بنظرةٍ مبتسمةٍ تجمع بها بين الطفولة والصِّبا... ذَكَرَتِ اسْمَكِ!
من أعماقِ روحٍ طاهرةٍ لم تعرفِ الخبثَ يومًا... ذَكَرَتِ اسْمَكِ!
نَظَرَتْ إليَّ تحاول اختراق جدار الزمان الصلب الذي لا يُهزَم بالمشاعر الطيِّبَة وحدها...
أرادَتْ أنْ تخترق صخرًا صلدًا لتلامس مشاعري بطيبة قلبها، لكنَّما مشاعري بذلك تحترق!
بنظرةٍ مبتسمةٍ فيها الطفولة البريئة والصِّبا المتوهِّج حماسةً في الدنيا تندفع بها عبر روحها الطاهرة، وضحكتها التي لم يُدَنِّسها الحقد لحظةً في لحظات الأيَّام... ذَكَرَتِ اسْمَكِ!
أمامي... وفي مسامعي التي لم تُصَدِّق قسوة الصدمة... ذَكَرَتِ اسْمَكِ!
لم تحتمل مشاعري هذا، ففاضَتْ أنهار عواطفي في وتين قلبي تتدفَّق بعنف الموت السريري الذي لم تَزُلْ لحظاتُه من ذهني يومًا...
والتهب الصراع هنالِك... ما بين القلب الذي يحاول الفرار من مكانه عبثًا، وأحاول تهدئة عنف آلامه عبثًا، وبين العينين اللتين وجدتا نفسيهما أمام مشكلة كبرى!
أأترك لهما العَنَان لتفعلا ما تريدان أمامها وأمام أترابها الطفلات؟ أم أتمالك نفسي لأزداد آلامًا إلى آلامي؟
لم يَكُنِ الحلُّ متاحًا أمامي... وتابعْتُ مسيرة ذلك اليوم بقسوة تمزُّق الأوتار القلبيَّة... حتَّى لجأتُ إلى جدران منزلي، فأغمضْتُ عينيَّ قائلًا لهما: افعلا ما أردْتُمَاه، وما زلتُمَا تريدان!
وأظلَمَتِ الدنيا تمامًا حتَّى اقترب وقت الفجر، قبل أن تسمح عينيَّ لروحي بأن ترجع إلى الحياة...
للحظاتٍ ظَنَنْتُ أنَّنِي لم أَعُدْ هنا... بل صِرْتُ هُنَالِك!
ولكنَّ العقل أدرك الحقيقة الأليمة... أنَّني لن ألتقي بها بَعْدُ... وما يزال أمامي ممتدًا دربُ المهالِك!

عمر قزيحه - في السابع عشر من شهر آذار، عام 2020م، الساعة: 11:31 دقيقة ليلًا.
مما أُصَنِّفه في باب المدرسة الرمزيَّة، منطلقًا به من موقف بسيط، حصل عام 2019م
.