(12)


خُذْ بيَدي أيّها المُستحيل*


في لحظات صمت باردة كصقيع سيبيريا أخذت دفتري وكتبتُ لها : من روائع ماقالته دجاين أوستن "ما يُزرَعُ داخل أنفُسِنا يَنبُتُ على مَلامِحِنا" وصلت الرسالة...!


بما أن والدتها اسكوتلنديّة لم تتأقلم كثيرًا في تونس فكان القرار حتميّا بالعودة إلى إيدمبورغ هناك في الشمال الإسكتلندي؛
كان من المروءة أن أتحرّك وأسعى جاهدًا لإسعادها بما أستطيع فعله و بانتهاء الحصّة الصباحيّة إقترحت عليها وصديقتها أن يكون يوم الأحد القادم رحلة إلى مدينة بنزرت الجميلة شمال تونس العاصمة وقد إقترحت على والديها بما أنّها سبقت وعرّفتني بهما سابقا وزُرتهما في البيت أكثر من مرّة بطلبٍ منها فاستجابا برحابة صدر
المدينة حتى والدها لا يعرفها كان قد هاجر مُبكرّا وهو شاب إلى أنجلترا ليكمل دراسته في إحدى الجامعات ثم إنتقل إلى اسكوتلاندا،كانت مدينة بنزرت إكتشافًا رائعا لهم قضّينا يوما ممُتعا واتّفقنا أن نعود مرّات أُخر لمدن أخرى تابعة لولاية (محافظة) بنزرت، وقد عدنا وكان نفس الإنطباع لديهم ،أمّا الهدف بقطع النظر عن الترفيه والنُزهة واعرف بلادك وتأريخًا لجميل الذكريات كان بالنسبة لي أن أُضحِك ثغرها في أصعب الأوقات وإن لم أقف أنا بجانبها فبئسَ الصّاحبُ أنا لظلّها

اقترب الأسبوع المُغلق للثلاثي الثاني والفروض التأليفيّة بحكم أنّها تتقن اللغة الأنجليزية كانت أعدادها 20/20 ورغم أني أجلس بجانبها في القسم تحاول دائما أن تدعني أنقلُ ماتكتبه لكي أتحصّل على عددا جيّدا لكن كنت أرفض وحاولت عبثا مساعدتي في الدروس لكنها لم تفلح


آخر يوم قبل العطلة أعطتني رواية آلام الشاب فرتر لجٌوته كنت قد قرأتها سابقا أخذت الرواية بألم لأنّي أعرف المحتوى والمغزى،،،،
عطلة طيّبة !


يتبع بمشيئة الرحمن

على الهامش


*العُنوان إقتباس من قصيدة هُو لاغيرهُ للشاعر محمود درويش