنتهى بحب وزواج كرمز للوفاء وتبقى بعض الإستثناءات ولكن الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه



    *****

    قلت لا بأس لا مانع لدي فقط مساحة زمن أعود فيها للبيت ثم نلتقي في محطّة سيّارات الأجرة


    يتبع بمشيئة الرحمن

  2. #2

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت


    (8)

    عهد الأصدقاء


    خلال حياتي باستثناء ماشاهدته من كرتونات وآنميات عديدة قديمة وحديثة أين تتجلى قيم الصداقة عبر عُروة وثقى لم أرى صديقين تصحّ فيهما كلمة صداقة مثل إعتدال ونادية
    أبهرتني نادية من أول يوم في الدراسة وتعللها بعدم إتيانها بكتاب مادة الفرنسية

    فالصديق هو روح واحدة تعيش في جسدين،هذا ماتعلمته من هاتين الفتاتين،لإسعاد صديقتها فعلت نادية كل شيء متوقّع وغير متوقع، منها الذهاب إلى العاصمة مساحة أكثر ،ساعات أكثر ،،،،
    كان شَرطي في الذهاب معهما إلى العاصمة أن تكون أماكن التنزّه من إختياري أمّا المكتبات فموكّل لهن لمعرفتهن بها
    بوصولنا إلى العاصمة إتجهنا إلى أكثر من مكتبة وكانت نادية هي همزة الوصل لاتنقطع عن الكلام وكانت ذكية جدّا في طرحها أطراف الحوار أمّا إعتدال فكانت على إستحيائها تساير صديقتها أما أنا فكل ماكان يهمني أن أعي ماينطقه لساني
    إقتنينا عدة مراجع عبارة عن كُتيّبات لمختلف المواد والمحاور التي تستحق شروحات وتحاليل مثل المتنبي المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس (بالمناسبة في إمتحان البكلوريا في الدورة الرئيسية أخذت 8 من عشرين يعني تحت المعدل أما في دورة المراقبة فقد إخترت رسالة الغفران للمعرّي) كذلك إشترينا كتيبات عن المنزع العقلي عند الجاحظ وابن المقفع
    ودراسة عن مأساوية البطل لرواية حدّث أبو هريرة قال للمسعدي فضلا عن
    36 سؤالا وجوابا+ 4 تطبيقات للبكالوريا : المعرّي ورسالة الغفرانمازلت أحتفظ به الى الآن





    وكتب أخرى في التاريخ عن الحروب العالميّة.

    بعد الغذاء الفكري ومارافقه من ثرثرة نادية حان وقت الغذاء الروحي ذهب الى ظن نادية أني سنذهب إلى البلفدير وهي حديقة حيوانات في مكان راقي لكن استغربتا من الوجهة التي لم تخطر ببال أحدهن حتى قارءة نفسي لأنهما لاتعرفان المكان وقد كانت إكتشافا جميلا لهما

    ذهبنا إلى عبق التاريخ موطن أسلافنا الفنيقيين إلى قرت حدشت (قرطاج) مدينة علّيسة وحنّبعل والأثار الفينيقّة البونية وميناءها ودار الحوت بصلامبو ومتحف قرطاج بقرطاج بيرصا مرورا بمسرح قرطاج وحي ماغون وحمّامات أنطونان إلى جانب جولة على شاطئ البحر في يوم من أيّام الخريف وغيرها من الأماكن القرطاجنية
    هذه مفاجأة لم تخطر لي على بال ، كنت طيلة المسافة أخمّن في وجهة التنزّه على كل حال النيّه الطيّبه تجلب معها المفاجأت الجميله،،،،شُكرا وكفى؛ هكذا قالت لي إعتدال
    بينما كانت نادية منبهرة بالميناء البوني!
    علمت بأنّ قلبها رهيف جدّا فمشاعرها القوية تكتم أنفاس كلامها لذلك لا تعبر بلسانها كثيرا !


    يتبع بمشيئة الرحمن



  3. #3

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت


    (9)

    الكعب العالي


    كانت
    إعتدال على ثقافة عالية في فقه النفس حيث بدأت بعد ذهابنا إلى العاصمة بدأت تعطيني كل سبت رتاجا من الجُرأة وتفصلني تفصيلا كقطعة قماش بين يدي خيّاطة بارعة حرفيّة في مهنتها
    بما أنّنا ككُلّ يوم سبت تنتهي حصتنا العاشرة صباحا فيبقى متسع من الوقت قبل منتصف النهار أين تنتهي الدروس في كافة الأقسام فكنا نذهب إلى مكتبة المعهد ثلاثتنا وتبقى نادية في ركن بعيد
    وكان من بديع ما أذهلتني يومها -وتلتها أيّام أُخر- أنها قالت لي أشياءكثيرة عن أعماق أعماقي تٌحدّثني عن نفسي في غاية من السلاسة وكأنّها تتصفّح مجلّة علمية عالمة بمفاهيمها أو أو رُقعة بلغة هيروغليفيّة حلّت شفراتها وعلمت مُحتواها وكأنّي أنا من أحدّثها عنها

    كنا نراجع أغراض المتنبي الشعريّة وكان معها يومها كتاب
    'قوّة الآن ' The Power of Now لايكهارت تولي Eckhart Tolle " المعلم الروحي الأشهر في عصره " كما لقّبته جريدة نيويورك تايمز

    حدّثتني عنه لجهلي به ثم عطفت على المتنبّي ونفسيّته المتأرجحة بين المدح والهجاء فكنت أستمع إلى أستاذة متمكّنة ،مثقّفة ، عالمة بفقه النفس ثم أردفت تحدثني عن نفسي
    وبدأت بقوة
    بلا مُقدّمات :
    مهما حاولت التكبّر على نفسك وإظهار السعادة التي تغزو ملامح وجهك إلّا أن في داخل أعماقك نقيض السعادة حزنك كبير عظيم دفين يعصر حُشاشة قلبك ليتني أعرف كنهه وماسببه غير أني أعلم علم اليقين أنك لن تخبرني
    تتألم ولاتشتكي حتى أن أحدهم لا ينتبه لما أنت فيه من ضنك وربما وأنت مريض، تتمزّق وجعا ومن يراك لايحسّ بشيء ،ليس من عادتها إطلاقا أن تقول لي مارأيك في ماقلته؟
    إذا قالت حُذام فصدّقوها، فإن القول ما قالت حُذام

    عندما خرجنا من المكتبة في طريقنا وصلنا أمام المسجد فعلتُ شيئا لا أعلم سببه إلى اليوم!
    كانت لي قارورة ماء معدني من البلاستيك بقي منها جُريعات ذهبت إلى حنفية المسجد الخارجية وملأتها ماءً ثم ذهبت وسكبت الماء عليها وأعدت الكرّة مرّتين وهي واقفة دون حراك ،دون تفوّه بحرف ،دون دهشة دون إستغراب !
    أمّا صديقتها فهرولت مصدومة تمسح لها وجهها بمناديل ،
    ،،
    ثُمّ
    إنصرفتٌ!


    يتبع بمشيئة الرحمن



  4. #4

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت



    (10)

    العالمة الآتية من السّواد


    ليست
    "ميانو شيهو/هايبرا آي" وإنما هي هذه الفتاة التي كانت تشبه شيهو خلقة وطبعا غير أنّ إعتدال لها قصب السبق في الحياء، سكبت عليها مايقرب عن خمس لترات من الماء البارد وفي شتاء قارص ذات شهر ديسمبر ولم ترد أي فعل مُشين !


    حادثة تركتها وراء ظهرها ،وبعودتنا يوم الإثنين كان أوّل أيّام الأسبوع المغلق فيها نقوم بالفروض التأليفية ثم يليها أسبوع لإصلاح الفروض وإرجاع مواضيعنا مع الأعداد ثم تأتي على إثرها عطلة الشتاء
    في ختام آخر يوم قبل بداية العطلة وقبل أن يُدقّ ذلك الجرس المُفزع ليعلن نهاية الحصّة ،كتبت لي عبر دفترها الأنيق ذي اللّون القزوردي مايلي : " أبهرني تصرّفك بأنّك لم تعتذر عمّا حصل أمام المسجد وأنا سعيدة بذلك،تصرّفك كان في جًزئه طفوليّ لكن في جزء كبير منه يرمز لشيء لا أقدر أن أكشفه الآن قد يكون آخر يوم في الدراسة غير أن تأويلي له أشعرني بغبطة !
    أعلم أنّ مثلُك لا يضرُّ أحدا حتى وإن غضبتَ "



    عند خروجنا تمنّيتُ لها عطلة طيّبة هي وصديقتها وتركت لي رواية
    "ذاكرة الجسد" لأحلام مستغانمي على أن أعيدها بعد العطلة التي تمتدُّ لأسبوعين


    يتبع بمشيئة الرحمن





  5. #5

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت



    (11)

    أمل وألم!!



    عند إنتهاء عطلة الشتاء والعودة إلى الدراسة والثلاثي الثاني لم يتغير البرنامج أعدت الرواية مع الشكر وعدنا لأيام السبت في مكتبة المعهد بين المراجعات حسب برنامج المقرر وبين التحليل النفسي رغم قصر مدته بكلمات وجيزة إلا أنه كان بليغا في الدقّة
    أوشكت بل أصبحت أشكّ بأن هذه الفتاة عفريت من الجن!!

    أمام مبدئي الرئيس "رفقًا بالقوارير" كان لزاما عليّ أن لا أصُدّها ولا أقطع الحبل خصوصًا أني وجدت نفسي أمام قيمة من القيم النبيلة :الصداقة التي تجمع فتاتين في أرقى معانيها
    فقد ترجتّني صديقتها مرارا دون علم صاحبتها بأن أبقى كما أنا بنفس الصورة التي رأتني فيها قبل عام مضى وهذه الأيّام
    مع مرور الأيام حدث أن ذهبت إلى مباراة في كرة القدم مقابلة ودية تجمع فريقي المفضل الترجي الرياضي التونسي والفريق الألماني العريق بايرن ميونخ FC Bayern München في إطار الاحتفالات بعيد ميلاد الترجي الـ 82 وكانت المقابلة في شهر جانفي وليلا
    وتونس العاصمة تبعد عن مدينتي 40 كم والمواصلات آخرها الثامنة ليلا لكن لقدوم هذا الفريق العريق أردت أن لا أترك الحدث يفوتني فكانت "الفاتورة" غالية حيث تعرّضت لنزلة برد حادة ألزمتني الفراش مدة ثلاثة أسابيع

    غياب جعل من زملائي يأتون لزيارتي فعلمت
    إعتدال لمرضي فكانت تزورني كل يوم وتفوت على نفسها الحصص وكانت خالتي من تعتني بي خلال تلك الأسابيع أخذت عطلة عمل بما أنّي أسكن عند جدّي و بفطنة النساء بعد مرور أياّم من مرضي قالت لي خالتي إنّ هذه الفتاة أَتُراها تحبّك ؟ زياراتها يعني أنّها قلقة ويهمّها أمرك !

    وهذا ماتأكدت أنا منه وماقالته لي خالتي ماكان إلّا توكيدًا ، وإضمحلّت المنزلة بين المنزلتين
    كانت هذه الحقيقة متيقن بها منذ أول لقاء وأول الكلمات عبر دفترها القزوردي

    ببساطة
    ..حُبٌّ من طرف واحد
    غير أنّ قبل أيام قليلة من الأسبوع المغلق جاءت يوما على غير ماسبق من أيّام تخفي حٌزنا شعرتُ به لكنّها تجرّأت وقالته لي : "بنهاية السنة الدراسية ستنتقل هي وعائلتها إلى بريطانيا "


    يتبع بمشيئة الرحمن




  6. #6

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت


    (12)


    خُذْ بيَدي أيّها المُستحيل*


    في لحظات صمت باردة كصقيع سيبيريا أخذت دفتري وكتبتُ لها : من روائع ماقالته دجاين أوستن "ما يُزرَعُ داخل أنفُسِنا يَنبُتُ على مَلامِحِنا" وصلت الرسالة...!


    بما أن والدتها اسكوتلنديّة لم تتأقلم كثيرًا في تونس فكان القرار حتميّا بالعودة إلى إيدمبورغ هناك في الشمال الإسكتلندي؛
    كان من المروءة أن أتحرّك وأسعى جاهدًا لإسعادها بما أستطيع فعله و بانتهاء الحصّة الصباحيّة إقترحت عليها وصديقتها أن يكون يوم الأحد القادم رحلة إلى مدينة بنزرت الجميلة شمال تونس العاصمة وقد إقترحت على والديها بما أنّها سبقت وعرّفتني بهما سابقا وزُرتهما في البيت أكثر من مرّة بطلبٍ منها فاستجابا برحابة صدر
    المدينة حتى والدها لا يعرفها كان قد هاجر مُبكرّا وهو شاب إلى أنجلترا ليكمل دراسته في إحدى الجامعات ثم إنتقل إلى اسكوتلاندا،كانت مدينة بنزرت إكتشافًا رائعا لهم قضّينا يوما ممُتعا واتّفقنا أن نعود مرّات أُخر لمدن أخرى تابعة لولاية (محافظة) بنزرت، وقد عدنا وكان نفس الإنطباع لديهم ،أمّا الهدف بقطع النظر عن الترفيه والنُزهة واعرف بلادك وتأريخًا لجميل الذكريات كان بالنسبة لي أن أُضحِك ثغرها في أصعب الأوقات وإن لم أقف أنا بجانبها فبئسَ الصّاحبُ أنا لظلّها

    اقترب الأسبوع المُغلق للثلاثي الثاني والفروض التأليفيّة بحكم أنّها تتقن اللغة الأنجليزية كانت أعدادها 20/20 ورغم أني أجلس بجانبها في القسم تحاول دائما أن تدعني أنقلُ ماتكتبه لكي أتحصّل على عددا جيّدا لكن كنت أرفض وحاولت عبثا مساعدتي في الدروس لكنها لم تفلح


    آخر يوم قبل العطلة أعطتني رواية آلام الشاب فرتر لجٌوته كنت قد قرأتها سابقا أخذت الرواية بألم لأنّي أعرف المحتوى والمغزى،،،،
    عطلة طيّبة !


    يتبع بمشيئة الرحمن

    على الهامش


    *العُنوان إقتباس من قصيدة هُو لاغيرهُ للشاعر محمود درويش




  7. #7

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت



    (13)

    بلا عنوان


    عدنا الى الثلاثي الثالث من الدراسة واقتربت إمتحانات البكالوريا،أعدت رواية آلام الشاب فرتر لـِإعتدال ووضعت فيها دفتري بدون إيداع ولا رجوع وفيه إقتباسا من الرواية " خيُر للبشر لو كفُّوا عن تقليب ذكريات الأحزان الغابرة بخيالهم المُتّقد ، بدلاً من تحمّل حاضرهم بصبرٍ و طمأنينة ، و لكنّ الله وحده يعلم لماذا جبل النّاس على هذا"
    وتمضي الأيّام سريعًا كلّها تحضير ومراجعات بنسق كثيف وإنتباه للأساتذة وكانت مراجعاتنا يوم السبت في مكتبة المعهد كما هي لم تتغيّر


    مرّ العام سريعًا بنهايته تنتهي قصّة زميلة ليست كالزميلات على مدى سنواتي الدراسية ذكرتها هنا تشريفًا لها كبداية ولو مُطوّلة وتوطئة للفصل الثاني الذي يتحدّث عن ذائقة الموت ،،،،،
    آخر يوم في الإمتحانات بعد نهاية اختبار مادة التفكير الإسلامي قالت لي : يوم سكبت علي ماتيسّر من مياه معدنيّة ولم أرد أي فعل قلت لك أن ماقمت به له رمزيّة أوّلتها وسأقولها لك آخر العام الدراسي وقد أكون مخطئة وقد حان أوانها : "كأنك أردت أن تسقي وردة جميلة !"


    مرّت بضعة سنوات إلتقيت بصديقتها الحميمة الوفيّة سألت عن أحوالي، سألت عن أحوالها وانتظرت مني أن أسأل عن صاحبتها غير أني فعلت مثلما فعل الشاعر العراقي عبد الوهاب البيّاتي عندما إلتقى بأخ إبنة الجيران التي أحبّها ورحلت لمدينة أخرى لا يعلمها ومن ذلك اليوم لم يرها تحدّث مع أخيها عن أحواله وتحاشى أن يسأله عن المدينة التي يسكن فيها وأخّص الخصوص عن أخته عائشة بكبرياء المُحب أمّا أنا فمنعني السؤال عنها كبرياء الصديق!


    يتبع بمشيئة الرحمن

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...