حكاية آية

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: حكاية آية

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,305
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي حكاية آية


    حكاية آية

    آية بنت عربيَّة...
    ليس هذا فحسب، بل هي كذلك بنت قرويَّة!
    آية صبيَّة شهد لها من يعرفها بالحسن والجمال، ثمَّ إنَّها بارعة للغاية في الأمور التي تعيشها نساء القرى، على الرُّغم من صغر سنِّها؛ لذا بدا لها غريبًا أن يخبرها أبوها أنَّ نصيبها قد جاء، على شابٍّ من عائلة محترمة وراقية من المدينة!
    آية لم تَرَ المدينة في حياتها كلِّها، ولا تعلم سبب اختيار ابن المدينة لها وهي لم تَرَه في حياتها، كما أنَّه لم يَرَها في حياته! لكنْ، الذي علمَته آية بعد ذلك، أنَّ والدة الشَّابِّ أرادَت أن تخطب له من القرية، لسبب ما، وأنَّ هناك من دلَّها على والدها مخبرًا إيَّاها أنَّ هذا الرَّجل عنده بنت جميلة جدًّا وبارعة جدًّا! وبالتَّأكيد هذه المعلومة لم تُزعج آية، بل أسعدَتْها كثيرًا!
    والدها نفسه فرح كثيرًا بهؤلاء النَّاس، الأمُّ منقَّبة، محترمة، تخدم إحدى النِّساء العجائز مجَّانًا ساعاتٍ معدودةً، يوميًّا بلا انقطاع، ثمَّ إنَّها تفسِّر المنامات، وهذا دليل على صلاحها! (يا له من دليل عجيب)! وهي – ما شاء الله عنها – خبيرة، من عنده استفسار في الدِّين يسألها، مع أنَّها لم تدرس العلوم الشَّرعيَّة في حياتها!
    انتقلَت آية إلى المدينة، وبدأ العذاب، الشَّابُّ يعيش في بيت أمِّه، عنده عدد لا بأس به من الإخوة والأخوات، كلُّهم يوميًّا عند أمِّهم، آية عليها أن تخدمهم جميعًا، ولا أحد ينظِّف أو يغسل أو يمسح في البيت سواها هي، الأسوأ أنَّها ممنوعة أن تستخدم أدوات الزِّينة على أنواعها، حتَّى الكحل البسيط ممنوع! لماذا يا حماتي؟! السَّبب أنَّكِ بنت قرية لم تري مثل هذه الحضارة من قبل، ويجب أن تفرحي لحظِّكِ الكبير، البيت فيه كلُّ أنواع الأدوات الكهربائيَّة! وبم تنفع الأدوات الكهربائيَّة روح معذَّبة تعاني التَّنافر في بيئة لم تعتدِ الحياة فيها (قطُّ)!!
    زوجها (ابن الماما)! لا تريد آية أن يكون زوجها عاقًّا بأمِّه على الإطلاق، فهذه أمٌّ، ورضاها غاية لا ينبغي لأحد أن يتركها، لكن من المستحيل على أيَّة امرأة أن تتقبَّل أن تكون رهن إشارة من إصبع أمِّ زوجها، إذا أمرَته بأن يضربها فعل ذلك بدون أن يسأل عن السَّبب، إذا أمرَته بأن يحرمها الطَّعام فعل ذلك بدون أن يسأل عن السَّبب، إذا أمرَته بأن... يفعل ذلك بدون أن يسأل ما هذا الذي سيفعله بامرأته، وما هذا الذي لن يفعله بها!
    الجارات أحبَبْنَ آية، لكن آية ممنوع أن تحبَّ الجارات! ممنوع أن تخرج من البيت لتجلس مع أيَّة جارة ولو دقائق قليلة لتشربا القهوة معًا وتتحدَّثا ، حين حنَّت حماتها عليها، أو ظنَّت آية أنَّ الحنان هبط عليها، إذ طلبَت من ابنها أن يأخذها إلى محلِّ الألبسة لتنتقي لنفسها فستانًا جديدًا، ذهبَت معهما بالطَّبع، وانتظرَت حتَّى فهمَت ذوق آية تمامًا، من نظراتها في المحلِّ، أين تنفرج أساريرها، وأين يبدو عليها الرَّفض، انتظرَت حتَّى اختارَت ما أعجبها أكثر، أخذته من يدها وردَّتْه إلى مكانه، واختارت لها على ذوقها لونًا غامقًا جدًّا ممَّا ترفضه آية ويعافه ذوقها، كادت آية تقع مغشيًّا عليها، وحين حاولت أن تعترض، رمقتَها حماتها بنظرة صارمة غاضبة، فهمَت آية معها أنَّها إن فتحَت فمها ستُضرب بلا رحمة!
    لم تنقطع السُّبل بآية تمامًا، فالدُّنيا من الخير لا تخلو، وبالمحبَّة والتَّعاون تحلو، إحدى الجارات كان قلبها طيِّبًا، طالما نصحت آية بأن تتدلَّل لزوجها، وأن تراعي أكثر أمر يحبُّه الرَّجل (معدته طبعًا)!! وتلبس له ما يحبُّ وتتزيَّن (لا تنسَي يا ابنتي: إذا نظر إليها سَرَّتْه، وإذا أمرها أطاعَتْه)، لكن كلُّ هذا بلا فائدة تُرجى، ويا للأسف!
    ثمَّ فهمَتِ الجارة (أخيرًا) حقيقة وضع آية الحزين، لقد اختارَتْها حماتها، لا لجمالها الفائق فحسب، لكنَّها كانَت تبحث لابنها عن فتاة قرويَّة تحديدًا؛ ذلك أنَّ بنات القرى يتمتَّعْنَ بالصِّحَّة والقوَّة، وعندهنَّ جَلَد كبير على العمل، أكثر بكثير من بنات المدينة! أمَّا أنَّ هذه الفتاة في حاجة إلى الشُّعور بالأمان مع زوجها، وأنَّ لها رجلًا يحبُّها ويحنو عليها، فهذا كلام فارغ؛ لأنَّها ابنة قرية، ومهمَّتها أن تشتغل فقط!
    تضامنَتِ الجارة مع آية، وتعاطفَت معها، فقرَّرت مساعدتها بطريقة أخرى، طريقة مُنكرة جدًّا، لكنَّها للأسف شائعة منتشرة، بالأخصِّ ما بين النِّساء، وذلك بأن تأخذها إلى (الشَّوَّافة) لتحلَّ لها مشكلتها، من هي (الشَّوَّافة)؟ ماذا تشتغل؟ ولو يا آية!! إنَّها المرأة التي (تشوف) الغيب، و(تتشوَّف) إلى لقائها النِّساءُ لتحلَّ لهنَّ مشاكلهنَّ كلَّها، وقد سمعت هذه الجارة من قريبة لها أنَّها زارت (شوَّافة) مذهلة، حلَّت لها مشكلتها في سرعة البرق!
    هل هناك تناقض في الكلام؟ إطلاقًا! الحديث بين آية وجارتها ليس في زيارة آية لهذه الجارة، بل عبر الشُّرفة حين تنشر آية الملابس بعد غسلها، تردَّدت آية، يا جارتي، أنا بنت قرية، لا أعرف شيئًا في المدينة، تطوَّعَتِ الجارة بكلِّ طيبة قلب وحماسة، ستحصل على عنوان (الشَّوَّافة)، وستأخذ آية إليها، في فترة غياب حماتها في عمل الخير، حين تخدم تلك المرأة المقعدة، إذ تغيب أربع ساعات يوميًّا؛ لأنَّها في (فعل الخير العميم) هذا!
    وافقَت آية، وفي اليوم التَّالي، كانَتِ الجارة تشعر بالانتصار! لقد حصلَت على عنوان (الشَّوَّافة) من قريبتها، اصطحبَتِ الجارة آية التي ترتجف من الرُّعب، حين وصلتا إلى (الشَّوَّافة) كادت آية تبكي منَ الذُّهول، هل هناك من يبكي منَ الذُّهول؟ نعم! فآية ظنَّت أنَّها ستصل إلى هنا، تخبر (الشَّوَّافة) عن مشكلتها، تحلُّها لها (الشَّوَّافة) في سرعة البرق؛ نظرًا إلى براعتها وخبرتها، وترجع آية إلى البيت كأنَّها لم تفعل شيئًا، ولم تخرج من البيت قطُّ، أمَّا ما تراه أمامها من مظاهرة نسائيَّة رهيبة العدد، فإنَّها لن تدخل قبل منتصف الليل! سترجع حماتها قبلها بساعات، سترى أنَّ آية ليسَت في البيت، ويا ويل آية ممَّا سيحدث لها بعد ذلك!
    لكنَّ الجارة ليست هيِّنة! أمسكَت يد آية ومشَت بها بخطوات واثقة بين الزُّحام، خرجَتِ المرأة التي كانَت عند (الشَّوَّافة)، دفعَتِ الجارة آية إلى الدَّاخل، وتراجعَت كأنَّها لم تفعل أيَّ شيء، صمَّت أذنيها عن هتافات النِّساء المعترضات، أن ماذا تظنِّين نفسَكِ فاعلةً يا هذه؟ هذا ليس دور البنت التي معَكِ، لكنَّ الجارة لم تهتمَّ بشيء من ذلك، أخذَت بمبدأ أنَّ خير الأمور أذن من طين وأذن (من عجين)!!
    نرجع إلى آية، دخلَت المسكينة إلى الغرفة الواسعة وهي ترتعد رعبًا، ولا لوم عليها في ذلك، الرُّعب ليس من الحماة وأن تكتشف الغياب غير المأذون هذا، بل لسبب آخر مختلف تمامًا، هناك، في غرفة (الشَّوَّافة) المخيفة عظام معلَّقة على الجدران! (الشَّوَّافة) تنظر إلى قِدر يتصاعد منها البخور بكثافة، وتتمتم بكلمات غامضة غير مفهومة، جلسَت آية أرضًا منكَّسة الرَّأس أمام (الشَّوَّافة) تهمس لها بآلامها وأوجاعها، مع العلم أنَّ آية تعلم أنَّ عمل (الشَّوَّافة) نصب واحتيال، ولا تقتنع به بأيِّ حال، لكنَّ مثلها مثل الغريق الذي يتعلَّق بقشَّة!
    لم تترك آية في نفسها شيئًا! تكلَّمَت على حماتها بكلِّ سوء، لكن بالحقِّ طبعًا، دمعَت عيناها وهي تذكر كمَّ القهر في حرمانها حقوقها الأنثويَّة البسيطة، من الماكياج ولو كان خفيفًا، حتَّى الفستان الذي أحبَّت اقتناءه حُرِمَت منه، وأُجبرَت على ارتداء واحد لا تطيق ألوانه، بكَت وهي ترجو (الشَّوَّافة) أن تساعدها، لكن بلا أذيَّة أحد على الإطلاق، هي تريد فقط رفع الأذى عنها، لكنَّها لا تريد أن تتسبَّب في إيذاء أحد، إنَّها تحبُّ زوجها وتحترم مكانة حماتها، إنَّها لا تريد سوى بعض الحنان لا أكثر منهما، أليس من حقِّها هذا الطَّلب؟
    بغتة انتبهَت آية إلى أنَّ (الشَّوَّافة) لم تنطق بأيَّة كلمة، لم تسألها أيَّ سؤال، رفعَت رأسها تنظر إلى (الشَّوَّافة) متسائلةً هل نامَت مثلًا؟ معَ نظراتِ آية المباشرة، رفعَت الشَّوَّافة رأسها بدورها، تجمَّدتِ المرأتان معًا من هول المفاجأة الرَّهيبة! المرأة التي ذهبَت إليها آية في غياب حماتها؛ لتشكو إليها حماتها، وترجع إلى البيت قبل أن ترجع إليه حماتها، هي نفسها حماتها!!
    انتفضت حماتها من الغضب الشَّديد، كيف تجرؤ آية على الخروج من البيت بدون إذن منها، هل نسيَت نفسها من تكون؟ يا لهذه الوقاحة العجيبة! يجب أن تتربَّى آية!
    وهنا يطرح السُّؤال نفسه، بكلِّ الفضول: هل أقنَعَتِ الحماة ابنها بأن يضرب آية ويكسِّر عظامها ويُطلِّقها (وقد هدَّدَتْها فعلًا بذلك)؟
    أو أنَّ آية التي لَمَّحَت للحماة بأنَّها ستفضح عمل الخير المزعوم الذي تدَّعي القيام به، قد جلسَت بجانب حماتها؟
    الأولى تهتف للعظام المعلَّقة على الجدران؛ لتخدع النِّساء المسكينات اللواتي ينتظرْن خارجًا، بصوتها الهادر المخيف: (أشتاتًا أشتوت)...
    بينما آية تغنِّي في سعادة تامَّة، لنفسها ولروحها الجديدة السَّعيدة: (آياتًا أيتوت)؟؟


    ملحوظة: هذه ضمن أحداث القضيَّة، أمَّا حين نفهم ديننا فهمًا صحيحًا، سندرك أنَّه لا توجد لا شوَّافة ولا أمثالها،
    هؤلاء من الكهنة والدَّجَّالين الَّذين لا يجوز الاستماع لهم حتَّى من باب التَّسلية والمزاح، لكنَّ الجهل يضرب بقوَّة في مجتمعاتنا، للأسف...

  2. الأعضاء الذين يشكرون أ. عمر على هذا الموضوع:


  3. #2

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,622
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Actions Go Next View Icon رد: حكاية آية

    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

    أخذوها شغالة وليس زوجة!
    تطبخ وتنفخ!
    وقاحة ليس بعدها شيء!
    عجبًا والله،
    أين زوجها من هذا؟!
    في هكذا رجال؟!
    الحمدلله والشكر، اللهم نسألك العفو والعافية،
    أمه تستفزني هي وولدها!
    يارب لطفك يا لطيف!
    ثم تصدق جارتها والله عجيب!
    المشكلة طلعت أم زوجها معقول، هل هذه قصة حقيقية؟!
    الصدفة مرا غريبة!!
    اكملها ولا تتأخر!
    نفسي أعرف وش بيصير!
    وقفة:
    عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما]
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم]


    تبارك الرحمن كالعادة سرد جميل وكلمات موفقة!
    مشوقة ومتقنة!
    ما شاء الله، ربي يبارك
    زدت فضلًا وقدرا,,
    استمر,,
    في حفظ المولى،،
    ~

  4. #3


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,305
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حكاية آية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

    أخذوها شغالة وليس زوجة!
    تطبخ وتنفخ!
    وقاحة ليس بعدها شيء!
    عجبًا والله،
    أين زوجها من هذا؟!
    في هكذا رجال؟!
    الحمدلله والشكر، اللهم نسألك العفو والعافية،
    أمه تستفزني هي وولدها!
    يارب لطفك يا لطيف!
    ثم تصدق جارتها والله عجيب!
    المشكلة طلعت أم زوجها معقول، هل هذه قصة حقيقية؟!
    الصدفة مرا غريبة!!
    اكملها ولا تتأخر!
    نفسي أعرف وش بيصير!
    وقفة:
    عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما]
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم]


    تبارك الرحمن كالعادة سرد جميل وكلمات موفقة!
    مشوقة ومتقنة!
    ما شاء الله، ربي يبارك
    زدت فضلًا وقدرا,,
    استمر,,
    في حفظ المولى،،
    ~

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
    نعم، تعاملهم معها يفتقر إلى الإنسانية، وديننا لا يرضى بهذا الظلم...
    ربما ظنوا نفسهم أعلى منها، فقط لأنها بنت قرية...
    زوجها لا يُلام - وفق تحليلي لمجريات القصة - ذلك أن الكل يقصد أمه ليسألها في أمور الدين، فهي عالمة لا يشق لها غبار، باعتبار أنها تفسر منامات!!
    وهذا من الجهل الكبير، لكن الرجل ربما ظن أن أمه لا تخطئ، وأنها من الأولياء الصالحين بما أنها تفسر المنامات والكل يسألها في الدين، وهي التي لم تدرس
    شيئًا من الدين في حياتها...
    غرائب القضايا لا تنتهي، لو تكلمنا على الصدف، من الغرائب - لن نقول صدفة - قضية عن امرأة قتلت زوجها، وخنقت ابن جارتها وطبخت فوقه لحمًا وتناولت الطعام، ثم دفنت الاثنين...
    ظلت الكوابيس تطاردها، باعت بيتها برخص التراب كما يقال، ثم ذهبت إلى المخفر لتقدم شكوى ضد روح زوجها وروح الطفل، لأنهما تسببا في أرقها وحرمانها النوم، كما تسببا في بيعها بيتها!
    طلبت من الضابط في قسم الشرطة أن يذهب إلى البيت ويخرج الجثتين ويدفنهما بعيدًا ويعيد لها بيتها، لتستطيع النوم في هدوء...
    أظن هذا (الإبداع) وما يشبهه أغرب من هذه الصدفة...
    وفق علمنا القضية هنا حقيقية، اسم الفتاة كذلك (آية) حقيقي، وهي من إحدى بلاد المغرب العربي...
    بعد قليل نذهب إلى الدوام، ربما في المساء نتابع حسب التيسير...
    أما أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فالجهل فينا ساد وانتشر لأننا تركناها وإذا قرأناها ولم توافق هوانا تركناها...
    كم ينتشر التنجيم في عالمنا الإسلامي، والسحر، وكأننا لا نعرف ما الوعيد في هذا المنكر...

  5. #4


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,305
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حكاية آية

    لا، لا...
    لم تغنِّ آية: (آياتًا أيتوت)!
    لكنَّ حماتها سألتها في غضب: ماذا تفعلين هنا؟
    ردَّت آية في برود: مثلما تفعلين بالضَّبط!
    صاحت الحماة تهدِّد آية بأنَّها ستخبر ابنها؛ كي يضربها ويكسِّر عظامها ويطلِّقها، لم تتأثَّر آية، سابقًا كانت تخاف لو هدَّدتها حماتها بأنَّها ستحرِّض ابنها على ضربها...
    أمَّا الآن، فآية تبتسم! وفي هدوء تقول لحماتها: قولي له، ضرب ويمرُّ، ألم ويزول، أمَّا الطَّلاق فلسْتُ أوَّل امرأة تُطلَّق في الدُّنيا ولا آخر واحدة، ولكن... ترى ما مشاعر ابنِكِ، بل أبنائِكِ، حين يعلمون بمهنتِكِ هذه أيَّتها التَّقيَّة!!
    لانت ملامح المرأة فجأة! يا آية يا ابنتي! إنَّني أحبُّكِ! لا تخبري أحدًا، ولكِ منِّي كلَّ ما تريدين، وفي البيت نتكلَّم!
    خرجَت آية، استقبلتها جارتها تهتف: ما الأخبار يا آية؟ أجابت آية في سعادة ما بعدها سعادة: افرحي يا جارتي، لقد حُلَّت كلُّ مشاكلي!
    والغريب أنَّ النِّساء شعرْنَ بالانبهار بالشَّوَّافة الَّتي حلَّت مشكلة هذه الفتاة في ثوان معدودة!!
    في البيت، جاءت الحماة تستعطف آية كي لا تخبر أحدًا عنها، وأثبتت لها (حسن النَّوايا) بأنَّها طلبت من ابنها، زوج آية، أن يتَّقي الله في امرأته ويأخذها في نزهات كثيرة، وإلى الفنادق، ومناطق السِّياحة، ورغم دهشة الابن لكنَّه لم يعترض، أوامر أمِّه مقدَّسة...
    وكانت هذه بداية جديدة لآية، زوجها وهي وحدهما، زوجها لا يرجع إلى البيت ليراها منفوشة الشَّعر، بملابس تفوح منها رائحة زيت القلي، بل يراها متألِّقة، تنتظره بابتسامتها، وحده من يأمرها، وحالًا تلبِّي، فدخل حبَّها قلبه بقوَّة...
    أو لم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا نظر إليها سَرَّتْه وإذا أمرَها أطاعَتْه)! هذا ما تفعله آية، الفتاة المهذَّبة التي تربَّت أحسن تربية، وهكذا من البيت إلى الفندق، من الفندق إلى البيت، من البيت إلى فندق آخر، إلى منطقة أخرى، إلى البيت، ولكن...
    آية لم تكن سعيدة رغم كلِّ هذا، وازدادت همًّا فوق همٍّ حين حبلت!
    لماذا؟ ألا يعجبها العجب؟ بلى! لكنَّ ضميرها يؤنِّبها، حماتها تتابع في درب الخداع والكذب على النِّساء الجاهلات اللواتي يعتقدْنَ فيها الصَّلاح والتُّقى والقرب من ربِّ العالمين، ويلقيْنَ الفلوس عندها، مقابل أن يحبَّ هذه المرأة زوجها، وأن يطلِّق تلك المرأة ضرَّتها، وأن تمرض لتلك المرأة حماتها، وما إلى ذلك الهراء الذي لا يهدف إلا إلى الأذى، وما يأتي السَّاحرَ ليطلب منه عملًا إلا أحمق، إمَّا لا يفهم شيئًا في دينه وإمَّا جاهل به...
    وهنالك الجارة الطيبة التي لن تتردَّد في إرسال كل من تعرف إلى الشوافة، وقد رأت بعينيها كيف انقلب وضع آية رأسًا على عقب!
    ذهبت آية إلى جارتها، وأخبرتها بكلِّ شيء، غضبت الجارة غضبًا شديدًا، حماتُكِ المرأة التي تدَّعي رعايتها امرأة مسنَّة، مجانًا لوجه الله، تقضي الوقت في خداع الناس، والدجل؟؟
    استدعت الجارة ابنها، وبدأت آية تكتب الرسائل، بعدد أولاد حماتها الشباب، وتطوع ابن الجارة في أخذ الرسائل ليضع على سيارة كل ولد رسالة، أو أمام عتبة باب بيته، ولقد صُعق الأولاد جميعًا! أمُّنا دجَّالة؟؟ مستحيل!! لكنْ، الذي كتب الرسائل دلَّهم على عنوان عملها وقال اذهبوا إلى هناك إن كنتم لا تصدِّقون وسترونها بأعينكم...
    ذهب بعض الأولاد خلف أمِّهم يراقبونها، ويا للهول! الرسائل حقيقية! ويا لصدمة الدجالة، حين رأت أحد أبنائها يقتحم غرفتها وهي بزيِّ الشَّوَّافة ويبدأ بالصراخ مثل المجانين، ثمَّ يرغمها على المشي معه إلى البيت...
    وهناك كان اللقاء عاصفًا، الأولاد يصرخون في وجه أمِّهم، وهذا ما لم يتخيَّلوا أنَّهم سيفعلونه في حياتهم، والحماة بين الخجل والغضب، نظرت إلى آية في مقت، أنتِ المسؤولة يا آية، أنتِ التي فضحتِني! طلِّقها يا ولدي، أخرجها من هذا البيت، وإلا...
    ولكنْ، لم تعودي تلك الملاك الذي يعلم أمور الدين والكل يسأله في ما لا يعلم، لم تعودي تلك الإنسانة الثقة بعد أن رأى ابنك بعينيه العظام المعلقة على الجدران، ورآكِ تجلسين أمام البخور تتمتمين مثل البلهاء: أشتاتًا أشتوت!
    ثمَّ إنَّ الأسابيع الماضية أثبتت له كم أنَّ آية بنت أصول، وامرأة صالحة ترعى زوجها وبيتها، وتحنو عليه، ثم إن آية حبلى، لذا رفض طلب أمِّه ولبَّى الطَّلب في الوقت ذاته!
    كيف؟ لم يطلِّق امرأته، أمَّ ولده بعد شهور، لكنَّه أخرجها من البيت إلى سكن خاصٍّ بها...
    أمَّا الأمُّ فقد حبسها أولادها في البيت، يُمنع عليها الخروج لأيِّ سبب كان، ولا حتَّى إلى الجارات لتشرب القهوة معهنَّ...
    وإذا استدعت ضرورة قصوى أن تخرج الأم، فرجل أحد أولادها على رجلها ذهابًا وإيَّابًا...
    وهذه هي النهاية...


  6. #5

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,622
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Actions Go Next View Icon رد: حكاية آية

    أهلًا بكم :"),

    نهاية سعيدة!
    هل هي أيضًا تقوم بأعمال السحر؟!
    هذا ما فهمته!
    توقعت بس تدعي علم الغيب!
    كاهنة فقط توقعت!!
    لا إله إلا الله
    لقد تمادت هذه الحماة!!
    ما توقعت!
    ما علينا، المهم حال آية!
    أحس لا أدري لما رحمت الأم!
    استغفرالله وأتوب إليه
    بس ياليتها تابت وعادت إلى الله

    بوركت يارب أستاذ
    على روعة القص والسرد
    شوقتنا وأطلت علينا لكنك أمتعتنا في الأخير!
    زدت فضلًا وقدرا!
    في حفظ المولى،،
    ~

  7. #6


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,305
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حكاية آية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    أهلًا بكم :"),

    نهاية سعيدة!
    هل هي أيضًا تقوم بأعمال السحر؟!
    هذا ما فهمته!
    توقعت بس تدعي علم الغيب!
    كاهنة فقط توقعت!!
    لا إله إلا الله
    لقد تمادت هذه الحماة!!
    ما توقعت!
    ما علينا، المهم حال آية!
    أحس لا أدري لما رحمت الأم!
    استغفرالله وأتوب إليه
    بس ياليتها تابت وعادت إلى الله

    بوركت يارب أستاذ
    على روعة القص والسرد
    شوقتنا وأطلت علينا لكنك أمتعتنا في الأخير!
    زدت فضلًا وقدرا!
    في حفظ المولى،،
    ~

    حياكم الله
    هي تقوم بكلِّ شيء في سبيل الخداع وتحصيل المال...
    تمادت كثيرًا، وآية تصرفت في شجاعة، مخاطرة منها...
    كان من الممكن أن تُفقدها زوجها وهي حامل، لكنَّها أقدمت عليها بفضل الله...
    الأم لا أتعاطف معها لسببين، أولهما ظلمها آية بهذا الأسلوب المستفز،لو أنها مجرد حماة قاسية القلب نقول ربما، لكن استفزاز وظلم بدون أدنى مبرر...
    وثاني الأسباب وأكثرها أهمية اتخاذها الدين ستارًا لها لتظهر أمام الناس بمظهر التقوى، وهي تشتغل بالدجل والكذب...

    لكن ندعو لها بالتوبة الصادقة، ولا نرجو لأحد أن يموت على المعصية، بارك الله بكم ولكم...

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...