شيء من الرومانسية!
مراحل الحب (الرومانسي) عند (بعض) شباب هذه الأيام، و(كم واحدة بس) من بناتها!!

*****

أولًا: الخِطبة:
الفتاة تكاد تتحول إلى (طرشاء)، وربما توهمه بأنها (كاسيت مسجلة) بوقت مفتوح يسجل عليه ما يريد، هو يتكلم وهي تمثل دور البلهاء بكل احتراف، فهذه أول مرة تعرف بوجود الأوكسيجين، وأن الملفوف يؤكل نيًا ومطبوخًا، ويحمر وجهها خجلًا، فيشعر حضرته بأنه مثقف القرن الحادي والعشرين، والقرون الماضية كذلك، والآتية بعد ذلك، فينطلق بالكلام حول ما يعرف وما لا يعرف، يتكلم بعلم وبتخريف، لا فارق، المهم أن يحافظ على (موهبته) في إبهارها، ولا شك في أنها (تحبه) أكثر كلما تكلم أكثر!
************************************************


كتب الكتاب (عقد القِران):
لا يجد فرصة للكلام! هي تتكلم كأنها في سباق ماراتون عالمي، الآن المسكين يكتشف مقدرة البنات على التكلم ثلاثة أضعاف مقدرة الرجال! بل ويكتشف أنه لا يعرف شيئًا مما يفعله! هي رأته يحدق في تلك الفتاة الشقراء في الشارع، ويلتهمها بعينيه، والمسكين لم ير لا شقراء ولا زرقاء، لكن مخطوبته السعيدة واثقة بما تقول، حتى يصدقها فعلًا، وكلما مشى معها بعد ذلك، تزوغ عيناه يمينًا ويسارًا، يبحث عن الشقراء المزعومة، فلا يجدها، ولا يجد حتى بنية بدلًا من شقراء، وإذ بالحبيبة (الغالية) تخبره بعد رجوعهما أنها رأته جيدًا ينظر إلى ذات الشعر القصير - أو الطويل - ويا عيب عليه! يفعل ذلك و(أجمل واحدة) تمشي بجانبه! إنه لا يقدر المعروف، وهنا يفهم المسكين جيدًا مغزى عبارة (وقع وما حدا سمى عليه)! يحاول أن يستعيد (أمجاده) يكلمها عن بعض الأمور، فإما هي تعلم بها فتقاطعه لتخبره بمعلوماتها، وإما هي لا تعلم، وبالتالي هذا شأن لا يهمها، فتقاطعه بضجر، والمسكين يفكر في أن ينتحر بعد أن تحطمت معنوياته هكذا!
***********************************************

الزواج:
هو يتكلم وهي، هي تتكلم وهو، صراخهما يعلو في وقت واحد، كل منهما يصرخ بتوحش، ويتهم نفسه بالغباء لقبوله الآخر، وأن الآخر أحمق لا يقدر النعمة (العظيمة) التي حصل عليها! ويعلو الصراخ في عدة مواضيع دفعة واحدة، فلا يفهم أحدهما من الآخر شيئًا، والغريب أنهما حين يعلو صوت جارين جديدين لهما (سعيدين جدًا) مثلهما طبعًا، بالأسلوب ذاته، يستوعبان جيدًا كل كلمة في خلاف الجارين الحبيبين، بل كل حرف... ويفهمانه جيدًا!!

عمر قزيحة
7_1_2021م: الساعة: 12:59 دقيقة ليلًا

.