لم تعد كما كنت
ولم أعد كما أنا
كل ما أعرف أني أفضل برغم ما مررت به
أما أنت لم أعد أعرفك
أصبحت غريبا
تمشي ولا تبالي
منذ متى لم تعد تبالي؟!
مشيك متخبطا؟!
أأصابك الجنون أم أنت حائرا؟!
وصوتك خافتا؟!
هل أنت لص أم سارق؟!
وجهك أصبح باهتا!!
وكلامك كله متقطعا!
أأعدك مجنونًا أم بك خرفا؟!
تظل ترمقني بعينيك كأنها سهام تخترقني!!
وإن نظرت لك ظللت تتأمل ما فوق
حتى خشيت أن ينخرق السقف ويسقط!!
وإن قلت ما بك ضحكت من فورك
كأنك أبله لا تدري بما حولك!!
عباراتك ممزوجة بغباء
وحركاتك كلها هوجاء
ما عدت تحسن الفعل ولا النطق!
قل لي ماذا جرى لك؟!



عن هذا لا تحدثيني!
أصابني من الدنيا الوجع حتى ما عدت أبالي!
كل ما زانت حياتي إذا بها تنقلب!
كل الناس من حولي أشباح!
أفر منهم من فوري!
حتى أنتِ ما عدتِ بي تهتمي!!
وراء زخرف العيش تمضي!
أصبحتم لي أموات وأصبحت أنا وحدي!
ألآن بي شعرتي؟!
مشي غدا متمائلا كراقص حديث!
وكلامي مرتجفا كخائف ذليل!
كلما جئت أتنفس كُتم نفسي!
كل ما بي زفرات حرا!!
لذا لا تهذي بوصفي!
فمن ظلمكِ أحكي!



أكان عليك السكوت طويل الوقت
أنسيت عهدنا حين ابتدأنا!
أنت وأنا واحد
من نسى كل هذا؟!
زويت نفسك في زاوية
وسكنت عش الغربة
ما عدنا نجلس سويا
كلٌ وهمه
والمصيبة تتهمني!!



لم نعد نعرفنا
أنتِ وأنا
قسوة داخلنا
وفعلٌ أحمق
إن كنتِ لا تعذريني فأنا لا أعذركِ
كلٌ في طريق
لعل القلوب تشفى
وتزاح الأثقال



مهلك يا فتى تتكلم كأنك حكما!!
أينك وأين الصبر؟!
مازلنا في البداية
هل كشفتُ عنك الستار
لتتحدث بما يخطر لك



من وصفني بالمجنون
وأبدع في وصفه!!
أقولها متهكما!!



لحظة مازلتَ صغيرا
كأنك قد شخت
أنت غرًّ فتيا
ماذا لو لم أسأل لمضيت في عهدك!!



تعبت في كل الأحوال
تعبت من كل من أواجه
وتبدل الحال للأسوأ
حتى أنتِ لم تعودي كما كنتِ!!




نسيتك في لحظة
ونسيت نفسي
ظننت أني تغيرت للأفضل
وصفتك بخبثٍ ونقيت نفسي


حينها لم أتمالك دموعي سقطت غزيرة
ذكر الوداع هيج خاطري
مازلت أحبك ولا أحب بُعْدَك
مددت يدي لعله يسامحني
فإذا به يبادرني



آسف يا حنونة
قد كنت مشغولاً!
متكدرًا مهموماً!!
العيب فيني فأنا السيد
لم أرعى بيتي!!



لا بأس أعشقك بجنونك وتميلك
إياك والفراق وأبقى بقربي
عمرنا يمضي ونحن نستثقل
كن مجنونًا المهم أنت لي!



وأنتِ كل نظري وفي ناظري!
في هيامي وجنوني!
حتمًا ندمنا
والمهم رجعنا
ها هي يدي تمتد
قد حان دوري
وقلبي يتسع
وخاطري يطيب


اعذرني يا حبيبي
قد كنتُ الجلاد وكنتَ الحكم!!
~