نداء بين الظلـال (شهر 5 سنة 2025)
يا صغيرتي عندي لكِ سؤال...
أإجابته واقع أم أنها خيال؟
يا صغيرتي قد وهنْتُ انتظارًا...
يا صغيرتي قد ضاق بي المجال...
بات الوجود في الحياة ضربًا[1] من المحال...
تمضي السنون[2] كسكاكين تأخذ...
ما من نوال[3]...
والعين عن همسِكِ تبحث...
فيتلـاشى بين السرابِ غبارًا...
واليأس يضرب الروح بالصخور...
يقيِّدها بالحبال...
فأين أنتِ يا صغيرتي؟
هذا هو السؤال!
أيا صغيرتي، هل لـا زلتِ تسمعين؟
أو أن الصمت بات بيننا جدارًا؟
أجيبي، فلعل الحياة تعيد إلينا بريقًا من الـآمال...
بها نحيا حتى تفتح القبور ذراعيها...
إذ تحين الـآجال! [4]
لكن لـا الليل يكشف للغياب أسرارا...
ولـا النهار يُفشي للسر قرارا...
والقلب لـا ييأس ولـا ينسى...
ولو بلغَت ظلـال غيابِكِ ما بلغَت...
فمهما طال الرحيل واشتد قهر نفسِها...
سيبقى السؤال يشقُّ للقلب مدارا...
(د. عمر قزيحه - من كتاب: دموع لم تولد، ربما يكون قيد النشر شهر 6- 2025)
[1] ضربًا: نوعًا.
[2] السنون: أيامها قاسية وشديدة، وهنا تحتمل كذلك معنى أسنَّة الرماح.
[3] نوال: عطاء.
[4] الـآجال: لحظات الموت.
المفضلات